| ناصر النجار
سيدخل الدوري أسبوعه الرابع وما زالت خريطة المباريات مبعثرة، وبتنا نستصعب الحصول على المواعيد وأماكن المباريات، ففي كل ساعة هناك تعديل أو ترقب نحو تبديل والطامة الكبرى بتأجيل مواعيد مباريات فريق الوحدة إلى أجل غير مسمى، وهذه الميزة التي انفرد بها نادي الوحدة لم يحصل لها شبيه في كل دوريات العالم، وضريبة هذا التأجيل سيدفع ثمنها الدوري والأندية ونادي الوحدة أكثر من غيره.
أما أماكن المباريات فعلى ما يبدو أن الدلال يتجلى في هذا الموقع، فنادي الشعلة سيلعب في ثلاثة أماكن، الملعب الأول البلدي في السويداء واجه فيه الشعلة ثم انتقل إلى الملعب الثاني وهو الجلاء في دمشق لجميع المباريات التي تقام على أرضه، أما الملعب الثالث فهو ملعب درعا، وهذا الملعب عندما ينتهي من الصيانة سينتهي معه إشكال هذا التنوع الجغرافي في الملاعب وهذه الحيرة التي أصابت كل الأندية قبل أن يستقر الشعلة في ملعب دمشق، وهذا بدوره سيجعل زحمة مباريات على ملعب الجلاء!
أما الفتوة فقيل إن ملعبه في دير الزور صار جاهزاً وتم التأكيد قبل موعد انطلاق مباريات الدوري بل تم تصوير الملعب من كل زواياه، وبناء عليه تم تعيين المباراة الافتتاحية للفتوة مع الكرامة في ملعب دير الزور، وتم تأجيلها لسفر فريق الفتوة إلى سلطنة عمان، اليوم قالوا: إن الملعب قد يكون غير جاهز، لذلك لابد من لجنة للكشف عليه، ونحن نقول لاتحاد الكرة (نعيماً) الآن استيقظتم وأدركتم أن الملعب يحتاج إلى لجنة كشف؟ لذلك أقيمت مباراة الفتوة مع تشرين التي جرت بالأمس على ملعب الجلاء، وسمعنا أن رئيس الاتحاد الرياضي العام وعد أن يدشن الملعب ويقص شريط الافتتاح في أقرب فرصة عندما يكون الملعب جاهزاً، وحتى الآن كل ما تم ذكره من مصادرنا الموثقة كلام بكلام، لأنه لم يصدر أي تصريح رسمي حول ذلك، وربما تأخر إنجاز ملعب الفتوة لملعب درعا، بكل الأحوال هذا ليس شأننا، إنما الذي يمكن الحديث عنه، أن اتحاد كرة القدم جاءت حساباته النظرية والورقية لا تطابق حسابات الأندية واستعدادها وحسابات الملاعب وجاهزيتها، فكانت بداية الدوري لا تتناسب مع اسمه (الدوري الممتاز) ومن الطبيعي أن يهبط تصنيف الدوري آسيوياً وأن يوازي بالمرتبة دوري الدول المغمورة كروياً في آسيا.
الدوري الكروي أنجر يوم الجمعة ثلاثاً من مبارياته، وأقيمت بالأمس مباراة في دمشق بين الفتوة وتشرين (تطالعون نتيجتها في غير مكان من هذا العدد) واليوم تختتم مباريات هذا الأسبوع بلقاء الشعلة مع الشرطة في السويداء.
العقدة مستمرة
أثبت أهلي حلب أنه ما زال عقدة لفريق الجيش، فقد فشل فريق الجيش في إيقاف المد الأهلاوي، الفريقان قبل المباراة جريحان وكل منهما يريد أن يداوي جراحه بالآخر، ونجح الأهلي في تحدِّ صعب هو الأول لمدربه القديم الجديد أحمد هواش، بينما دفع الجيش ضريبة العديد من الأخطاء الفردية التي باتت تحتاج إلى العلاج الجذري والحاسم والسريع.
في مباراة الفريق السابقة مع الكرامة تسبب الحارس والدفاع بهدفي فوز الكرامة، لكن في مباراة الأهلي كانت هناك نقاط علام عديدة حسمت المباراة لمصلحة الفريق الضيف، الخطأ الأول إضاعة محمد الواكد ركلة جزاء، وهو من النادر أن تضيع منه مثل هذه الركلات، والخطأ الثاني عندما بدد أيهم كرنبة فرصة من ذهب لتسجيل هدف، وهذان الخطآن لو لم يحصلا لأنهى الجيش الشوط الأول متقدماً بثلاثية نظيفة وزاد الطين بلة طرد لاعب الوسط علي السعيد قرابة منتصف الشوط الثاني لتنقلب الموازين كلها لمصلحة الضيف الذي استغل كل ذلك فضرب وهرب.
المراقبون أكدوا أن فريق الجيش لعب في الشوط الأول بشكل مميز وكان أداؤه جميلاً وعلينا أن نتذكر أن المباريات الكبيرة تحسم بالأخطاء، فوقف الحظ إلى جانب الأهلي، وظلم فريق الجيش نفسه كثيراً في المباراة.
بكل الأحوال فإن المباراة كانت فرصة لأهلي حلب للتعافي، ودرساً كبيراً للجيش ليراجع حساباته وأخطاء لاعبيه الفردية، ولا يفوتنا ذكر أن الهواش لم يضع بصمته على الفريق بشكل كامل، فقد لعب بالتشكيلة ذاتها التي لعب بها فريقه زمن حسين عفش.
ركلتا جزاء
نشرت وسائل التواصل الاجتماعي حالتين من جهات متعددة تشير إلى مطالبة فريق جبلة بركلتي جزاء في اللقاء مع الكرامة الذي انتهى بهدف لمثله، وهاتان الحالتان لم يصدر بهما أي تحليل رسمي حول صحتهما من عدم ذلك، ومثل هذه الحالات من المفترض أن تراقب من لجنة الحكام الرئيسية وأن تصدر بشأنها بياناً رسمياً، حتى لا تبقى قيد القيل والقال والتخمينات والعواطف.
بكل الأحوال فإن جبلة قدم شوطاً أول جيداً، والكرامة استعاد الثقة في الثاني وأدرك التعادل، وكل طرف يشد المباراة نحوه، باعتباره الأحق بنقاطها، والتعادل لم يسعد جبلة لأن المباراة على أرضه، ولم يفرح به الكرامة لأن طموحه كان أكبر من هذه النتيجة.
الإرادة والتصميم
أثبت فريق الطليعة أن تعادله السابق مع أهلي حلب لم يكن طفرة، فها هو بالأمس تعادل مع الوثبة بالنتيجة ذاتها بهدف لهدف، وهو التعادل الثاني لفريق الوثبة الذي بات يهدر النقاط يمنة ويسرة وهو الفريق الوحيد مع أهلي حلب والجيش التي أنجزت مباريات في الدوري، فالوثبة حقق منها خمس نقاط وأهلي حلب أربع نقاط والجيش ثلاث نقاط، ولا يوجد أي فريق من فرق الدوري حقق العلامة الكاملة ولو من مباراتين، وهذا يدل على أن الفوارق بين الفرق ليست متسعة، وأن فرقنا تلعب على أخطاء الخصم وتراجعه فقط.
الطليعة على سبيل المثال لم يجهز فريقاً يوازي أهلي حلب والوثبة، بل إن إمكانياته التي دخل بها الدوري تعتبر متواضعة أمام الإمكانيات المقدمة لفريقي أهلي حلب والوثبة ومع ذلك فرض الطليعة نفسه على أهلي حلب والوثبة بمعقلهما واستطاع أن ينال من كل فريق نقطة ذهبية، الأمر الآخر الذي نود الإشارة إليه أنه لا يوجد حتى الآن فريق جاهز يفرض نفسه على الدوري عبر شخصية البطل، فالتعثر الدائم يمنحنا شعوراً أن المنافسة ستبقى محتدمة وأن الفرق التي تخسر ما زال أمامها فرص وافرة للتعويض.
فالجيش الذي خسر مباراتين على بعد نقطتين من المتصدر الوثبة، اللوحة لم تكتمل بعد وخصوصاً أننا لم نر فريق الوحدة، ولم يلعب حطين أكثر من مباراة.
ولعل هذا الأمر مرهون ببداية الدوري التي تكون أحياناً فاترة وتحتاج إلى تسخين مع مرور الوقت والمباريات، لكن الملاحظ تعدد الإصابات في الفرق وأحياناً وجود غياب مؤثر كما حدث مع الوثبة بلقاء الطليعة، فهل هذه الإصابات نتيجة الحمل الزائد في التمارين أم نتيجة سوء الملاعب؟
الحصيلة العامة
سجل حتى الآن في مباريات الدوري التي أقيمت وعددها عشر، ثمانية عشر هدفاً، بواقع ثلاثة أهداف في مباراتين في الأسبوع الأول، وثمانية أهداف في خمس مباريات في الأسبوع الثاني وسبعة أهداف في ثلاث مباريات في الأسبوع الثالث، مع العلم أن نصف المباريات انتهت إلى التعادل، أربع منها بنتيجة 1/1 وواحدة سلبية، والدوري هنا فقد عشر نقاط بهذه التعادلات!
صياح نعيم (الطليعة) وعز الدين عوض (الجيش) ورأفت مهتدي (أهلي حلب) سجلوا هدفين.
ركلتا جزاء احتسبتا حتى الآن، الأولى لتشرين وسجلها زاهر ميداني بمرمى الوثبة، والثانية أضاعها هداف الجيش محمد الواكد بمواجهة أهلي حلب.
بطاقتان حمراوان رفعتا، الأولى للاعب أهلي حلب زكريا حنان بلقاء الوثبة، والثانية للاعب الجيش علي السعيد بلقاء فريق أهلي حلب.
هذه الأرقام باستثناء مباراة الأمس بين الفتوة وتشرين.
مشكلة الوحدة
تتفاقم مشاكل نادي الوحدة، وها هو الدوري وأنديته تدفع الضريبة لأخطاء إدارية تدون في الوقت الحالي ضد مجهول لأن الإدارة الحالية غير مسؤولة «كما تدعي» عن هذه المشكلة.
والقصة متعلقة بالمدرب الصربي دوبراموفيتش الذي تعاقدت معه إدارة أنور عبد الحي وعندما جاءت إدارة ماهر السيد فسخت عقده مباشرة من دون أي سؤال، ودون الحذر من تبعات قضية الفسخ هذه وما يترتب عليها من مشاكل مع الفيفا وخصوصاً أن المدرب لم يمنح النادي براءة ذمة بعدم تصفية حقوقه، المدرب اشتكى إلى الفيفا وجاء الإنذار من محكمة الكأس بضرورة تصفية حقوق المدرب خلال فترة معينة «45 يوماً» لكن إدارة ماهر السيد لم تأخذ الموضوع بالجدية المطلوبة ليتحول هذا الإنذار إلى قرار بمنع تسجيل أي لاعب إن لم تصفَ حقوق المدرب أيضاً الإدارة الجديدة دفعت للمدرب الصربي كامل حقوقه، لكنه لم يبرئ ذمة النادي حتى الآن، ولعله يريد إحراج النادي مثلما تأخر النادي بدفع مستحقاته.
اتحاد كرة القدم لم يكن حازماً في الأمر وراعى مشكلة النادي بشكل عام، لأن الإدارة الحالية ليس لها أي ذنب بما حصل وهي تتابع الموضوع بشكل يومي مع الفيفا وقد أرسلت له كل إيصالات الدفع، وهي تنتظر على أحرّ من الجمر هذا الجواب التاريخي.
أيضاً وقعت إدارة النادي بالحرج مع الأندية لأن الجميع سيدفع ثمن هذه المباريات المؤجلة بضغط المباريات، وخصوصاً إذا طال الزمن، فالوحدة سيلعب وقد كشفت كل أوراق الفرق ومواقعها، على العموم الجميع يأمل ألا يطول الانتظار وأن يتم حل المشكلة على خير بأسرع وقت.
مباريات الوحدة المؤجلة كلها على أرضه وهي حسب الترتيب مع تشرين ثم الشرطة وحطين في أسبوعنا هذا، أما المباراة القادمة في الأسبوع الرابع فستكون مع فريق أهلي حلب في الحمدانية.
الوافدان الجديدان
مرة أخرى يغير الشعلة ملعبه ويقبل بملعب الجلاء في دمشق ويستضيف فريق الشرطة «اليوم» وسيبقى على هذا الحال بعيداً عن موطنه حتى ينتهي ملعبه في درعا من الصيانة.
اختيار ملعب السويداء لم يكن موفقاً من فريق الشعلة، فبعد أول مباراة مع الفتوة تبين أنه لا يصلح لكرة القدم وتضيع جهود اللاعبين الفنية والبدنية في هذا الملعب المتصحر ويتساوى فيه الفريق القوي مع غيره من الفرق، لذلك لم نشاهد في مباراة الأربعاء أي لمحة فنية أو جملة كروية، وبقيت الشباك صامتة لعجز اللاعبين عن فك طلاسم الملعب.
الشرطة والشعلة تقابلا أربع مرات في دوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي تعادلا بها جميعاً بلا أهداف إلا المباراة الأولى حكم فيها التعادل الإيجابي بهدف لهدف سجل للشرطة صهيب الشرعبي وللشعلة فراس الحسين، في موسم 1997/1998 فاز الشرطة مرتين 2/1 في الذهاب سجل للشرطة إياد عبد الكريم وحاتم الغايب من ركلة جزاء وسجل للشعلة نضال غنوم، وفي الإياب سجل للشرطة يوسف قيسي وحاتم الغايب من جزاء أيضاً وسجل للشعلة نبيل الشحمة.
الفريقان وافدان من الدرجة الأولى، الشرطة أعرق كتاريخ والشعلة أقوى بإمكانياته، كلا الفريقين يطمح لتحقيق الفوز الأول لهما في هذا الموسم، الشرطة تعثر في المباراة الأولى أمام الجيش بهدفين نظيفين، والشعلة تعادله السلبي مع الفتوة يعادل الخسارة، لذلك من المؤكد أن يجتهد الفريقان لتعويض عثرة المباراة الأولى.
الفريقان متوازنان إلى حد بعيد، لكن الملعب قد يكون له كلمة الفصل بسوء أرضه وما فيه من عثرات وحفر ومطبات فتهدي هذا الفريق هدفاً أو تمنع عن ذاك الفريق هدفاً، كل الاحتمالات واردة، وأي نتيجة تحققت فهي طبيعية.
سيرياهوم نيوز١_الوطن