الرئيسية » تربية وتعليم وإعلام » في الحديث عن الإعلام

في الحديث عن الإعلام

 04 أيلول/سبتمبر 2020
 ديب علي حسن:
اذا كانت مقولة أن العولمة قد جعلت الكرة الارضية أقرب إلى أن تكون قرية صغيرة وربما مزرعة، فإن مقولة أن الإعلام الحالي بكل تطوراته جعل الظلام يلفها ولم يعد يمكننا أن نميز الصحيح من غيره وان الإعلام غدا طاعون العصر لا تنفع معه لقاحات تعد على وجه السرعة.
غدا السلطة التي تبني وتهدم تزعزع أو ترسخ ..باختصار صناعة الحياة بكل ما تعنيه الكلمة …علم يحوي العلوم كلها تقنيات وأساليب نفسية واجتماعية، ومهرة مختصين يعرفون كيف ومتى يضربون أو ينسحبون..
تلاعب بكل شيء واستلب الحياة الحقيقية وجعلها افتراضية يقودنا إليها بمحض إرادتنا..
ولكن هل هذا قدر محتوم ..؟
بالتأكيد..لا ..نحن في سورية كنا اول ضحايا طاعون العصر اعني الإعلام ومازلنا في رأس القائمة التي يستهدفها الإعلام الضال والمضلل ..
وبكل صراحة وقع الكثيرون منا في فخ ووهم انهم إعلاميون من خلال ما سمي مواقع التواصل الاجتماعي ومشتقاته فكل من هب ودب صار إعلاميا ينشر ما يريد ينسخ ويلصق، يتهم ..يحاكم.. يصدر القرارات..
مؤسسات حكومية وقعت في هذا الفخ ايضا عن قصد أو دونه ..بعض المسؤولين لا يريد وثيقة ورقية، الايام تحكي أو تروي ما كان سواء إنجازا ام اخفاقا فقط مواقع وصفحات وهمية خلبية تشيد بهذا وتنسف ذاك …تروج هنا وتبطش بمكان ما..
ونعرف كيف يستغل الأعداء هذا اللون من الإعلام وكيف يقع الكثيرون منا في فخه..
وقد نبه السيد الرئيس بشار الأسد إلى خطورة ذلك في كلمته أمام الحكومة حين قال الإعلام التقليدي والاحترافي ..ولفت إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليست إعلاما…صحيح انها موجودة وهي تنشر في الكثير من الأحيان الفوضى وهذه من طبيعة الحياة والمرحلة ..لكن حين نفعل الإعلام التقليدي والاحترافي ونكون قادرين على ممارسة الشفافية جميعا من إعلاميين ومسؤولين نستطيع أن نخفف من آثار مواقع التواصل الاجتماعي التي تجري عكس اتجاه ريح الوطن وتعمل هدما وتخريبا..وبالتأكيد ليس كلها ..
اليوم نحن أمام مسؤولية تاريخية عشر سنوات من الحرب علينا كان الإعلام المعادي فيها ومازال أداة تخريب وفتك وقد استطاع إعلامنا أن يتصدى له ويفكك عراه..
وعلينا هنا أن نذكر أن الغرب عمل قبل ٢٠١١م واحيانا كثيرة بمساعدة الأغبياء منا عمل على جعل المواطن يفقد الثقة بإعلانه ومؤسسات دولته ..تحولنا إلى ببغاوات نردد ما يقوله، وقد بدا واضحا أن المؤسسات الغربية أدت دورها بإتقان في هذا المجال ليس نحو سورية وإعلامها فقط إنما في معظم دول العالم ..فقط عليك ان تصدق ما يقوله اعلام الغرب ..ما ينقله، ما ينشره..
وهكذا كان التمهيد لما تم التخطيط له ..
اللعبة لم تنته ولا يمكن أن تنتهي كلما انتهت مرحلة منها تم إخراج مرحلة جديدة.. من هنا علينا الحذر الشديد والوعي الذي لا يترك زاوية يمكن الأعداء الدخول منها الا العمل على سدها.
المرحلة تعني البناء على ما كان والتخطيط لما هو قادم تعني بالضرورة تكامل الإعلام التقليدي مع الالكتروني الذي يجب أن يدار بغير ما نراه الان ..لدينا طاقات مهمة جدا في التقليدي والإلكتروني ونعرف أن العدو جعل الكثيرين يتجهون إلى غير إعلامنا، من هنا لابد من بحث سبل أخرى تعيد من نفر وهذا ليس أمرا صعبا..
اما الإعلام التقليدي فهو الذاكرة والوثيقة ومازال في العالم كله لم يهمل أو يترك ويوضع على الرف..
علينا احياءه بقوة وضخ ماء الحياة فيه ..ماء وحبر يتعطش الناس له ..
وقد يكون نافعا أن نذكر أن الرئيس الروسي بوتين عندما خاطب الأمريكيين من سنوات فعل ذلك من خلال الصحف الورقية وكذلك فعل احمدي نجاد ..وأوباما عندما خرج من البيت الأبيض كان حواره مع مجلة الشؤون الخارجية وليس مع موقع الكتروني.
وكان لافتا امس ما نقلته وسائل الإعلام الروسي عن وزير الدفاع الروسي شويغو وما قاله عن العالم الافتراضي ودعوته الناس للابتعاد عن الانغماس فيه تماما ..
هذا لا يعني أن علينا أن نترك هذا اللون من الإعلام بل يعني أن ننشىء جدران الوعي والصد وان يتكامل الإعلام..
قد يقول قائل ..وماذا عن الإمكانات..بكل بساطة أجاب السيد الرئيس بشار الأسد عن ذلك حين قال ..قد لا تكون كافية ولكنها موجودة..
امكانات يجب أن تكون ذاتية من خلال عمل الإعلامي على تطوير نفسه وأدواته ووعيه وهذا للاسف جانب بعيد عن معظمنا ..وإمكانات أخرى يجب أن تقدم من المؤسسات والجهات المعنية ..
بكل بساطة علينا أن نغير الكثير في خطابنا الإعلامي وهذا لن يكون الا من خلال تغيير شامل في استراتيجيات عمل وزارات الدولة لنكون نحن حصاد التغيير النهائي، وقد تحدث عن ذلك السيد الرئيس بشار الأسد..
علينا أن ننتقل من ردة الفعل إلى الفعل ومن اعلام النسخ واللصق إلى اعلام الوعي وبناء المعرفة والثقة.. باختصار من اعلام ما يطلبه الجمهور إلى الوطن والدولة بالطبع لا ننتقص مما يطلبه الجمهور لكن دور الإعلام في العالم كله تغير ويجب أن يتغير لدينا مع البقاء على الكثير مما نحن نؤديه كإعلام وطني مطلوب منه كل شيء ..ونأمل الا نكون كمن ألقوه في البحر مكتوفا وقالوا له اياك أن تبتل بالماء.
إعلامنا صوتنا دمنا حبرنا شهداؤناقدوتنا وما رسمه السيد الرئيس وحملنا اياه لهو شرف ووسام كبير نثق اننا معا سنكون قادرين على النجاح فيه
(سيرياهوم نيوز-الثورة)
x

‎قد يُعجبك أيضاً

المدير السابق اتهم أمينة السر بإخفاء السجل … خلافات كبيرة داخل إحدى مدارس ريف القامشلي يمكن أن تطيح بمستقبل 392 طالباً وطالبة في الشهادة الثانوية

أخذت قصة طلاب ثانوية الشهيد إبراهيم الحسين في قرية «القصير» التابعة لريف مدينة القامشلي صدىً واسع النطاق في الأوساط التربوية والاجتماعية بشكل خاص، والإدارية الحكومية ...