تحلّ الذكرى الـ 65 للوحدة المصرية السورية اليوم 22 فبراير وسط دعوات للتضامن العربي لدعم سورية التي تتعرض لمظالم كبيرة لا قِبلَ لشعب بها.
الأستاذ الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر يقول إن الأحداث الحالية لا تزيد الشعوب العربية إلا تمسكا بوحدتها.
ويضيف الدسوقي( ناصري الهوى) لـ “رأي اليوم” أن المظالم التي تتعرض لها سورية جعلت الناس تزداد تعاطفا معها، لاسيما مع تعرضها للاعتداءات الإسرائيلية الإجرامية وسط كارثة الزلزال وسط صمت دولي مُريب.
ويختتم د. الدسوقي مؤكدا أن رابط الوحدة العربية سيظل موجودا لن ينقطع، لافتا إلى أن رابطة العروبة لا تزال تخيف الغرب الأوروبي الرأسمالي الأمريكي.
الوحدة
من جهته قال د.أسامة الغزالي حرب إنه لا يستطيع أن يتجاهل هذا اليوم (22 فبراير)، مشيرا إلى أنه اليوم الذى شهدنا فيه فى صبانا إعلان الوحدة بين مصر وسورية فى عام 1958.
ويضيف أنه اعتاد أن يستذكر تلك المناسبة كل عام، لافتا إلى أن واقعة الوحدة المصرية السورية كان لها أثر عاطفى هائل، فيما يسميه المرحلة الناصرية من عمره، مثل العديد من أبناء جيله.
ويلفت أن تقييمه ورؤيته للحدث – مثل كل الأحداث- تغير وتطور عبر الزمن، مشيرا إلى أن ما كان منبهرا بل ومسحورا به فى تلك السن، لم يعد كذلك – بعد خمسة وستين عاما- مع الدراسة والممارسة السياسية، وكذلك مع النضج والتطور الفكرى.
كاريزمة عبد الناصر
ويوضح أن شعارات القومية العربية والوحدة العربية كانت تلهب المشاعر، وتجسدت كلها خاصة عقب حرب السويس فى 1956، والمعركة ضد الأحلاف العسكرية فى الشخصية الكاريزمية المتفردة لجمال عبدالناصر، الذى كانت خطبه الحماسية الملتهبة تشعل المصريين والعرب جميعا من الخليج إلى المحيط!
ويخلص إلى أن الوحدة فى الحقيقة كانت عملا عاطفيا بامتياز، بين شعبين مرتبطين عاطفيا بشدة، ولكنهما مختلفان كثيرا فى تكوينهما، مشيرا إلى أنه فى مقابل التجانس المصرى الفريد، كان هناك التنافر السورى العجيب، مذكّرا بمقولة شكرى القوتلى لجمال عبدالناصر عقب إعلان الوحدة (وفق رواية محمد حسنين هيكل) … أنت لا تعرف ماذا أخذت يا سيادة الرئيس؟ أنت أخذت شعبا يعتقد كل فرد فيه أنه سياسى، ويعتقد خمسون فى المائة من ناسه أنهم زعماء، ويعتقد 25% منهم أنهم أنبياء، بينما يعتقد 10% أنهم آلهة!
ويتابع حرب: “ولكن هؤلاء الزعماء والأنبياء والآلهة حملوا على أكتافهم سيارة عبدالناصر، وسط جنون شعارات وأحلام الوحدة العربية والقومية العربية.غير أنه مثلما كان حدث الوحدة فى 1958 صاخبا ومبهرا، كان حدث الانفصال، بعد ثلاث سنوات فقط، فى 1961 ساكنا ومحبطا!”.
ويختتم مؤكدا أن أحلام الوحدة العربية وأوهام القومية العربية تبخرت، ولم يبق من الوحدة المصرية السورية إلا الشاورمة السورية، وأغانى الوحدة الجميلة.
ويردف: “والآن أقول إنه بقيت أيضا مشاعر عميقة وصادقة من الشعب المصرى، إزاء الشعب السورى، نراها اليوم فى كل أنحاء مصر – نعم فى كل أنحائها- بوضوح وجلاء!”.
مقولة عبد الناصر
اللافت كان في استدعاء البعض لمقولات الرئيس عبد الناصر عن الوحدة، ومنها: “لقد قامت دولةٌ كبرى في هذا الشرق ليست دخيلةً فيه ولا غاصبة ، ليست عاديةً عليه ولا مستعدية ، دولةٌ تحمي ولا تهدد ، تصون ولا تبدد ، تقوي ولا تُضعف ، توحد ولا تفرق ، إنها الجمهورية العربيه المتحدة”.
معاً لرفع الحصار
في ذات السياق يعقد حزب التجمع المصري اليوم الأربعاء مؤتمرا سياسيا بمناسبة الذكرى ال 65 للوحدة، تحت شعار: “وحدة مصر وسورية ..وحدة لا تنتهي..معا من أجل رفع الحصار عن سورية” وسيشارك في المؤتمر ممثلون عن القوى الوطنية والسياسية، والسفير باسل سكوتي رئيس البعثة الدبلوماسية السورية في مصر.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم