آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » في الطريق إلى ورشة الإعلام الرقمي .. الصحفيون يبنون العالم ..

في الطريق إلى ورشة الإعلام الرقمي .. الصحفيون يبنون العالم ..

ديب علي حسن:

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن في الكثير من الأحيان ويغير القلم مجراه باللحظة الأخيرة إلى وجهة لم يكن يريدها لكنها تقفز أمامه بقوة لتزيح وجهة أخرى ليست بعيدة عنها بل قريبتها، شقيقتها ..لكنها صارت رافدا بعد أن كانت مجرى.
الزميل بشار محمد مدير التحرير في صحيفة الثورة ينشر على صفحته (الفيسبوك) العنوان العريض لورشة الإعلام الرقمي ..تحت عنوان:
احتراف المحتوى الرقمي في الإعلام المعرفي ..
ضبط دقيق لعنوان عريض كان يبدو بحرا بلا حدود لكنه الآن وقد تم تحديد الوجهة الإعلام المعرفي .. يعني ببساطة شديدة التركيز من البداية على المحتوى وعلى المعلومة التي يجب أن تحول إلى معرفة وشتان ما بين المعلومة والمعرفة ..ثمة جذور ضاربة في كل الاتجاهات حين نتمثل المعلومة اي بعد أن نحولها إلى معرفة بما نملكه من قدرة على التحليل والمقاربة وتقصي ماوراءها وإلام ما تقود ومن يستفيد منها وغير ذلك …
هنا لابد من تسجيل ملاحظة أولية ألا وهي أننا جميعا نشكو من عدم حصولنا على المعلومة ..الحقيقة أننا نحن المدانون بما نقوله ..فليس من جهة في العالم تعطيك معلومة إذا كانت ستوظف بغير ما تريد ..
ابحثوا في كل ما أثارته الصحافة العالمية من قضايا هل تجدون جهة ما قدمت معلومة طوع الخاطر..
لن نجد ذلك ثمة من يسربها لمصلحة ما ..ثمة علاقات شخصية ..وسائل قد تكون غير مألوفة..يعني باختصار المعلومة التي تقدم لنا عفو الخاطر لا قيمة لها.
المعلومة التي تحرك وتثير هي التي تقتنص تصل إليها وهي في قفص حديدي آمن كما يظن من حبسها.

العنوان الذي تعقد الورشة تحته مغر ومهم جدا وهو درجة من سلم بناء المعرفة في العمل الإعلامي وهذا ليس من باب المديح والإنشاء فالإعلام اليوم لم يعد ناقل خبر بل هو صانع للحدث وموجه له.
.مدافعه هي التي تقصف العقول وتمهد لأي احتلال آخر.. الصحفيون كما يقول مايكل سكدسن في كتابه علم اجتماع الأخبار الصادر لترجمة أحمد رمو عن الهيئة العامة السورية للكتاب عام ٢٠١١م يقول سكدسن :والقول إن الصحفيين يبنون العالم ..لا يعني أنهم يستحضرونه فهم يعملون عادة بالمواد التي يوفرها الناس الحقيقيون والحوادث الحقيقية ولكن عن طريق الانتقاء وتسليط الضوء والتعتيم والتأطير والثقافة في التحقيق الصحفي يخلقون الانطباع بأن الناس الحقيقيين قراء ومشاهدين يعتبرونه عندئذ حقيقيا ويستجيبون له في حياتهم.

والصحافة حسب تحليل _بيست_تستطيع أن تصنع موجات وحتى موجات جريمة فهي ماتزال تبني الواقع.

والصحافة اليوم تواجه عالما واسعا من أشباه الصحفيين الذين يمكن أن نسميهم شركات العلاقات العامة وموظفي المعلومات العامة وخبراء التزوير السياسي وهيئات الدعاية لعدد كبير من المؤسسات المتحدة وتلك التي لا تستهدف الربح .

بل تخدم أجندة ما والإعلام الغربي ليس الأفضل كما يقول مايكل نقلا عن نعوم تشومسكي وأدوار هيرمان اللذان قالا بصراحة ..نيويورك تايمز ليست أفضل من البرافدا _طبعا أيام الاتحاد السوفييتي يقصدان _
لكنها الدعاية التي يطلقها الغرب ضد خصمه ويرددها خصمه على أنه يقول الحقيقة ولكنه يصبح أداة لترويج عدم الثق
..
محتوى معرفي …
الإعلام كما أسلفنا معلومة تحول إلى معرفة وأي محتوى لا يقدم جديدا ليس إلا غثاء أحوى ..ينتظرك المتلقي لمعرفة جديد ما لقيمة مضافة أنت تقدمها وهذا ما يكون دائما على طاولة النقاش في اجتماعات هيئة تحرير صحيفة الثورة من رؤساء الدوائر وصولا إلى مدير التحرير إلى أن ينضج النقاش على طاولة والاجتماع بمكتب السيد رئيس التحرير ..

والمحتوى المعرفي حسب العنوان المطروح يعني بالضرورة إسقاط ما كان يلصق بالإعلام السوري أنه صاحب معلقات أنه غير جذاب أنه وأنه ..المعرفي يعني المقال السياسي والثقافي والعلمي والاجتماعي والغوص في التحليل والمناقشة وتقديم المعلومة في سياقها ..وهذا يتطلب تبويبا جديدا للمواقع والصفحات وصولا إلى إحداث مواقع تهتم بهذه القضايا…وربما يكون من الضروري إحداث مركز دراسات في المؤسسة ينشر يتابع يحلل ..يرصد ..
ومن ثم يعني الأمر أيضا أن الكرة الآن في ملعب الإعلاميين هل يطورون أدواتهم هل يتابعون حتى ما ينشرونه هم ..وإذا يقدم مقال في الصفحة الثقافية أو السياسية من قيمة مضافة ..
وأبعد من هذا ما هي الذخيرة المعرفية التي يتكئ عليها الإعلامي ويراكمها باستمرار …
الإعلام المعرفي يعني العمق والتحليل والجاذبية والقيمة المضافة التي تهندس في النهاية الرأي العام الذي تخاطبه ..
وربما سيكون علينا أيضا العمل على تحليل الخطاب الإعلامي الذي تحدثنا عنه كثيرا …
بكل الأحوال مفترق جديد أمامنا لا يتنكر للجذور بل يقوى بها وينمو من خلال الأفق ..ببساطة كل مادة صحفية تقرؤها ولا تضيف لك شيئا ما يعني أنها هراء ..

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شكران مرتجى تكشف ذكرياتها في أيلول … باسم ياخور: 14 سنة والقاسم المشترك المخرج الصديق تامر إسحق

وائل العدس   كما كل خميس، نجول بكم ومعكم حول مواقع التواصل الاجتماعي لنرصد لكم أهم ما نشره النجوم السوريون والعرب هذا الأسبوع، وإلى التفاصيل: ...