ناصر النجار
يستأنف الدوري الكروي الممتاز اعتباراً من اليوم في مرحلته السادسة وتستمر مبارياته حتى يوم السبت القادم وذلك بعد فترة التوقف الدولي الأخيرة التي لعب فيها منتخبنا الوطني مباراتين في التصفيات الآسيوية.
فرق الدوري أنهت نصف الذهاب تقريباً ولم يعد هناك متسع من المباريات لإضاعة المزيد من النقاط وخصوصاً للفرق التي رسمت لنفسها طريق البطولة، أو تلك التي تقع في مخاطر المراكز المتأخرة.
الأنظار تتجه هذا الأسبوع إلى فريقي الصدارة حطين والفتوة اللذين يتنافسان على القمة في الوقت الحالي مع مزاحمة من بعض الفرق، ولأن النقاط ما زالت قريبة بين الفرق ولم تصل إلى البون الشاسع فإن عملية الضغط على المتصدرين ستبقى قائمة وأي تعثر لأحدهما أو كليهما فإن ذلك سيُطمع الفرق التي تقع في خانة المطاردة مع العلم أن مبارياتها ليست بالسهولة المتوقعة.
الفرق التي لم تحقق أي انتصار هذا الموسم تعد العدة لتحقيقه وخصوصاً أنها من الفرق الكبيرة التي تحضرت بشكل جيد هذا الموسم، وهذا الكلام نقصد به الكرامة والوحدة وقد طال انتظار عشاقهما لهذا الفوز الذي تأخر كثيراً.
ولاشك أن المتأخرين ونقصد هنا الساحل والحرية سيبحثان عن طوق نجاة، الحرية في وضع صعب للغاية ولم يحقق أي نقطة حتى الآن، والساحل تراجعه بات ينذر بخطر قادم يحيق بالفريق.
في شكل المباريات فإن ثلاثاً منها ستقام تحت عنوان المنافسة الشديدة والمتكافئة، وفي طليعتها مباراة جبلة مع تشرين، وحطين مع أهلي حلب، والكرامة مع الجيش.
أما المباريات الثلاث الأخرى فهي أقل تنافساً وتشبه المباريات الطابقية في شكلها وهي مباراة الفتوة مع الطليعة والوحدة مع الساحل والحرية مع الوثبة، وهذه المباريات تحتاج إلى ساحر ليتنبأ بنتائجها.
المشكلة الوحيدة التي قد تحيق بالمباريات الملاعب غير الصالحة! فالبنية التحتية لأغلب الملاعب باتت في خبر كان، وها هو ملعب حمص يوقف استثنائياً وسط الأسبوع ليكون قادراً على استقبال مباراة الجمعة فتم تأجيل مباراة للدوري الأولمبي كانت مقررة إقامتها الثلاثاء الماضي بين الكرامة والفتوة، وحال بقية الملاعب ليست بأفضل بكثير، فخير السماء الذي هطل وسط الأسبوع كان له التأثير السلبي في الملاعب.
وإضافة لذلك ستعاني بعض الفرق من الغياب المؤثر بسبب البطاقات والإصابات وتراكم الإنذارات، وفي مقدمة هذه الفرق الفتوة الذي سيحرم من جهود عدد من لاعبيه للأسباب التي ذكرناها، أما موضوع المحترفين فما زال محيراً مع الأداء المتواضع لأغلب اللاعبين الذين تم التعاقد معهم، وكل يوم نسمع عن فسخ عقود لهذا اللاعب أو ذاك.
ومن الأمور المخفية التي تقلق سير بعض الفرق وجود مشاكل داخلية أو خلافات تهدد الاستقرار الإداري الذي إن غاب فسينعكس سلباً على فرق الدوري ومبارياته، وهذه الإشارة تكفي ولن ندخل بالتفاصيل لعل الأيام تعيد الاستقرار لهذه الأندية.
عهد جديد
حطين المتصدر يستقبل اليوم على ملعب الباسل في اللاذقية أهلي حلب المتجدد بلاعبيه الشبان، المباراة تحمل الكثير من العناوين أولها أنها مواجهة بين الخبرة والشباب وثانيها أن حطين صاحب الأرض يريد أن يرد اعتباره من ضيفه الذي هزمه مرتين من دون أن يسجل أي حضور ولو بهدف شرفي في المباراتين.
حطين الأكثر خبرة وثقلاً يعاني مشكلة التسجيل فيكتفي في كل مباراة بهدف، ويخشى بمثل هذه المباريات ألا يكون كافياً لتحقيق الفوز، لذلك من المفترض أن يعيد حساباته في المواقع الأمامية حتى لا يضيع نقاطاً لسوء التصرف أمام المرمى.
أهلي حلب يدخل المباراة بعنفوان شبانه وحركتهم الدؤوبة ويعاني سوء التسجيل رغم توافر الفرص الكثيرة أمام المرمى، بكل الأحوال فإن المباراة ستكون مثيرة وقوية ولكل مجتهد فيها نصيب.
الحظ والتوفيق
المباراة الأكثر أهمية وإثارة وحساسية مباراة جبلة مع تشرين وهي أحد الديربيات الثلاثة التي تشهدها محافظة اللاذقية، كل المباريات تحمل في طياتها شحناً نفسياً ومعنوياً وجماهيرياً، ولا تعترف بحق الجيرة، قد يكون حق الجيرة محفوظاً قبل المباراة أو بعدها، لكن في المباراة كل يبحث عن مصلحته.
دوماً الخوف في مثل هذه المباراة من الشحن الزائد ومن الضغط الإعلامي والجماهير، لذلك تخرج المباراة في بعض الأحيان عن النص وهذا ما لا نتمناه.
المنافسة الشديدة بين الفريقين تجعل المباراة متكافئة بغياب الفوارق في مثل هذه المباريات، لذلك ستكون المباراة مرهونة بأقدام اللاعبين وبعوامل أخرى كالحظ والتوفيق، والفريقان في مستوى واحد ويملكان في صفوفهما أوراقاً مميزة تنتظر من يقودها إلى الفوز بفكر كروي نظيف.
مع التذكير بأن أغلب المباريات انتهت بالتعادل أو بفوز أحد الفريقين بفارق هدف والمباراة موعدها السبت على ملعب البعث في جبلة.
ذكرى حزينة
مباراة الفتوة والطليعة تحمل في ذكرياتها ألماً للفتوة الذي خسر مباراة الذهاب في الموسم الماضي وكان هذا الفوز هو الوحيد لفريق الطليعة طوال الموسم الماضي، الفتوة سيلعب على رد اعتباره، وعلى تحقيق أهدافه باستعادة الصدارة إن فشل حطين بتحقيق الفوز على أهلي حلب.
كل الطرق تؤدي إلى الفتوة الذي يملك أكثر مما يملكه الطليعة بأضعاف، ومع النقص الحاصل بغياب عدي جفال للإيقاف وصبحي شوفان وعبد الرزاق محمد لتراكم الإنذارات وأحمد الخصي فإن البدائل أكثر من جيدة في الفريق والمفترض ألا يتأثر بهذا النقص، الطليعة عليه أن يلعب بمنطق كرة القدم، فكما استطاع توجيه ضربة قوية لفريق الوحدة هو قادر على تحقيق ذلك وإعادة سيناريو ذهاب الموسم الماضي، المباراة موعدها الجمعة على ملعب الجلاء.
الخطوة الأولى
ينظر أنصار الحرية إلى مباراتهم مع الوثبة من الأبواب الإيجابية، فقد آن الأوان لتحقيق فوز أو تعادل على أقل تقدير بعد خمس خسارات مريرة كان فيها الحلقة الأضعف، يمكن أن تكون الفترة السابقة مهمة لعلاج بعض أخطاء الفريق، لكن الداء على ما يبدو أصعب من لاعبين ومدرب ونتيجة وأداء، المهم أن يستعيد الفريق حيويته وأن يبتعد عن كل الأجواء المحيطة، ووقتها من الممكن أن يحقق ما يريد، الوثبة يسير بخطوات جيدة فهو الوحيد الذي لم يدخل مرماه أي هدف علاوة على انه لم يخسر، وبذلك لا يريد أن يضيع جهده في مباراة من المفترض أن تكون بجعبته، الجدية في التعامل وعدم الاستهتار بالمنافس يؤديان إلى فوز مبين.
من عبق الماضي
مباراة الكرامة مع الجيش أكثر من مهمة لكلا الفريقين اللذين يبحثان عن فوز مؤزر، الكرامة يتوق لتحقيق أول فوز بعد سلسلة من التعادلات والجيش على الشاكلة ذاتها ولولا فوزه على الحرية لكان مثل الكرامة، المباراة ستكون مقياساً لتطور الفريقين، فإن استمر الجيش وفاز فهذا يعني أنه بدأ يبصر النور وإن خسر فالأمور ستشير إلى خلل في الفريق.
الكرامة لا ينقصه شيء إلا الفوز، وهو يقدم أداء جيداً وجميلاً ودوماً يتقدم على المنافسين ثم يخسر تقدمه، وهذه علة الفريق إضافة إلى ضعف التسجيل واستثمار الفرص المتاحة وهي علة الكرة السورية، الترشيحات تصب في خانة الكرامة وربما عقدة التعادل ستبقى ملازمة لكل مبارياته، والمباراة موعدها السبت على ملعب الباسل في حمص.
الفوز الأول
آخر المباريات ستقام على ملعب الجلاء يوم السبت القادم بين الوحدة والساحل، إدارة الناديين أنذرت اللاعبين بالعقوبات من حسم وفسخ عقود بعد اهتزاز النتائج، الوحدة يبحث عن فوزه الأول هذا الموسم والساحل يريد الخروج من عنق الزجاجة بعد خسائره الثلاث المتتالية وإن أخفق فإن وضعه لن يكون ساراً وسيعيش دوامة الخوف والخطر مبكراً.
لا يجد المراقبون فرصة مثل هذه المباراة ليفوز بها الوحدة الأكثر وزناً وخبرة، وغير ذلك يفرض على الإدارة البحث عن مكامن الخلل.
من ذكريات الوطن
في الموسم الماضي كانت الغلبة لأهلي حلب على حطين بلقاءي الذهاب والإياب، ففي الذهاب فاز الأهلي بهدفي محمد كامل كواية، وفي الإياب بهدف حسن دهان.
جبلة وتشرين تعادلا في الموسم الماضي في الذهاب 1/1 سجل جبلة أولاً بوساطة محمد لولو وأدرك تشرين التعادل عبر نصوح نكدلي في الدقيقة 89، وفاز تشرين في الإياب بهدف محمد أسعد وجاء بالدقيقة ذاتها، وعليه فليحذر أبناء جبلة من هذا التوقيت، في مباراة ودية فاز جبلة بهدف مصطفى الشيخ يوسف، كما فاز تشرين في دورة الولاء والوفاء 5/1 ولكن جبلة لم يشارك بالدورة بفريقه الأول.
في الموسم الماضي فاز الطليعة على الفتوة ذهاباً 2/1 وسجل للطليعة عميد بصيلة من جزاء وعدي حسون وللفتوة باسل مصطفى، وأدرك الفتوة فوزاً متأخراً إياباً بهدف كرم عمران في الدقيقة 89.
في موسم 2020/2021 تعادل الحرية مع الوثبة مرتين بالنتيجة ذاتها 1/1 سجل للحرية سامر السالم في الذهاب في الدقيقة 89 من جزاء وسجل له محمد الحسن في الإياب وسجل هدفي الوثبة صبحي شوفان وعلي حلوة على التوالي.
في الموسم الماضي كانت الغلبة في الذهاب للجيش على الكرامة بثلاثية نظيفة سجلها أسامة أومري ومحمد الواكد ومؤمن ناجي وتعادلا سلباً في الإياب، وعوض الكرامة في دور الثمانية من كأس الجمهورية بالفوز بهدف مهند فاضل والتقيا مرة رابعة قبل انطلاق الموسم وفاز الجيش 2/1.
في موسم 2020/2021 لم تكتمل مباراة الوحدة مع الساحل في الإياب فتوقفت في الدقيقة 65 لعدم اكتمال لاعبي الساحل، وكانت آخر مباراة بالدوري وأعلن قبلها هبوط الساحل، المباراة كانت تشير إلى تقدم الوحدة بنصف دزينة سجلها أنس العاجي ومحمد زينو (هدفين) ومحمد حلاق وضياء الحق محمد وأيمن عكيل، وكان الوحدة فاز بالذهاب بهدفي محمد الحلاق وعبد الرحمن بركات مقابل هدف محمد عوض.
سيرياهوم نيوز1-الوطن