تجددت الاشتباكات في الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في آخر أيام الهدنة، في ظل تسابق الدول الأفريقية لطلب وقف إطلاق النار وتمديد الهدنة في البلاد.
وأفادت وكالة “الأناضول” التركية بتصاعد أعمدة دخان وسط مدينة الخرطوم ومحيط مقر القيادة العامة للجيش وسط العاصمة، جراء اشتباكات بين الطرفين ضمن القتال المتواصل.
وتجدد القتال في مدينة الجنينة في غرب دارفور، في حين قالت قوات الدعم السريع إنها تصدت لهجوم شنته ما سمّتها قوات الانقلابيين بالطيران والمدفعية على معسكر تابع لها في منطقة كافوري في الخرطوم.
في المقابل، قال الجيش في بيان: “تتواصل خروقات المتمردين الدعم السريع للهدنة المعلنة بمحاولة الهجوم على مقر قيادة منطقة العاصمة المركزية”.
وقبيل انتهاء هدنة لـ72 ساعة، كشف الجيش عن استقدام تعزيزات عسكرية إضافية إلى العاصمة، مشيراً إلى أنّ قوات “الدعم السريع” في أم درمان والخرطوم تحاول نقل عملياتها إلى منطقة شرق النيل.
يُذكر أنّ هذه التطورات تأتي في وقت مرّ الصراع الأخطر في السودان نحو أسبوعين، من دون أي بوادر لحلّ قريب.
ودفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية براً وبحراً وجواً.
وتسببت المعارك بين الجيش وقوات “الدعم السريع” بمقتل 512 شخصاً وإصابة 4193 منذ بداية الاشتباكات، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى أو في اتجاه تشاد ومصر.
وتسابق الدول الأفريقية لتمديد وقف إطلاق النار في السودان، إذ أعطى الجيش السوداني موافقة أولية على اقتراح أفريقي يدعو إلى إجراء محادثات حتى مع استمرار القتال.
وأدى وقف إطلاق النار الحالي، ومدته 3 أيام، إلى تهدئة القتال من دون أن يتوقف تماماً، لكنه من المقرر أن ينتهي في منتصف الليل (22:00 بتوقيت غرينتش). وقد ظل العديد من الأجانب محاصرين في البلاد، على الرغم من حدوث نزوح جماعي خلال الأيام القليلة الماضية.
من جهته، قال الجيش في وقت متأخر، أمس الأربعاء، إنّ قائده الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أعطى موافقته المبدئية على خطة تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى، وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا، عاصمة جنوب السودان، لإجراء محادثات.
وقال الجيش إنّ رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي عملوا على اقتراح يتضمن تمديد الهدنة وإجراء محادثات بين طرفي الصراع.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين