واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة في اليوم 120 من الحرب مخلفة العشرات من الشهداء ومئات الجرحى.
وارتكب الاحتلال الاسرائيلي 13 مجزرة في قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية مخلفة 112 شهيداً و 148 إصابة لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 27131 شهيداً و66287 مصاباً.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني اليوم السبت إن 18 فلسطينيا استشهدوا في غارات جوية إسرائيلية في مدينتي رفح ودير البلح، مما زاد المخاوف من توسيع إسرائيل نطاق عمليتها البرية في آخر ملاذين فر إليهما السكان.
وتقع مدينة رفح على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر وفر إليها أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وذلك في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي حربه المستمرة منذ أربعة أشهر تقريبا ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
ad
وأضاف مسؤولو الصحة أن 14 شخصا بينهم نساء وأطفال استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في رفح.
ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ الهجوم.
وقال متحدث عسكري “على النقيض تماما من هجمات حماس المتعمدة على الرجال والنساء والأطفال الإسرائيليين، يتبع الجيش الإسرائيلي القانون الدولي ويتخذ الاحتياطات الممكنة لتقليل الأضرار في صفوف المدنيين”.
وتشن إسرائيل قصفا مكثفا منذ أشهر ردا على هجوم حماس المميت على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتسبب القصف الإسرائيلي في إلحاق الدمار بقطاع غزة وأشعل صراعا أوسع في المنطقة.
وشنت الولايات المتحدة غارات جوية أمس الجمعة في العراق وسوريا على أهداف مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني والفصائل التي تدعمها طهران. وجاءت الضربات ردا على هجوم استهدف قوات أمريكية وأدى لمقتل ثلاثة عسكريين.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن إجمالي عدد الشهداء المؤكد تجاوز 27 ألف فلسطيني منذ بداية الحرب من بينهم 107 شهداء سقطوا خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة مع مخاوف من وجود آلاف آخرين تحت الأنقاض.
وشنت إسرائيل حربا على حماس بعد الهجوم الذي شنه مسلحو الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة في غزة وفقا لإحصاءات إسرائيلية. ولا يزال أكثر من 100 من الرهائن محتجزين في القطاع.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم يسعون إلى القضاء على حماس وإعادة الرهائن، وكثير منهم من النساء والأطفال. وتعهدت حماس بدورها بتكرار هجماتها التي شنتها في أكتوبر تشرين الأول.
* اللجوء إلى رفح
وصل عشرات الآلاف إلى رفح في الأيام القليلة الماضية حاملين أمتعتهم في أيديهم ويجرون الأطفال على عربات منذ شنت القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي واحدة من أكبر هجماتها في الحرب للسيطرة على خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت يوم الخميس إن القوات ستتقدم الآن نحو رفح.
وقال أحمد بسام الجمال، الذي استشهد ابنه في الهجوم، “مش شايف قدامي الدنيا سودا.. سودا ومش شايف ولا حاجة وغبرة ووساخة، بحسس إني أشوف وين جوالي، بدي أدور على كشاف إني أشوف وين أولادي بدور على ولادي لقيتهم مدفونين”.
وأضاف وهو يودع ابنه في المستشفى “الناس جم ساعدونا بارك الله في الناس. طلعت أول واحد يامن هو اللي مبين كان الوحيد فيهم والباقي كله تحت الردم. طلعوا يامن وإيلين وسيلا وطلعوا أمهم بدور على بسام مش لاقيين بسام.. بسام مدفون مالحقنهوش والله ما لحقنا، الحمد لله”.
وفي مدينة خان يونس قال سكان إن الجيش فجر منطقة سكنية بالقرب من وسط المدينة.
وفي مدينة دير البلح حيث يتركز ثاني أكبر عدد من النازحين، قال مسعفون إن أربعة أشخاص قتلوا في غارة جوية على منزل في وقت سابق اليوم السبت.
* القتال مستمر في مدينة غزة
على الرغم من أن إسرائيل تركز هجومها في الجنوب، قال سكان ومسلحون إن القتال ما زال مستمرا في مدينة غزة.
وذكر مسؤولو الصحة في غزة أن شخصين قتلا بنيران القناصة. ونفذت القوات الإسرائيلية عمليات اعتقال في حي تل الهوى بجنوب مدينة غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت عشرات المسلحين الفلسطينيين في شمال غزة.
وأضاف “خلال غارات استهدفت شمال ووسط قطاع غزة على مدار اليوم الماضي، قتلت قوات الجيش الإسرائيلي عشرات الإرهابيين ودمرت العديد من قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات”.
وذكرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي وجماعات مسلحة أخرى أصغر في بيان منفصل أن مسلحيها خاضوا معارك ضارية مع الجيش الإسرائيلي في شمال وجنوب قطاع غزة.
وقال مسؤول من إحدى الجماعات المسلحة الفلسطينية “كل ما طال وجود قوات الاحتلال على الأرض كل ما صار أسهل نوصل لهم”.
وأضاف في تصريح لرويترز “بيرتقي شهيد، بيجي غيره بياخد مكانه وبيحمل البندقية، إحنا على استعداد نقاتل لأشهر طويلة”.
وينتظر الوسطاء رد حماس على الاقتراح الذي صيغ الأسبوع الماضي مع رئيسي المخابرات الإسرائيلية والأمريكية ونقلته مصر وقطر، وهو الأول لهدنة طويلة في الحرب. ولم يتضح متى سيزور قادة حماس القاهرة للرد على الاقتراح.
والهدنة الوحيدة التي تم الاتفاق عليها لم يزد عمرها على أسبوع واحد فقط في أواخر نوفمبر تشرين الثاني، عندما أطلق المسلحون الفلسطينيون سراح 110 من النساء والأطفال والرهائن الأجانب في مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وتشهد مدينة رفح حيث لجأ ملايين الفلسطينيين هربا من القتال بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة ضربات إسرائيلية مكثّفة السبت في وقت تتواصل الجهود الدبلوماسية للتوصل لهدنة جديدة في ظلّ تصاعد التوتّرات في المنطقة.
وبعيد منتصف الليل، أفادت صحافية من وكالة فرانس برس عن سماع ضربات قوية في هذه المدينة المحاذية للحدود المصرية بأقصى جنوب القطاع.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تركّزت العمليات الإسرائيلية على مدينة خان يونس المجاورة، وهي ثاني كبرى المدن مساحة في القطاع وتتركّز فيها، بحسب الجيش الإسرائيلي، القيادة المحلية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وتحت المطر، واصل آلاف السكان الفرار من المعارك الدائرة والقصف الإسرائيلي في السيارات وعلى الدراجات الهوائية أو في عربات تقطرها حمير أو حتّى سيرا على الأقدام.
ويسعى النازحون إلى إيجاد ملجأ في رفح التي انتقل إليها 1,3 مليون نسمة من أصل إجمالي السكان المقدّر عددهم بـ 2,4 مليون، وهم عرضة في عزّ الشتاء للجوع والأوبئة، بحسب الأمم المتحدة.
وفي وقت تتواصل المعارك بلا هوادة، تتكثّف الجهود الدبلوماسية للتوصّل إلى هدنة ثانية تكون مدّتها أطول من تلك التي امتدّت على أسبوع وأقرّت بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة، متيحة في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر إطلاق حوالى مئة رهينة إسرائيلية في مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين في سجونها.
وواصل جيش الاحتلال قصفه لمختلف أحياء مدينة خان يونس.
وتمكن المسعفون من نقل 15 شهيدا إلى مجمع ناصر الطبي والى المشفى الأوربي بعد تراجع محدود للدبابات غرب خان يونس.
وأعلن الهلال الأحمر استشهاد اربعة فلسطينيين داخل مقره المحاصر بخان يونس وبينهم الموظفة فيه هداية حمد التي تم دفنها داخل ساحة المشفى.
وشنت طائرات الاحتلال غارات على منطقة قيزان النجار جنوب غرب مدينة خانيونس.
وارتقى شهيد و3 إصابات جراء قصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً لعائلة أبو نصير في شارع الطرزي في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
ودمر طيران الاحتلال الاسرائيلي مسجد عبد الله عزام بحي الصبرة جنوب مدينة غزة.
وقصف جيش الاحتلال مستودع الأدوية التابع لوزارة الصحة ما ادى لارتقاء عدد من الشهداء.
ولا تزال قوات الاحتلال تنفذ تدميرا لمربعات سكنية في غرب مدينة غزة.
إلى ذلك ناقش المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية مقترح صفقة تبادل الأسرى مع حركة “حماس”، والذي جرى طرحه والتداول فيه خلال اجتماع باريس الذي عقد قبل أيام بمشاركة مسؤولين من أميركا وإسرائيل وقطر ومصر.
ونقل موقع “هآرتس” عن مصادر شاركت في جلسة الكابينيت، قولها إن “الصفقة المقترحة ستمتد إلى 142 يوما، فيما أن الأطراف ذات الصلة بالصفقة أوضحت أنها لن تمتد لأكثر من شهرين”.
وذكر مصدر شارك في الجلسة، أنه “وفقا للمبادئ التي طرحت في الجلسة، سيتم الإفراج عن 35 مختطفا من النساء والمسنين والمرضى في الدفعة الأولى مقابل وقف إطلاق النار لمدة 35 يوما (يوم هدنة مقابل كل مختطف)”.
وأضاف “بعد ذلك ستكون هناك مفاوضات بشأن الدفعة الثانية والتي ستستمر لمدة 7 أيام. بعد الدفعة الثانية سيتبقى الإفراج عن 100 مختطف آخرين ومقابل كل واحد منهم سيكون يوم هدنة، وبالتالي ستمتد الصفقة إلى 100 يوم على أن تستمر لأشهر عديدة”.
وبحسب المصدر نفسه، فإن “المقترح أثار الكثير من الانتقادات بين عدد من أعضاء الكابينيت، الذين عارضوا وقف إطلاق النار لمدة طويلة وإطلاق سراح المختطفين على دفعات”.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال جلسة الكابينيت إن “هناك 3 شروط لا يمكن القبول بها وهي: أولا لا يمكننا أن نسمح بوقف الحرب بعد أن شرعنا بها للقضاء على حماس، ثانيا لن نسمح بالإفراج عن آلاف ’الإرهابيين’ فهذه حقيقة معناها واضح لنا جميعا، ثالثا لن نقوم بإخراج الجيش من القطاع”.
في غضون ذلك، تنذر الخلافات التي يثيرها المقترح المتعلق بتبادل الأسرى والهدنة في غزة وترتيبات ما بعد الحرب بانهيار مجلس الحرب الإسرائيلي.
فقد نقلت صحيفة “هآرتس” عن مسؤول في حزب “المعسكر” الذي يقوده عضو مجلس الحرب بيني غانتس قوله إن الحزب سينسحب من حكومة الطوارئ الإسرائيلية إذا توصل إلى انطباع بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرفض صفقة تبادل الأسرى لاعتبارات سياسية، وإذا أعلن نتنياهو عن حكم عسكري في غزة.
وفي إشارة إلى تهديدات وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بإسقاط الحكومة في حال موافقتها على صفقة بشروط غير مقبولة عليه، “قوتنا في وحدتنا. أتمنى أن يبقى الجميع هنا وإذا لم يكن الأمر كذلك سنتضرر جميعا”.
يأتي ذلك في وقت لم تقدم فيه “حماس” بعد ردها على مقترح صفقة التبادل، فيما قالت وزارة الخارجية القطرية في وقت سابق إن الحركة تسلمت مقترح وقف إطلاق النار بـ”أجواء إيجابية” وأنها تنتظر ردها عليه.
وقال مسؤول بارز في “حماس” الجمعة، الجمعة، إن الحركة سترد “في القريب العاجل” على مقترح يتضمن تمديد فترات وقف إطلاق النار في الحرب على غزة وتبادل أسرى مرحلي، مشيرا إلى أن وقف إطلاق نار دائم يمثل العنصر الأكثر أهمية بالنسبة لحماس وإن أي شيء آخر قابل للتفاوض عليه.
– هدنة ثانية؟ –
ومن المتوقع أن يزور إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية المقيم في قطر، مرّة جديدة مصر بغية مناقشة اقتراح أعدّ خلال اجتماع في أواخر كانون الثاني/يناير في باريس بين رئيس الاستخبارات الأميركية المركزية وليام برنز ومسؤولين مصريين وإسرائيليين وقطريين.
وأفاد مصدر في الحركة بأن الاقتراح يشمل ثلاث مراحل وينصّ في المرحلة الأولى على هدنة تمتدّ على ستة أسابيع تطلق خلالها إسرائيل سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني، في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة محتجزة في غزة، على أن يتسنّى دخول ما بين 200 إلى 300 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة.
وفي الأيّام الأخيرة، كشفت قطر عن “تأكيد إيجابي أولي من جانب حماس” لدعم الهدنة، غير أن الحركة أكّدت فيما بعد أنها لم تتخّذ أيّ قرار بشأن المقترح، إذ إنها تؤيّد وقفا لإطلاق النار وليس هدنة جديدة.
أما “الجانب الإسرائيلي (فقد) وافق على هذا الاقتراح”، بحسب ما قال هذا الأسبوع ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة خارجية قطر التي تساهم في الوساطة.
غير أن إسرائيل تشدد على أنها لن توقف نهائيا حربها على غزة إلا بعد “القضاء” على حركة حماس وتحرير كلّ الرهائن وتلقّي ضمانات بشأن الأمن في أراضيها.
وخُطف نحو 250 شخصا خلال هجوم حركة حماس ونقلوا إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية. ولا تزال 132 رهينة منهم محتجزين، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن 27 منهم لقوا حتفهم.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم