| ناصر النجار
ملاحظات عديدة حملتها مباريات الأسبوع الثالث من الدوري الكروي الممتاز، منها ما هو أخلاقي، ومنها ما هو فني، ومنها ما هو إجرائي.
ولن نكون بعيدين عن الحالة الإنشائية فالمظهر الذي بدا عليه ملعب الفيحاء مؤسف بأرضيته التي لا تصلح لكرة القدم البتة، وهذا الأمر يربك اللاعبين ويعطل خطط المدربين ويجعلنا نتساءل: إلى متى ستبقى ملاعبنا هكذا؟ مع العلم أن ملعب الفيحاء وضع في الصيانة قبل فترة بسيطة، وفي كل موسم يتم إيقافه للصيانة مرة أو مرتين من دون أي جدوى، ولو وضعت هذه الأموال المهدورة في الصيانة في بناء ملعب جديد ما كلفنا الكلفة المستهلكة في الصيانة، وهذا الأمر ليس خاصاً بملعب الفيحاء وحده، بل ينسحب على الكثير من ملاعبنا، ومع علمنا أن أغلب المباريات في النشاطات الرسمية وخصوصاً دوري الدرجة الأولى وغيرها ودوري الفئات تقام على الملاعب الصناعية، فإن أغلب هذه الملاعب باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة فضلاً عن التجهيزات والمستلزمات المرافقة لهذه الملاعب من مشالح وغرف ودورات مياه وغيرها وقد أصبحت في أسوأ حال، وكم مرة شاهدنا فريقاً يبدل ملابسه داخل أرض الملعب.
الملاعب وملحقاتها أبرز أركان كرة القدم وبمثل هذه الصور السوداء عن ملاعبنا فلن تشهد كرة القدم التطور المطلوب، ولن نجد اللاعب الموهوب، لأن هذه الملاعب تقتل الموهبة في مهدها.
طابقان
بعد ثلاثة أسابيع من عمر الدوري الكروي يمكننا توزيع فرق الدوري الكروي الممتاز على طابقين، وربما بعد عدة أسابيع قادمة سيتحول هذان الطابقان إلى ثلاثة بدخول بعض الفرق منطقة الوسط التي هي الآن غير موجودة، فالفرق بشكلها الحالي إما فوق أو تحت وهو حصيلة ما أسفرت عنه المباريات.
الطابق الأول يضم كلاً من: جبلة والوثبة وأهلي حلب والفتوة وتشرين والجيش، ويمكن لفرق الفتوة وتشرين والجيش إن فازت بالمباراة المؤجلة لكل واحد منها أن يدخل بقوة على المنافسة.
حالياً لا يبدو الأمر هيناً أمام تشرين، فلم يحقق إلا نقطة واحدة من مباراتين ولديه مباراة مؤجلة مع الفتوة، لكنه لا يمكننا مع مطلع الدوري أن نصنفه مع فرق الطابق الثاني وعلينا أن نمنحه الفرص ليستعيد مكانته.
جبلة والوثبة نالا العلامة الكاملة، جبلة نال ثلاث نقاط خارج أرضه وستاً على أرضه، بينما نال الوثبة ست نقاط خارج أرضه وثلاثاً على أرضه، الامتحان الحقيقي لفريقي جبلة والوثبة سيكون بالمواجهة المباشرة التي تجمعهما الأسبوع المقبل وبمواجهة الفتوة وأهلي حلب وتشرين والجيش.
أهلي حلب حالياً في المركز الثالث وقد فاز على الكرامة بهدف وعلى الوحدة 2/1 خارج أرضه، وتعادل مع الفتوة 1/1 على أرضه، الأهلي يقدم مباريات جيدة بشكل عام وظهر في المباريات الثلاث أفضل من منافسيه، لكن مشكلته الحقيقية تكمن بإهداره الفرص المباشرة بطريقة عجيبة ولابد من حلول لهذه المشكلة حتى لا يقع في شر العقم الهجومي.
الفتوة لعب مباراتين خارج أرضه نال منهما أربع نقاط ولديه مباراة مؤجلة مع تشرين، قدم نفسه بشكل جيد، لكن أسلوب الاكتفاء بهدف كلفه التعادل مع أهلي حلب، ومع الكرامة تقدم بهدفين ثم انكفأ إلى الدفاع فظهر الكرامة أفضل منه في الشوط الثاني، إن استمر هذا الأسلوب في كل المباريات فقد يقع الفريق في إحدى المباريات، والمنافسة هذا الموسم صعبة ومن أراد البطولة فعليه أن يقاتل من أجلها.
نال الجيش من مباراتين أربع نقاط بفوز على المجد 2/1، وتعادل مع تشرين بلا أهداف، في كلتا المباراتين لم يقنع الفريق بأدائه وهذا المستوى الذي يقدمه يرسم أكثر من إشارة استفهام.
ثلاث نقاط
فرق الوحدة والكرامة وحطين حققت ثلاث نقاط من فوز وخسارتين، الوحدة فاز قانوناً على الجزيرة 3/صفر وخسر أمام الوثبة صفر/2 وأمام أهلي حلب 1/2.
الفريق حتى الآن لم يقدم مستواه المطلوب، ظروفه معروفة، وعليه تجاوزها.
الكرامة خسر على أرضه مرتين أمام أهلي حلب صفر/1 وأمام الفتوة صفر/2 وفاز على المجد بدمشق 1/صفر ووضعه الفني غير مستقر على صعيد الأداء والنتائج، وعلى ما يبدو أنه سيعاني الكثير هذا الموسم.
حطين فاز على تشرين 1/صفر وفوزه طفرة، وخسر بقسوة أمام جبلة صفر/3 وأمام الوثبة صفر/ وكلتا المباراتين جرت على أرضه، الفريق لم يتجاوز خطر الموسم الماضي، وبحاجة إلى جهد أكبر.
نقطة واحدة نالها تشرين من تعادله مع الجيش، والمجد والطليعة إثر تعادلهما في حماة، والجزيرة بلا نقاط من مباراتين.
الدوري ما زال في بدايته والأسابيع الماضية رسمت ملامح المنافسة وأعطت الضوء على مستويات الفرق وطبيعة أدائها، والتوقعات لا تصب بمصلحة الدوري الذي بدا حتى الآن ضعيف المستوى، فلاعبوه قليلو الحيلة، ومهاجموه بعيدون كل البعد عن الشباك، وهذا كله سينعكس سلباً على مستوى الكرة السورية على صعيد الدوري أو المنتخبات الوطنية.
في كل موسم
بالأصل فإن مهمة المدرب البناء والتطوير وهذا متعارف عليه في كل دور العالم حيث نجد المدرب يستمر بعمله لسنوات بغض النظر عن النتائج، إلا في الدوري المحلي فإن المدرب مسؤول عن النتائج بغض النظر عن البناء والتطوير والمستوى الذي يقدمه الفريق.
هذه العادة متأصلة في الدوري ولدى فرقنا بشكل عام، لذلك غيرت أندية حطين وتشرين والجيش مدربيها وكان حطين استثناء فغيّر مدربه مرتين، بعد المرحلة الثانية غير الوحدة مدربه واستبدل بعمار الشمالي، وبعد المرحلة الثالثة طار مدرب الطليعة فراس قاشوش وعين مساعده بديلاً مؤقتاً حتى الاتفاق على المدرب الجديد.
السلسلة ستستمر ونجد من خلال المتابعة أن مدرب تشرين رأفت محمد على رأس قائمة المدربين الذين سيغادرون قريباً والسبب الضغط الذي يتعرض له من بعض الجمهور الذي كان سبباً بابتعاد عمار الشمالي عن الفريق في مباريات الكأس، ولا نخفي سراً أن بعض المدربين يعيشون على كف عفريت، فإن لم يسعفهم الفوز فعليهم الرحيل.
العقوبات الرادعة
صدرت أول أمس حزمة جديدة من العقوبات الانضباطية التي أقرتها لجنة الأخلاق والانضباط عن المخالفات التي وقعت بمباريات الأسبوع الثالث من الدوري، والعقوبات عالجت السقوط الأخلاقي الذي حدث بلقاء الوحدة وأهلي حلب بما يتناسب مع القوانين والأنظمة وحسبما ورد من تقارير الحكام والمراقبين مع فتح باب الاستئناف للمعاقبين حسب القانون.
صدى العقوبات كان إيجابياً بأكبر المساحات لأن ما حدث في المباراة أمر بعيد كل البعد عن الإنسانية أولاً والأخلاق الرياضية، وعلى ما يبدو أن البعض يجب أن تبقى الأمور كما كانت في المواسم السابقة من دون أي رادع أو حزم، فوجدوا أن الضرر صار كبيراً عليهم وهم يجيشون كل شيء في سبيل تمييع الدوري وعدم ضبط إيقاعه.
لجنة الأخلاق والانضباط لجنة مستقلة منتخبة منبثقة عن اتحاد كرة القدم، مهمتها تطبيق القوانين والأنظمة كما هي وكما وردت في اللوائح، وهي تمارس عملها بكل شفافية وحياد، وللأسف نجد من هم في موقع المسؤولية يطالبون بحجب الثقة عن اللجنة لكونها تطبق القانون، أليس في هذا الكلام مفارقة عجيبة؟
أرقام من الدوري
أقيمت حتى الآن 15 مباراة، وهناك مباراتان مؤجلتان واحدة بين الفتوة وتشرين والثانية بين الجزيرة والجيش، وهناك مباراة حسمت بمكاتب الاتحاد بفوز الوحدة على الجزيرة 3/صفر قانوناً.
الأهداف التي سجلت في أرض الملعب 31 هدفاً، ثلاث مباريات انتهت إلى التعادل منها 1/1 مرتين ومرة واحدة حدث التعادل السلبي، 12 مباراة انتهت إلى فوز فريق على آخر، وأكبر النتائج فوز جبلة على حطين 3/صفر وعلى الطليعة 3/1.
ركلات الجزاء كانت واحدة أضاعها محمود البحر مهاجم جبلة بلقاء فريقه مع الطليعة في د 25.
البطاقات الحمراء ثلاث، واحدة للاعب الوثبة أدهم غندور والثانية للاعب أهلي حلب محمد كامل كواية والثالثة للاعب الوحدة أنس بلحوس.
الإنذارات بلغت 57 إنذاراً بمعدل أربعة إنذارات في المباراة الواحدة، فريق جبلة يتصدر قائمة المسجلين بثمانية أهداف يليه الوثبة بستة أهداف فريقا تشرين والجزيرة لم يسجلا حتى الآن أي هدف.
أكثر الفرق تعرضاً للأهداف فريق الطليعة بستة أهداف يليه حطين والجزيرة بخمسة ثم الوحدة والمجد بأربعة أهداف.
يتصدر مهاجم جبلة محمود البحر قائمة هدافي الدوري بأربعة أهداف يليه لاعب الوثبة محمد قلفاط بثلاثة أهداف وهدفان لكل من النيجيري أوكيكي (أهلي حلب) وعبد القادر عدي (جبلة) وأنس بوطة (الوثبة).
سيرياهوم نيوز3 – الوطن