| ناصر النجار
تنطلق غداً الجمعة مباريات الأسبوع الثاني من إياب الدوري الكروي الممتاز، وتجري جميع المباريات بملاعب صامتة تنفيذاً لقرار اتحاد كرة القدم بانتظار قرار لجنة الكشف عن الملاعب.
وتأجلت هذا الأسبوع مباراة حطين مع تشرين لانشغال تشرين بلقاء الذهاب مع المريخ السوداني الذي سيقام غداً في جدة السعودية وسيقام لقاء الإياب يوم الثلاثاء على الملعب ذاته.
ويغيب عن هذا الأسبوع فريق الجيش لغياب الجزيرة عن الدوري فهبط إلى الدرجة الأولى بقرار سابق منتصف الذهاب.
ثلاث مباريات تقام يوم الجمعة أولها على ملعب الجلاء بدمشق بين الوحدة والوثبة وثانيها على ملعب حماة البلدي وفيها يستقبل الطليعة ضيفه جبلة، وثالثها على ملعب الباسل في حمص الذي يشهد لقاء الكرامة مع المجد.
أقوى المباريات ستجمع الفتوة مع أهلي حلب يوم السبت على ملعب الجلاء بدمشق، توقيت المباريات في الساعة الثالثة قبل العصر.
مشاهدات عن المباريات الأربع تجدونها في التقرير التالي وإلى التفاصيل.
مباراة الأسبوع
فريق الفتوة أكثر الفرق استقراراً من كل النواحي وهو يملك إدارة تدعمه بكل شيء ولا تدعه بحاجة إلى أي شيء، أي إن فريق الفتوة أكثر الفرق دلالاً وراحة.
ولكن هذا الأمر الإيجابي لم ينعكس على الفريق أداء ونتائج وهو اليوم بعيد كل البعد عن الصدارة، مع نهاية الذهاب كان مبتعداً بفارق نقطتين واليوم صار بعيداً بفارق خمس نقاط، ولأن المنافسة شديدة ومستعرة فإن هذا الفارق كبير جداً لأن الفرق الأربعة التي تسبق الفتوة مجتهدة في تحصيل النقاط وتلعب كل مبارياتها بجد كبير.
بكل الأحوال ونحن في الأسبوع الثاني من الإياب لا نجد أن الآمال قد ابتعدت عن مخيلة أبناء الفتوة، لكن المهمة صارت أصعب بكثير وبات الفريق تحت الضغط، وممنوع عليه إضاعة أي نقطة مستقبلاً.
الفريق كعناصر يضم خيرة نجوم الكرة السورية ويكفي أنه يملك قلبي دفاع المنتخب الوطني إضافة لبعض اللاعبين المتميزين من أعضاء المنتخب الأولمبي، كما يملك دكة احتياطية جيدة تجعل الخيارات متاحة أمام المدرب سواء بتشكيلة الفريق أو بالتبديلات في أثناء المباريات، هذا الهامش الجيد لا يملكه أي فريق آخر.
في الإدارة الفنية لم يتغير وضع الفريق عمّا كان عليه أيام ضرار رداوي فها هو عمار الشمالي لم يحقق إلا فوزاً وحيداً على المجد وهو أمر بمتناول أغلب المدربين، وقد يكون موضوع الفتوة متعلقاً بالترف الذي يعيشه الفريق أو بالخيلاء التي تعتري لاعبيه لكونهم الأفضل على الساحة الكروية، لذلك لابد لهم أن يثبتوا أنهم الأفضل من خلال النتائج لا من خلال الأسماء.
فريق أهلي حلب من المنافسين الذين يتقدمون على الفتوة بفارق أربع نقاط، لذلك فإنه ينظر إلى المباراة من بوابة النقاط المضاعفة، فإن فاز فإنه يبعد فريقاً يزاحم على الصدارة واللقب، وإن خسر فإنه سيقع بما وقع به الفتوة، بل إنه سيمنح الفتوة أملاً جديداً وثقة أكبر.
وأهلي حلب ما زال حتى الآن يعتمد على الفرصة الواحدة وقد يكون ذلك بسبب العقم الهجومي الذي يعاني منه الفريق، لذلك عندما يسجل هدفاً يحاول الحفاظ عليه ليكون هدف الفوز وهذه علة الدوري، فأغلب فرقه تنتهج هذا الأسلوب لذلك وجدنا الدوري فقيراً بالأهداف وضعيفاً بنسبة التسجيل.
المتغيرات في الأهلي قدوم المهاجم السنغالي بابا سالا الذي سجل هدف الفوز على الكرامة، ولكن السنغالي وحده لا يكفي والمفترض أن يدعم بمهاجم آخر، وأغلب فرقنا باتت تعتمد في الصندوق على مهاجم واحد مع تدعيم الوسط بأكبر عدد من اللاعبين، والخطة هذه على الورق سواء كانت (4-1-4-1) أو (3- 2-4-1) أو غيرها تبقى على الورق لأن التنفيذ على أرض الملعب يكون عشوائياً على الأغلب ونسبة التنفيذ في أحسن الأحوال لا تتجاوز الخمسين بالمئة.
عمار الشمالي عندما واجه أهلي حلب وكان مدرباً للوحدة خسر 1/2، وحسين عفش مدرب الأهلي الحالي عندما واجه الفتوة مدرباً للجيش فاز 2/1، لذلك فالمهمة اليوم على عمار الشمالي الثأر من أهلي حلب لشخصه ومن مدرب أهلي حلب، مع العلم أن الفريقين تقابلا في الذهاب بالحمدانية فتعادلا 1/1، سجل لأهلي حلب النيجيري أوكيكي وللفتوة عدي جفال.
المباراة ستكون قمة مباريات هذا الأسبوع وهي متكافئة شكلاً ومضموناً وكلمة السر سنجدها بيد أحد المدربين بمباغتة الآخر لأن أوراق الفريقين مكشوفة وأسلوبهما معروف، قد يكون التعادل سيد الأحكام، لكن حاجة الفتوة للتعويض ولمصالحة جماهيره والعودة إلى نادي الكبار قد تدفعه ليقدم مباراة العمر وينهيها بفوز منتظر، أخيراً المباراة ستقام في الثالثة من عصر السبت على ملعب الجلاء بدمشق.
الظهور الأول
بعد أن غاب الوحدة عن افتتاح الإياب بسبب جدول الدوري الذي أبعد الجزيرة عنه، فإنه يعود إلى الظهور من مباراة الوثبة الذي يستضيفه يوم الجمعة في الثالثة عصراً على ملعب الجلاء.
الوحدة رصّ صفوفه بلاعبين وإن كانوا من كبار السن إلا أنه يحتاج إلى خبرتهم وخصوصاً في خط المقدمة، ويمكن اعتبار ياسر شاهين فاعلاً في المراكز الخلفية والاستفادة من تحركات حسام الدين العمر في أجنحة الفريق، وقد تفيد النزعة الهجومية لإياد عويد إن لقي المساندة الفاعلة أمام المهاجم الغاني محمد أنس فسنراه للمرة الأولى ونعرف مدى فاعليته وتأثيره في الفريق، بكل الأحوال فإن هذه التعاقدات مفيدة إن عرف الشريف صناعة تشكيلة منسجمة تؤتي ثمارها أمام ضيف قوي وثقيل طموحه الفوز واللقب.
الوثبة سيواجه فريقاً غامضاً يختلف عن فريق الذهاب، لذلك فإن الحذر سيكون غاية الفريق وخصوصاً في أول نصف ساعة حتى يكتشف مدرب الوثبة فراس معسعس ماهية المستضيف وأثر اللاعبين الجدد في المباراة، بكل تأكيد فإن الضيف يمنحنا صورة عن الفريق الكامل المتكامل المتجانس المتفاهم وهو مؤهل ليكون في كل المباريات الطرف الأفضل، مشكلته أحياناً أنه لا يعرف كيف يسجل وخصوصاً عندما يواجه الكبار، لذلك وجدناه غرق في بحر التعادلات، أمام الطليعة قدّم عرضاً جيداً أنهاه بأهداف ثلاثة ما يجعل أنصاره مطمئنين عليه.
عدم لجوء المعسعس إلى تعاقدات كثيرة يوحي أنه مكتف بعناصره والأردني أمية المعايطة لم يختبره بشكل جدي بعد وقد يكون الورقة الرابحة بلقاء الغد.
في مرحلة الذهاب فاز الوثبة بهدفين سجلهما محمد قلفاط وأنس بوطة، وحتماً مباراة الإياب لن تكون كالذهاب لأن المتغيرات كثيرة، بالدرجة الأولى يعرف الوثبة أن أي هزة ستخسره الصدارة وأمامه مباريات أقوى من مباراة الغد، ومدربه سيحاول الحفاظ على سجل الفريق من دون أي خسارة وهو ما يتفرد به هذا الموسم عن غيره من الفرق.
فريق الوحدة يتوق لتحقيق مفاجأة كبيرة وإنزال أول هزيمة بالمتصدر ليفتتح مشوار الإياب بفوز مبهر للأبصار، والتعادل جيد وإن كان لا يرغب فيه الوثبة.
خطوة مهمة
جبلة نجا من موقعة حطين بقدرة قادر كما هرب من تعادل مزعج حرم حطين من نقطة غالية ونتيجة طيبة لام فيها الحكم المساعد بداعي التسلل.
جبلة أدرك الفوز بالمهاجم البديل سلطان في الوقت البدل الضائع وبالوقت ذاته خسر حطين الفوز أو التعادل على أقل تقدير.
هذه المقدمة أردناها للإشارة إلى التراجع الذي ظهر به جبلة، فبينما فاز على حطين ذهاباً 3/صفر براحة تامة، وجدناه اليوم يفوز ولكن بطلوع الروح، ومهما تحدثنا عن التقدم الحطيني والتطور الحاصل بالفريق فإن التراجع الجبلاوي كان أكبر.
وبكل الأحوال فإن كرة القدم لعبة أخطاء وعلى فريق جبلة أن يراجع أخطاءه حتى لا يقع في المحظور في المباريات القادمة.
علي بركات مدرب جبلة يسجل في أجندته ثلاث نقاط متوقعة من مباراة الغد مع الطليعة فالفريق مسافر إلى حماة لهذه الغاية ولا يضع في حسبانه أن رحلته إلى حماة سياحية لرؤية نواعيرها، ومن الخطأ بمكان أن يبني آماله وأفكاره على خسارة الطليعة الثلاثية أمام الوثبة، فقد تكون غيمة صيف عابرة، لذلك فإن النظر إلى المباراة من باب الجدية الكاملة هو السبيل للعودة من ملعب حماة ظافراً بالنقاط المهمة ما دام هدف فريق جبلة بطولة الدوري، وهذه المباراة لا تصنف ضمن المباريات الشديدة الخطورة.
إعصار العاصي كما يحلو لعشاق الطليعة تسمية فريقهم يجب ألا يعتقدوا أنهم بمنأى عن الخطر وإن كانوا يبتعدون بفارق خمس نقاط عن المجد، فرحلة الإياب طويلة، والخسارة تلو الخسارة ستكون آثارها مدمرة وغير محمودة العواقب، ومن الطبيعي أن ينظر مدرب الطليعة الجديد خالد حوايني إلى خصمه باحترام شديد وأن يعمل على إيقاف مكمن الخطورة بضيفه، فالبحر خطر ويسجل من نصف فرصة، لكن الأخطر منه خط الوسط الذي هو أساس جبلة ومنه تنطلق كل العمليات فإن كان قادراً على مسك وسط ضيفه كان قادراً على إدارة المباراة على الوجه الذي يريده.
في الذهاب فاز جبلة 3/1 وسجل له حمزة الكردي هدفاً ومحمود البحر هدفين وسجل للطليعة هادي المصري، والمباراة فرصة لهداف جبلة محمود البحر ليستعيد مكانته على قمة الهدافين بغياب محمد الواكد.
على العموم فإن فرصة فوز جبلة أكبر، لكن الطليعة قد يغير كل المفاهيم العالقة بأذهان المراقبين والمتابعين، وقد يضرب كل التوقعات بعرض الحائط وإن غداً لناظره قريب.
مباراة النجاة
مباراة حمص بين الكرامة والمجد تغرد خارج السرب لأنها بعيدة كل البعد عن مواقع المتنافسين على القمة، وهي مباراة إثبات وجود للكرامة بطاقمه الفني الجديد، ومباراة حياة أو موت بالنسبة للمجد المهدد.
المجد الضيف بات لقمة سائغة لكل الفرق، وهو عانى الكثير هذا الموسم من الاضطراب الإداري وضعف الإمكانيات المالية وهذا ما أسفر عن غياب الاستقرار الفني وكل ذلك أثر في مسيرة الفريق ونتائجه.
مع عودة الاستقرار للنادي فإن الفريق يتمسك بآمال النجاة وهو كالغريق يتعلق بقشة، والتعاقدات الأخيرة للفريق حركت عزيمته فبات أكثر نشاطاً من ذي قبل، وبالعودة إلى مباراة الفريق مع الجيش فإنه لم يكن يستحق هذه الخسارة الكبيرة بالمطلق لكنه وقع ضحية أخطاء فردية من الحارس والدفاع، والخطأ أمام فريق كبير مثل الجيش ممنوع.
إصلاح الأخطاء ضرورة ملحة بفريق المجد وإن استطاع مصعب محمد إغلاق خطه الخلفي فإنه سيعود من حمص مبتسماً، فالقاعدة الكروية تقول من الخطأ أن تفتح الملعب عندما يكون خصمك أقوى منك.
الكرامة كما وردت الأنباء من حلب لعب مباراة جيدة لكن عقم هجومه أضاع ثمرة لعبه والمباراة بالمحصلة الأخيرة أهداف ونقاط.
قد يكون مدرب الفريق طارق جبان معذوراً بالخسارة أمام أهلي حلب في حلب، لكنه لن يكون كذلك بمواجهة المجد.
بكل الأحوال فإن المجد ما زال يفتقد الخبرة المطلوبة لكن الروح القتالية التي يلعب بها توحي أنه لن يستسلم وأنه سيبدأ رحلة الخلاص من ملعب حمص.
في الذهاب فاز الكرامة بهدف البرازيلي سافيو سانتوس، والسؤال: هل سيفلح الكرامة بفوز آخر يرضي أصحاب الرداء الأزرق إم إن للمجد رأياً آخر؟
سيرياهوم نيوز1-الوطن