ارتفعت الوفيات السنوية الناتجة من السرطان المرتبطة بالكحول بمعدل الضعف خلال العقود الثلاثة الماضية، وفق ما جاء في دراسة جديدة.
وذكرت الدراسة الأميركية التي استندت إلى بيانات الجمعية الأميركية للسرطان، أن الزيادة تركزت في ارتفاع الوفيات بين الرجال الذين تبلغ أعمارهم 55 عاماً وما فوق. وفي المقابل، انخفضت الوفيات الناتجة من السرطان عموماً خلال الفترة نفسها، وفقاً لبيانات جمعية السرطان، بحسب موقع nbc news.
ما السرطانات التي ارتفعت معدلاتها بسبب استهلاك الكحول؟
أصبحت العلاجات متوافرة للعديد من أنواع السرطان، لكن هذه الدراسة تؤكد حقيقة أن الناس يموتون من السرطان بسبب الكحول. ركزت الدراسة على سبعة أنواع من السرطان المرتبطة بالكحول: سرطانات الثدي، الكبد، القولون والمستقيم، الحلق، الحنجرة، الفم، والمريء.
ولا يعتبر الكحول سبباً في جميع حالات هذه السرطانات، لكنه عامل رئيسي في نسبة منها. فعند دخوله الجسم، يتحلل الكحول إلى مادة الأسيتالديهيد، وهي مادة مسرطنة موجودة أيضاً في دخان التبغ. كما يتسبب الكحول في تلف الحمض النووي (DNA) ويجعل من الأسهل امتصاص المواد المسرطنة الأخرى في الفم والحلق.
وقد صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، وهي فرع من منظمة الصحة العالمية، الكحول كمادة مسرطنة منذ عام 1987. وقد ربطت الأبحاث آنذاك الكحول بسرطانات الرأس والعنق (بما في ذلك الفم، والحلق، والحنجرة، والمريء) وسرطان الكبد. ومنذ ذلك الحين، تم ربط الكحول أيضاً بسرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم.
وفي تقرير صدر، كان هناك اقتراح بأن تحتوي المشروبات الكحولية على تحذيرات بشأن خطر الإصابة بالسرطان. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لا كمية آمنة لاستهلاك الكحول.
فقد أظهرت الدراسة الجديدة أنه في عام 1991، كانت 2.5% من جميع وفيات السرطان لدى الرجال و1.46% لدى النساء مرتبطة بالكحول. وفي عام 2021، ارتفعت هذه النسب إلى 4.2% لدى الرجال و1.85% لدى النساء.
وخلال الفترة نفسها، شهد الرجال زيادة بنسبة 56% في الوفيات الناتجة من السرطانات المرتبطة بالكحول تحديداً، بينما بلغت الزيادة لدى النساء نحو 8%.
ما هو معروف أن الأثر المسرطن للكحول لا يظهر عادة على الفور في سن الشباب، لكن مع الاستمرار في الشرب مع التقدم في العمر، يصبح لهذه المادة المسرطنة تأثير تراكمي على الجسم.
ومن بين جميع أنواع السرطان السبعة المرتبطة بالكحول، كانت سرطانات الكبد والقولون والمستقيم والمريء الأكثر فتكاً عموماً في عام 2021. وبالنسبة للرجال، كان سرطان الكبد هو الأكثر شيوعاً من حيث الوفيات، أما بالنسبة للنساء فكان سرطان الثدي هو الأكثر فتكاً.
كما نعلم أنه حتى الكميات القليلة من الكحول يمكن أن تؤثر على أنسجة الثدي. وبشكل مفصل الإنزيم الذي يقوم بتمثيل الكحول في الجسم يكون أقل لدى بعض المجموعات العرقية مقارنة بغيرها، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأسيتالديهيد، المادة المسرطنة في الكحول لديهم.
وتظهر بيانات المعهد الوطني لإساءة استخدام الكحول وإدمانه أن استهلاك الكحول في الولايات المتحدة بلغ ذروته في أواخر السبعينات، ثم انخفض حتى أواخر التسعينات. وارتفع الشرب ارتفاعاً حاداً خلال جائحة كورونا، وكذلك ارتفعت الوفيات المرتبطة بالكحول.
إن الرسائل التوعوية حول الكحول يجب أن تتحول من التركيز على “الشرب بمسؤولية” إلى ضمان فهم الناس للآثار الصحية التي قد تنجم حتى عن الشرب المعتدل.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار