واحد وأربعون عاماً على القرار الباطل لكيان الاحتلال الإسرائيلي بضم الجولان السوري المحتل، وأهلنا فيه يؤكدون كل يوم تمسكهم بأرضهم وبهويتهم العربية السورية وصمودهم بوجه الاحتلال وممارساته التعسفية ورفضهم قراراته وإجراءاته حتى تحرير الجولان كاملاً وعودته إلى الوطن.
القرار الذي أصدره الاحتلال في مثل هذا اليوم من عام 1981 لا ينفصل عن اعتداءاته المتواصلة بحق الجولان وأهله التي بدأت منذ احتلاله عام 1967 والمتمثلة بتصعيد الاستيطان وتهجير الأهالي قسرياً وتجريف القرى والبلدات وإقامة مستوطنات على أنقاضها.
ولاقى القرار رفضاً دولياً واسعاً حيث أصدر مجلس الأمن الدولي في الـ 17 من كانون الأول 1981 قراره رقم 497 الذي يؤكد هوية الجولان العربية السورية وأن قرار الاحتلال باطل وليس له أي أثر قانوني لكن هذا القرار لا يزال حبراً على ورق جراء رفض الاحتلال تنفيذه مستفيداً من دعم الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة وتأمين الحماية له في مجلس الأمن.
ورغم إجرام الاحتلال واجه أهلنا في الجولان ممارساته القمعية وقراره الباطل بالثبات على أرضهم مشددين على تمسكهم بالوثيقة الوطنية التي أصدروها في الـ 25 من آذار عام 1981 وأكدت على أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من سورية وأن الجنسية العربية السورية صفة ملازمة لأهله لا تزول وتنتقل من الآباء إلى الأبناء، وأن أرضهم ملكية مقدسة وكل من تسول له نفسه أن يبيع أو يتنازل أو يتخلى عن شبر منها للمحتل الإسرائيلي يرتكب جريمة كبرى بحق وطنه وخيانة وطنية لا تغتفر.
وفي الـ 14 من شباط عام 1982 أعلن أهلنا في الجولان إضراباً شاملاً استمر ستة أشهر ما أدى إلى شلل كامل في قرى وبلدات الجولان المحتل إضافة إلى خروج مظاهرات على امتداد الجولان رفضاً للقرار العنصري الاستعماري، وردت سلطات الاحتلال بشن حملة اعتقالات واسعة طالت الشيوخ والشبان والنساء وقطعت المياه والكهرباء ومنعت وصول المواد الغذائية إلى أهالي القرى المحتلة وفرضت حصاراً استمر 40 يوماً وعلى الرغم من كل تلك الممارسات التعسفية إلا أن عزيمة أهلنا في الجولان المحتل لم تلن في مقاومة المحتل، مؤكدين رفضهم الخنوع للاحتلال وإجراءاته.
واليوم يجدد أهالي الجولان تشبثهم بأرضهم ورفضهم مخططات الاحتلال التهويدية التي كان أحدثها إقامة توربينات هوائية على آلاف الدونمات من أراضيهم في مجدل شمس وعين قنية وبقعاثا ومسعدة وأيضاً الإعلان عن مخطط لإقامة 12 ألف وحدة استيطانية جديدة لمضاعفة عدد المستوطنين في الجولان وتغيير الوضع الديمغرافي فيه مؤكدين تمسكهم بكل ذرة تراب منه.
وفي تصريح لمراسل سانا في الجولان قال الشيخ جاد الكريم ناصر: “إن كلمة أبناء الجولان كانت أقوى من قرار الاحتلال فالجولان لا يضم بجرة قلم.. الجولان تاريخ شعب قدم مئات الشهداء ضد الاحتلال من عثماني وفرنسي وإسرائيلي وبدماء شهدائه تكتب هوية الجولان التي أكد أبناؤه أنها لن تكون إلا عربية سورية”.
من جهته أشار الأسير المحرر فؤاد الشاعر إلى أن مخططات الاحتلال ضد أهلنا في الجولان المحتل لم تتوقف منذ احتلاله فمن محاولة “فرض الهوية” إلى ما تسمى “انتخابات المجالس المحلية” وصولاً إلى إقامة توربينات هوائية الهدف منها تهجير الأهالي من أرضهم وبيوتهم والقضاء على الزراعة التي تعد عماد اقتصاد الجولان ورمز وجود أهله على أرضهم، مؤكداً مواصلة الأهالي مواجهة هذه الممارسات والمخططات بكل ما يمتلكون من قوة حتى إفشالها وإسقاطها.
وشدد عميد الأسرى السوريين المحررين صدقي المقت على أن المحتل الذي يحاول تهويد الجولان لن يفلح وستفشل كل محاولاته مثلما فشلت سابقاتها لافتاً إلى أن أبناء الجولان موحدون وصامدون في وجه الاحتلال، وسنوات الاحتلال الطويلة أثبتت أنهم يد واحدة في التصدي لمخططاته وساحات قرى الجولان شاهد على ذلك.
بدوره لفت حسن فخر الدين إلى أنه رغم مرور 55 عاماً على احتلال الجولان إلا أن تصميم الأهالي على مواجهة مخططاته يزداد يوماً بعد آخر وهم اليوم أكثر إيمانا بأن تحريره بات قريباً بفضل انتصار سورية على المؤامرة والحرب الإرهابية وصمودها بوجه مشاريع الغرب ضدها.
وقال فخر الدين: “نتوجه بالتحية لسورية المنتصرة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وجيشنا البطل وشعبنا الصامد بوجه مؤامرات الغرب.
وتجدد سورية التأكيد باستمرار على أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من أراضيها وأنها تعمل على إعادة كل ذرة من ترابه بكل الوسائل المتاحة باعتباره حقاً أبدياً لا يسقط بالتقادم كما تجدد الجمعية العامة للأمم المتحدة سنوياً مطالبتها بأغلبية الدول الأعضاء الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 وضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 497 وأحدث قراراتها بهذا الشأن صدرت في الـ 30 من الشهر الماضي وفي الـ 12 من الشهر الجاري.
سيرياهوم نيوز 1-سانا