| ناصر النجار
تنطلق اليوم مباريات الأسبوع السادس من إياب الدوري الكروي الممتاز في مواجهات لا تختلف عن سابقتها من المراحل السابقة، الجديد في المنافسات أنها باتت أكثر دقة من ذي قبل بعد تفاوت النتائج وتباعد الفرق عن بعضها وإن كانت المسافات ليست بالبعيدة كثيراً.
فالفتوة الذي انفرد بالصدارة بعد نهاية مباريات الأسبوع الماضي لا يبتعد كثيراً عن مطارديه ولعل أقربهم أهلي حلب بفارق نقطتين ثم جبلة والوثبة بفارق نقطتين والجيش بفارق ست نقاط مع الإشارة إلى أن جبلة والجيش لعبا مباراة أقل من بقية الفرق المتنافسة، أي إنه بإمكان الجيش تقليص الفارق وجبلة معادلة المتصدر بالمباراة المتبقية لهما.
القضية الأخرى التي يمكن النظر إليها بعين الاعتبار هي قضية النقاط المضاعفة ومباراة اليوم بين الجيش والفتوة خير دليل، فإن فاز الجيش على الفتوة فسيقلص الفارق إلى ثلاث نقاط وإن فاز الجيش بمباراة عند استراحة الفتوة فيصبح الفارق نقطة، وهي المعادلة التي تؤكد أن الأمور لم تنته بعد وأن كل الفرق الخمسة لها حظوظ وافية وكاملة باللقب، لكن اليوم يسري عليه قرار ممنوع إهدار النقاط، فأي نقطة ضائعة ستبعد الفريق المنافس عن منافسته وستقلص حظوظه، لذلك تتباين الحظوظ في المباريات اليوم، فلقاء الجيش مع الفتوة هو الأقوى والأصعب، بينما يبدو لقاء جبلة مع المجد أقل صعوبة وكذلك لقاء الطليعة مع أهلي حلب، مع الإشارة إلى أن هذا الكلام نظري من باب المقاربات، ولكن علينا ألا ننسى المعركة الأخرى التي تخوضها فرق المؤخرة وقد شعرت بخطر موقعها وبدأت تخرج من موقعتها، وها هو المجد خير دليل فانتفض وصال وجال كيفما شاء، لذلك فالحذر واجب من جبلة بلقاء المجد، ومثله أهلي حلب الذي يحل ضيفاً على الطليعة في حماة.
الروح الانهزامية
الوثبة هذه المرحلة لن يشارك وسيبقى على الانتظار لأن القرعة جنبته المشاركة بعد إبعاد فريق الجزيرة عن الدوري، ولعلها فرصة لإعادة التفكير مرة أخرى بالمنافسة بعد أسبوعين عجاف خسر بهما الوثبة مبارياته أمام جبلة وأمام المجد وكلتاهما كانت خارج أرضه، ولن نعود لسرد أسباب الخسارة الأولى وقد كثر الحديث عنها، ولكننا نقف أمام الخسارة الثانية أمام المجد التي كان سببها الروح الانهزامية للاعبين بشكل عام وقد شعروا أن هناك من يتربص بالفريق وبالتالي لا يريدونه بين المنافسين أو بين الكبار، وما أشبه اليوم بالأمس عندما كان الوثبة في الموسم الماضي في أوجه وينافس على اللقب حتى جاءت مباراته مع أهلي حلب وما حدث فيها من أخطاء تحكيمية اضطر فيها الحكم لإيقاف المباراة، وأعيدت المباراة فشعر الوثبة أن حقاً سلبوه منه بقرار إعادة المباراة غير العادل، فانسحب تكتيكياً من المنافسة، وكأننا نشعر اليوم بذات شعور الموسم الماضي، لذلك نتساءل: هل فعلاً اتخذ الوثبة قراره بالانسحاب من المنافسة؟
نأمل من فريق الوثبة أن يعيد حساباته وأن يعود إلى الدوري قوياً معافى ومنافساً، فقد يحقق ما يتمنى وقد لا يحققه ولكن يكفيه شرف المحاولة.
القمة المنتظرة
المباراة الأهم بلقاءات اليوم هي مباراة القمة بنقاطها المضاعفة، وهي التي تمهد الطريق للفتوة للفوز بلقب الدوري أو تعيد الجيش إلى سكة المنافسات من جديد.
الفتوة بعد أن أنهى مبارياته مع فرق المؤخرة يبدأ مع الجيش وهو أحد المنافسين وهو لقاء عسير بمنزلة امتحان جدي وحقيقي للفتوة على كل المستويات مدربين وإدارة ولاعبين.
في الواقع فإن الفتوة لم يقنع الكثير من المراقبين حتى الآن رغم امتلاكه من الإمكانيات الكثير التي تجعله يتفوق على الجميع براحة دون أي عسر، وعلى سبيل المثال فإن لقاءه مع الوحدة كان ضمن هذا المنظور، فهدفاه اللذان فاز بهما كانا نتيجة أخطاء مرتكبة من دفاع الوحدة، ورغم أن كرة القدم أخطاء، إلا أن المتوقع من الفتوة ألا ينتظر الهدايا والعطايا وأن يسجل أهدافه من جمل كروية ممتعة، وإذا قلنا إن الحكم راعى الفتوة ببطاقة الحمراء فإن الفوز المحقق على الوحدة يرسم الكثير من إشارات الاستفهام؟
فلو استخدم الحكم القانون فطرد اللاعب الذي عرقل مهاجم الوحدة بمنطقة الجزاء، فحتماً فإن المباراة كانت ستسير في اتجاه آخر!
نقول هذا الكلام ليدرك الفتوة أنه إذا أراد الفوز اليوم فعليه أن يعرف مستوى منافسه وأن يغيّر من أسلوبه، وفي كرة القدم لا يكفي أن تسيطر وتستحوذ على الكرة، بل عليك أن تسجل وأن تستغل كل الفرص، وهذا الكلام يهم فريق الجيش بمدربه الجديد أنس مخلوف الذي لا يحتاج إلا ترتيب بعض أوراق الفريق، وعليه أن يلعب على التفاصيل الصغيرة وصولاً إلى الهدف المنشود.
أنس مخلوف استلم الفريق في وضع حرج وموقع متأخر وعليه أن يعيد الفريق إلى المركز الذي يليق بالزعيم، الجيش لم يبتعد عن الصدارة وليس غريباً عن البطولة، وليحقق ذلك أمامه مهمتان صعبتان، الفوز على الفتوة أولاً ومن ثم جبلة ولو حقق المخلوف ذلك لحاز المجد من كل أطرافه.
ما زال التوقع للدوري ضرباً من المستحيل وحتماً التوقع لمثل هذه المباراة يشبه المستحيل فالمباراة مرهونة بمزاجية اللاعبين وفكر مدربيهما، والمخلوف الجديد على الدوري يمكن أن يملك عامل المباغتة لأن أوراقه ما زالت مغلقة وأسلوبه الذي سيلعب به في المباراة غير معروف.
فوز أحد الفريقين أمر طبيعي، لكن غير الطبيعي أن يكون الفوز كاسحاً وبنتيجة كبيرة، أما التعادل فسيسعد الثلاثي الآخر أهلي حلب وجبلة والوثبة وهذا ما يتمنونه ويرجونه في سرهم وعلنهم.
السهل الممتنع
لا أعتقد أن المجد قادر على تحقيق مفاجأة على جبلة في ديار الأخير وهو يتوق إلى الفوز في سعيه للبطولة التي غابت عنه طويلاً، فعامل المفاجأة مستبعد جداً، وإمكانيات المجد لن تكون أكثر من خط دفاعي صلب مع مرتدات ربما أسفرت هدفاً، جبلة يضع المباراة في جيبه ويعتبره خصماً من النوع الطري، والحلول عند البحري كثيرة لفك شيفرة الدفاع وتحقيق الفوز المنتظر والمتوقع، هذا الكلام هو الواقع مع كل احترامنا وتقديرنا للمجد ونتائجه الجيدة ومستواه المتطور، وكل ما عليه أن يحاول وأن يجتهد وألا يلعب بروح المهزوم كيفما كانت الأمور تسير.
المباراة شكلاً ومضموناً لجبلة وغير ذلك مفاجأة.
أهلي حلب سيحل ضيفاً على الطليعة، المباراة كبيرة بمضمونها وحماسية بتفاصيلها ولها تأثير كبير سواء على صعيد المنافسة على القمة أم الهروب من الهبوط، وهذا ما يجعل المباراة شعلة من النشاط حرصاً على نقاط المباراة، أهلي حلب يريد استعادة صدارة فقدها بتعادله مع جبلة ويعلم أن تعادلاً آخر لن يكون في مصلحته وسيضرّ بكل حساباته، وحسين عفش مدرب الأهلي أمام امتحان جدي وخصوصاً أن بعض المراقبين حمّلوه مسؤولية ضياع الفوز على جبلة لذلك عليه أن يعوّض ذلك بمباراة يسعى لفصلها لمصلحته بوقت مبكر خشية مفاجآت غير متوقعة، ما زالت مشكلة الأهلي بهجومه العقيم، والاعتماد دوماً على السنغالي بابا سالا أمر غير مجد على الدوام، الطليعة يعرف أن المباراة قوية وضيفه صعب المراس ويتمتع بدفاع قوي، لذلك لابد من إيجاد الحلول الذكية للوصول إلى نتيجة مرضية ولو كانت بتعادل يجني الفريق منه نقطة وهو أفضل من خسارة تعقد وضع الفريق على سلم الترتيب.
بطبيعة الحال وحسب الأحوال التي يتصف بها الفريقان فإن المفترض أن تكون المباراة بقبضة الضيف، فهل سيكون للطليعة كلام آخر؟
خطر الهبوط
مباراتان مهمتان تعنيان بشكل مباشر الفرق المهددة بالهبوط، المباراة الأولى بين الوحدة وتشرين، وهي قوية بكل الموازين، الوحدة يريد نقاطها بأي ثمن، لذلك سيزج أحمد عزام بكل ما يملك لتحقيق الفوز الذي يعتبر خطوة أولى في طريق النجاة، الضيف ليس سهلاً أبداً، لكنه في الفترة الأخيرة بدا أنه يعاني، والروح المعنوية للفريق ليست على ما يرام، ربما هناك مشاكل خفية، ربما هناك ملل تسرب إلى نفوس اللاعبين وهم خارج دائرة الصراع، وهذا الأمر يمنح الحافز للوحدة للفوز بالمباراة، الشيء الآخر وهو مهم أن لاعبي تشرين تنتظرهم مباراة قوية مع الشباب السعودي في بطولة الأندية العربية، لذلك قد لا يقدم اللاعبون كل جهدهم خشية إصابة تبعد بعضهم عن المشاركة.
الرضا لم يعد كاملاً على أداء المدرب محمد عقيل بعد أن عجز عن حل العقم الهجومي بفريقه الذي غرق في بحر التعادل، لذلك قد تكون المباراة مصيرية للمدرب وامتحاناً أخيراً له قبل أن يواجه غضب جماهير البحارة غير الراضية عن أداء فريقها ونتائجه.
الإحساس العام وظروف المباراة تمنح الوحدة أفضلية الفوز، وربما استمر تشرين بالتعادل كسيد الأحكام.
المباراة الثانية تجمع حطين مع الكرامة وهي قوية جداً لأن الحوت يريدها جسر نجاة وهروب من المركز الأخير، الظهور الأول لمدرب حطين الجديد محمد شديد سيكون في هذه المباراة وسنرى ما هو فاعل فيها، أما الكرامة الذي بدأ بالظهور مؤخراً وحلق بالفوز على الجيش فلن يرضى أن يكون جسر عبور لغيره وسيلعب الجبان على مبدأ الفوز ليعزز موقع الكرامة في وسط الدوري لأن أي نتيجة غير فوز الكرامة تعني أن حطين سيسحبه إلى مواقع الخطر والتهديد، الفريقان مؤهلان للفوز والتعادل ليس بمصلحة حطين على الإطلاق.
من الذهاب
نذكر أن مباريات اليوم ستبدأ في الرابعة عصراً، مباراة الجيش مع الفتوة ستقام على ملعب المحافظة، ومباراة الوحدة مع تشرين على ملعب الجلاء وبقية الملاعب معروفة.
في الذهاب فاز الجيش على الفتوة 2/1، وسجل للجيش محمد شريفة ويوسف محمد. وللفتوة: علاء الدين دالي.
أهلي حلب فاز على الطليعة ذهاباً 3/2 سجل للأهلي أوكيكي هدفين الثاني من جزاء وسجل الثالث مصطفى الشيخ يوسف، وسجل للطليعة خالد دينار ومحمد زينو من جزاء.
تشرين فاز على الوحدة في الذهاب بهدف محمد أسعد.
حطين والكرامة تعادلا ذهاباً بهدف لمثله سجل لحطين علي غصن وللكرامة عمرو جنيات.
جبلة فاز بالذهاب على المجد بخمسة أهداف مقابل هدفين، سجل لجبلة محمود البحر هدفين وأحمد حديد وأحمد الأحمد وسلطان سلطان وسجل للمجد إياد عويد هدفين ثانيهما من جزاء وخرج خالد المصري من المجد بالبطاقة الحمراء.
سيرياهوم نيوز1-الوطن