نبيل بكاني:
رحبت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بأي مبادرات لإنهاء الأزمة السياسية وتوحيد مؤسسات الدولة في ليبيا، شريطة أن تضمن هذه المبادرات “سيادة الوطنية ليبيا ومدنية السلطة وخضوع الجيش للسلطة المدنية، فيما دعا العاهل المغربي، الرئيس الروسي الى العمل على التشاور مع المملكة في القضايا الاقليمية، وذلك في وقت يشهد فيه الملف الليبي تجاذبا دوليا واقليميا غير مسبوق، وانقساما بين مكونات اتحاد المغرب العربي الكبير بشأن مبادرة الوساطة المصرية “.
وقال وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا “نرحب بمبادرات إنهاء الأزمة السياسية وتوحيد مؤسسات الدولة في حال ضمنت سيادة ليبيا ومدنية السلطة التي تحتكم لإرادة الشعب وخضوع الجيش للسلطة المدنية “.
وشدد باشاغا على أنه “لا مكان لمجرمي الحرب الطامعين في الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح” في إشارة إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقواته.
وكتب باشاغا على حسابه في تويتر أن “إهمال الرجال الشرفاء الذين بذلوا الغالي والنفيس لأجل أمن العاصمة طرابلس والدفاع عن مدنية الدولة وديمقراطيتها، سيؤدي إلى استمرار الفوضى، ويقوض من قدرات الدولة لأداء واجباتها”، قائلاً “لم يعد ثمة مجال للفوضى والمزايدات باسم الثورة لمصالح فئوية ضيقة”.
يأتي هذا الإعلان بينما تتواصل المساعي الدبلوماسية، خاصة، خاصة في مصر والجزائر والمغرب، للبحث عن حل سياسي للأزمة، وفي هذا الصدد أعلنت الجزائر دعمها لمساعي الوصول إلى حل “بعيدا عن التدخلات العسكرية الأجنبية”.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مؤخراً عقب لقاء بالقاهرة مع عقيلة صالح، وخليفة حفتر، أنه تم التوصل إلى مبادرة لحل الأزمة الليبية.
ومن أبرز بنود “إعلان القاهرة” لحل الأزمة الليبية، التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي الليبية واستقلالها واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار ابتداء من الـ 8 من حزيران/يونيو 2020.
وحذر السيسي غداة اعلانه فحوى المبادرة، من أن جميع أشكال التصعيد الأخيرة في ليبيا تنذر بعواقب وخيمة لكامل المنطقة، مشددا على أنه لا يمكن أن يكون هناك استقرار دون تسوية سلمية للأزمة.
وأطلع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح عيسى، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على المبادرة التي أعلنت عنها القاهرة، كاشفا عن تلقيه وعودا من الرئيس الجزائري بالسعي مع نظيريه المصري والتونسي من أجل حل الأزمة الليبية.
و استقبال الرئيس الجزائري، مساء السبت، عقيلة صالح خلال زيارة عمل للجزائر على رأس وفد هام، حسبما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية.
و أعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمس السبت عن استعداد بلاده لمساعدة الليبيين في التوصل إلى حل سياسي يلم شملهم.
وبعد أن أعلنت الجزائر عن استعدادها لاستضافة مفاوضات ليبية، عقد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح أمس (السبت) اجتماعا مع رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري سليمان شنين ووزير الخارجية صبري بوقادوم.
وجاءت زيارة عقيلة للجزائر بعد أقل من 24 ساعة على إعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، استعداد بلاده احتضان مفاوضات بين الليبيين.
وقال تبون، إن بلاده لا تمانع في انخراط دول الجوار الليبي «تونس ومصر» في هذا المسعى، مؤكدا قدرة الجزائر على إعادة تجربة اتفاق الجزائر للسلم والمصالحة في مالي بين الليبيين.
وأضاف أن جميع القبائل الليبية مستعدة للمشاركة في جلسات الحوار بالجزائر والاتفاق على تشكيل مجلس وطني انتقالي برئيس مؤقت وحكومة مؤقتة، مضيفا أن الجزائر ستدعم ليبيا تقنيا حتى تنظيم انتخابات.
في هذا السياق، وعقب اعلان القاهرة بشأن مبادرة الوساطة بين أطراف النزاع في ليبيا، كان المغرب قد جدد تشبثه بالاتفاق السياسي الموقع بمدينة الصخيرات المغربية، مشددا على أنه هو المرجعية الأساسية لأي حل سياسي للأزمة الليبية.
وتباحث وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، مع بنظيره بحكومة الوفاق الوطني محمد الطاهر سيالة، حيث أكد الجانبان على ضرورة التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين.
وفي نفس السياق، أجرى ذات المسؤول الليبي اتصالا بكل من وزير خارجية تونس نورالدين الري ووزير خارجية الجزائر صبري بوقادوم.
وأول أمس الجمعة، دعا العاهل المغربي، الملك محمد السادس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العمل على ترسيخ نهج التشاور بين المملكة المغربية وفيدرالية روسيا، بشأن القضايا الإقليمية، والدولية، ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصلحة البلدين، في تعزيز السلم والأمن الدوليين.
يأتي ذلك في ظل تجاذب دولي واقليمي حول الملف الليبي، وسط قلق يسود منطقة المغربي العربي، مخافة تكرار التجربة السورية في ليبيا، في حال فشل الوصول الى حوار لتهدئة الأوضاع، خاصة أمام الخلاف الدولي الحاد حول المبادرة المعلن عنها في القاهرة، والتي رفضتها حكومة الوفاق في طرابلس وأطلقت بالتزامن مع إعلانها عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة سرت على بعد 450 كلم شرق طرابلس، في حين رحبت بها كل من الامارات والسعودية وروسيا، وهي الدول الداعمة للمشير خليفة حفتر، ورفضها المغرب بشكل ضمني بينما تحفظ عليها تونس.
(سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 14/6/2020)