سعاد سليمان
عند شجرة التين وقفت … مددت يدي أحاول التقاط ( شموط ) ظننته ناضجا..
حين لمسته وجدته قاسيا مثل أشعة الشمس التي تلسع زندي بقوة ..وكأنها تمنعني ….
تركت الغصن ، وحبة التين الخضراء…
بحثت بعينين متعبتين من نور يملأ الكون نارا …
كل الأغصان تحمل حبات تين قاسية ، والورق عند قدم أمه يتطاير من وقع أقدام…
لا ريح تعبث ، ولا نسمات …
كانت الأغصان العارية تتزين بمخلوقات تحتمي بدروع لامعة… تلتصق ببعضها كبنيان مرصوص…
لا تين … هذه السنة ولا من يأكلون ..
جلست بجانب قبور تثري الأرض هناك …
صوت جميل لشيخ يقرأ سورة يوسف يصلني عبر التلال من مسجد القرية …
وسنديان يرمي ظله ، ولطفه …
اني رأيت أحد عشر كوكبا ، والشمس ، والقمر رأيتهم لي ساجدين …..
لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا ….
صوت الشيخ ، ونسيمات تلوح بأوراق الشجر العتيق …
وقوة أيقظت روحي ودفعتني للسير …
اسمع صوت عجوز تعاتب أخرى يخرج من نافذة عتيقة… وبكاء رجل ابتعد ابنه ، ولا يعرف عنه شيئا …
كل الثمرات تسقط قبل الأوان….
وشمس اب تلهب المواجع…..
وصمت رهيب يرسم هيبته ساعة الظهيرة …
و يشق عمال طريقا غير عابئين ….
و يصل يوسف الى الجب …
وغياهب السجن …
صوت الشيخ يغيب …
كل الشجيرات التي كنت انتظر خيرها…
أقطف منه حبة ، أو حبتين ، وأمضي ..
منذ الصيف الفائت مريضةحتى تلك التي رفع صاحبها جدارا ووضع سورا حولها ليمنع المرتزقة مثلي … تقف بخجل …. عارية ….
(اخبار سوريا الوطن 2-صفحة الكاتبة)