وسام كنعان
ما زال لنزار قبّاني (1923 ــ 1998) حضور بارز على الساحة العربية. إنّه «رئيس جمهورية الشعر» الذي ما زالت قصائده بطراوتها تبارز جلافة الأيّام، وتخفّف بمرونتها من وطأة الحلكة وثقل الزمان المحبط، وتترك فرصة للابتسامة. خفّة لم يقبض عليها شاعر مثله. لذا، ستظّل تجربته متفرّدة، لها حظوتها ومكانتها مهما تغيّر الزمن. وعلى الرغم من طول غيابه، ستجد من يحتفل بعيد ميلاده المئة! وهو ما حصل في دمشق أخيراً عندما نُظّم في هذه المناسبة احتفال خيري أُهدي إلى روحه، برعاية وزارة السياحة السورية وبتنظيم من مؤسسة My Syria.
في بيت دمشقي قديم، ازدحم بنجوم الدراما السورية وخصوصاً صنّاع مسلسل «نزار قباني» (كتابة الراحل قمر الزمان علّوش وإخراج باسل الخطيب) الذي يحكي قصّة حياته. كانت كل زاويةٍ تدلّ على الشاعر المرموق. فإمّا تحتضن بيت شعر له، أو صورة أرشيفية… فيما كان كورال «غاردينيا» يشدو بعضاً من قصائده التي أدّاها مغنون عرب. «الأخبار» كانت حاضرة وتحدّثت مع الضيوف عن الفعالية والراحل. البداية مع النجمة صباح الجزائري التي جسدت دور والدة نزار في المسلسل، معربةً عن سعادتها: «لم أتردد للحظة في قبول هذه الدعوة اللطيفة، لأنّه من الضروري أن نظل متيقّظين بذاكرة نشطة تجاه مبدعينا، وأن نتحيّن الفرص لنحتفي بهم كلّما سنحت الفرصة».
ad
أما النجم مصطفى الخاني، فشدّد على أنّ «هناك من يبحث عن تقديم الجمال والخصوصية السورية بأدق تفاصيلها وبأعلى حالاتها. وعند وجود هذا التكامل سواءً في الموضوع الخيري (ريع الحفلة ذهب للمحتاجين إلى ألبسة في عيد الأضحى) أو لناحية وجود فرقة «غاردينيا» التي تحمل خصوصية في زمن أصبح من الصعب جداً تقديمها، فكل العناصر أسهمت بأن يكون من واجبي الحضور». وعن ذكرياته مع شعر نزار، يقول: «عندما يُذكر اسم نزار قباني يغمرني بحر من الشعر، إذ لا يمكننا اختصار اسمه بعنوان واحد، لأنّه صاحب إرث شعري وثقافي».
من جانبه، أعرب المخرج باسل الخطيب عن سعادته بحالة الوفاء للشاعر السوري، وفخره «بهذا النوع من الفعاليات».
وأكّدت رنا شميس أنّ وجودها هو تكريم لها، مضيفةً: «عندما تقدّمت لاختبار القبول في «المعهد العالي للفنون المسرحية»، قدمت جزءاً من قصيدة «إلى تلميذة»، لذا سيبقى حضور هؤلاء متّقداً ومنجزهم فاعلاً رغم غيابهم».
ad
من ناحيتها، اعتبرت جيني إسبر أنّه «من الصحي أن نجتمع في هذه الأجواء الدمشقية الجميلة، ونحن بحاجة لهذه الفعاليات الثقافية بالتحديد للتركيز على الأساس الذي بُني المجتمع العربي والسوري عليه بطريقة حضارية، خصوصاً في دمشق لأنّها كانت مليئة بالأدباء والمثقفين. ومن المفترض تعريف الجيل الجديد بهؤلاء، ولا سيّما في زمن التدفّق الرقمي المهول والذكاء الاصطناعي اللافت».
المغني محمد باش كان حاضراً أيضاً، وأشار إلى أنّه «لا يمكن أن نكتفي من كلمات شاعر مثل نزار قباني وهو من رفد الأغنية العربية بمئات القصائد التي صنعت مجداً حقيقياً لأجيال متلاحقة من المطربين». وفي هذا السياق، قالت الممثلة الشابة ترف التقي إنّه «كبرنا وتربيّنا على أشعار نزار قباني… وما زلت أحفظ الكثير من قصائده لأنّه بالنسبة إلى جيلنا كان رمزاً للحب والرومانسية».
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية