الرئيسية » من المحافظات » في عيد الجلاء.. كيف حاكى جامعو التراث وفنانو السويداء الثورة السورية الكبرى بأعمالهم؟

في عيد الجلاء.. كيف حاكى جامعو التراث وفنانو السويداء الثورة السورية الكبرى بأعمالهم؟

عمر الطويل

الثورة السورية الكبرى التي جمعت أبناء سورية نحو طريق الاستقلال وجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن أخذت حيزا واسعا من اهتمام جامعي التراث وفناني محافظة السويداء الذين خلدوا ذكراها بأعمال شامخة ومقتنيات عكست تلك المرحلة المهمة في التاريخ السوري.

في قرية دوما بريف السويداء الشمالي الشرقي يقف العمل الفني سلم المجد الذي شيدته أيادي الفنان غازي حمزة السمراء المثقلة بمتاعب الحياة فوق جزء من منزله بعد سنوات من التعب مستخدماً مواد الحديد والإسمنت والبحص والرمل والدهان ويتكون من 14 درجة تمثل عدد المحافظات السورية بارتفاع 7 أمتار ووزن يتجاوز الـ 5 أطنان.

ويتضمن هذا العمل علم الجمهورية العربية السورية وخريطة البلاد ومجموعة شموس تعلو السلم وتحيط به في رمزية إلى معنى اسم سورية بلاد الشمس في إشارة إلى سطوع الحرية التي أنارت طريق الاستقلال بفضل بطولات وتضحيات الأجداد.

ولم يكتف حمزة بهذا العمل حيث سبقه رسمه لوحات ضمن متحف منزله لقامات وطنية في الثورة السورية الكبرى ومنها قائدها العام سلطان باشا الأطرش والشيخ صالح العلي والمجاهد الكبير إبراهيم هنانو وغيرهم ما يعكس حسه الوطني والجهد الكبير الذي بذله هذا الفنان.

وتأثراً ببلدته المزرعة التي شهدت ربوعها معركة حامية ضد المستعمر قدم النحات أجود فرهود مجسماً نحتياً لمدفع فرنسي قديم مصنوع بأكمله من حجر البازلت وضعه في مدخل بلدته بما يرمز إلى آلة حربية دمرها الأجداد في معركة المزرعة.

كما نجح المخرج تيسير العباس بتوثيق الفترة الممتدة من تاريخ معارك الثورة السورية الكبرى وصولاً إلى عيد الجلاء من خلال جمع ما لا يقل عن 300 صورة منها ما يتعلق بالتحضير للمعارك واحتفالات الجلاء وكذلك بعض الوثائق والأدوات التي استخدمها الثوار في المعارك.

ووفقاً للعباس فإن دافعه من عمله هو المحافظة على التراث المحلي كهوية وطنية وإعادة إحياء الماضي وتذكير الأجيال الحالية انطلاقا من كون الحفاظ على تراثنا مسؤولية وطنية تقع على عاتق أفراد المجتمع ومؤسساته.

فيما تركت حياة الأجداد تأثيرها على جمال مهنا من قرية أم الزيتون الذي وثق العديد من الصور المتعلقة بأحداث الثورة السورية الكبرى وجمع بعض القطع الحربية التي اغتنمها الثوار أو التي كانت مستخدمة آنذاك إضافة إلى وثيقة قديمة بأسماء شهداء قريته في الثورة السورية الكبرى ممهورة بخاتم وتوقيع مختار القرية.

ويبقى ما قدمه حمزة وفرهود والعباس ومهنا نموذجاً للعديد من جامعي التراث والفنانين السورين على امتداد ساحة الوطن الذين قدموا أعمالاً ومقتنيات خاصة بالكفاح ضد المحتل بما يعكس ذكراه الخالدة وأهميته في صنع الاستقلال ليستلهم منها الأبناء والأحفاد معاني البطولة دفاعاً عن الأرض.

سيرياهوم نيوز 6 – سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

انتخاب مكتب جديد لنقابة عمال النفط في طرطوس ومعن عبد الرزاق عبداللطيف..رئيساً للنقابة 

    تحت شعار”وطن بنيناه بعرقنا…نحميه بدمائنا”عقدت نقابة عمال النفط في اتحاد عمال طرطوس مؤتمرها الانتخابي للدورة النقابية الثامنة والعشرين اليوم ،بحضور الرفاق: جمال غزيل ...