بقلم:عدنان عزام
خلال وجودي في الوطن خلال الايام الماضية التقيت العديد من المهتمين بالشأن العام في ندوة نظمتها مؤسسة القدس وادارها الدكتور خلف المفتاح
احد محاور الحديث كان عن التغييرات السياسية الحاصلة على الساحة الأوربية و خاصة الفرنسية
نوه الدكتور مهدي دخل الله الذي كان حاضراً الندوة إلى تصريحات السيدة مارين لوبن رئيسة التجمع ( الجبهة الوطنية سابقا ) و التي أشارت فيها إلى إعادة تقييم العلاقة مع سورية
حاولت بصفتي المدعو للحديث في اللقاء ان اقول ان سورية ليست بحاجة لدعم شخصية سياسية فرنسية عنصرية !
لكن الدكتور مهدي اجابني ان مارين لوبن تحاول أن تتحرر من الهيمنة الأمريكية و تعيد بناء الدولة الوطنية في اوروبا .
الموضوع قد يكون هكذا لمن يراقب من بعيد . أما بالنسبة لمن يعيش السياسة الفرنسية لحظة بلحظة منذ اربعين عاما فالأمر مختلف جدا .
منذ الانقلاب الصهيو انجلوساكسوني على فرنسا عام ١٧٩٨ ( ما يسمى الثورة الفرنسية ) و ابطال دور الكنيسة الكاثوليكية و قتل الملك لويس السادس عشر لم يعد هناك يمين ويسار و لا حكم وطني
إذ سيطرت الدولة العميقة الماسونية … الصهيو انجلوساكسونية على كل شيء .
اليسار و اليمين أصبح مسرحية لخدمة الدولة العميقة .
وهذا ما يحدث مع مارين لوبن و كل الاحزاب السياسية بما فيها الاحزاب الشيوعية .
خاصة بعد أن قامت مارين بالانقلاب على والدها و عزله و تغيير اسم الحزب من الجبهة الوطنية إلى التجمع الوطني ( ٢٠١٨ )
جمعتني الصدفة بها قبل سنوات و سمعتها تقول :
اللوبي الصهيوني وحده الذي يستطيع ايصالي إلى الحكم !
و بالفعل توجهت اليه في فرنسا و التقت برئيس منظمة الكريف ( اتحاد المنظمات اليهودية ) الذي يعين كل المسؤولين في فرنسا من المختار إلى الرئيس.
كما زارت منظمة الايباك الصهيونية في أمريكا و وضعت نفسها تحت تصرف هاتين المنظمين كالعديد من حكام العالم الشكليين!
كل ما تقوم به مارين لوبن هو لخدمة الدولة العميقة و قد تجلى ذلك يوم ٧ تشرين اول ٢٠٢٣ حيث وقفت في البرلمان الفرنسي وصاحت بأعلى صوتها و بطريقة مسرحية وضيعة ان الله فوضها لخدمة اليهود في فرنسا و لحماية إسرائيل و كانت أول من وصل إلى تل أبيب لتقديم فروض الطاعة
ماري لوبن ستشعل حربا أهلية في فرنسا من خلال خطابها العنصري المقيت ضد ملايين المهاجرين الذين دافع آباءهم عن فرنسا و ساهموا في إعادة بنائها بعد الحرب العالمية الثانية .
لكل ذلك اقول ان القرية الكونية الصغيرة التي نعيش بها تستوجب تحديث معلوماتنا السياسية يوميا لتكون صحيحة و عميقة و لا تجرنا إلى مواقف مغايرة لمصالحنا الوطنية
وهذا يستوجب خلق جيل عربي سوري جديد يعي تماما كل هذه المتغيرات و يتابعها بدقة ليقدم النصح و المشورة لقياداتنا .
رحم الله المفكر العربي أدوار سعيد الذي التقيته عام ١٩٨٤ لاكتشف من خلاله الغرب بكل دهاليزه ! وخاصة كتابه الاستشراق .
تمنيات مارين لوبن المسرحية بعلاقات جيدة مع سورية لن تتحقق و لا رجاء الا بسواعد ابطال جيشنا العربي السوري و المقاومة العربية و أقلام الوطنيين العارفين بما يجري على الساحة العالمية .
كل التقدير لموقع سيريا هوم نيوز و رئيس تحريره الاستاذ هيثم يحيى محمد العاتب جدا على عدم مثابرتي على الكتابة
(موقع سيرياهوم نيوز-٣)