| خالد عرنوس
يلتقي اليوم بداية من الساعة العاشرة مساء بتوقيت دمشق فريقا ريال مدريد الإسباني والأهلي المصري في نصف نهائي كأس العالم للأندية بنسختها التاسعة عشرة المقامة حالياً في المغرب وذلك على ملعب مولاي عبد اللـه في مدينة الرباط الذي يتسع لقرابة 53 ألف متفرج ويقودها الحكم الإنكليزي أنتوني تايلور الذي سبق له قيادة مباراة الأهلي وسياتل واندرز الأميركي في الدور الثاني والتي انتهت بفوز الأهلي بهدف، ويطمح الفريق الشقيق الملقب بالشياطين الحمر بتحقيق مفاجأة تاريخية على حساب الفريق الملكي المرشح الأوفر للتتويج باللقب الخامس وتعزيز أرقامه القياسية فيها.
لقاء زعامة
نعم هي قمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ذلك أن الفريقين هما الأكثر ظهوراً في البطولة عن قارتي إفريقيا وأوروبا وهما زعيما الأندية فيهما وفي بلديهما بالطبع، فيكفي ذكر اسم ريال مدريد لنعرف أننا أمام أفضل ناد كروي في العالم، فهو الأكثر فوزاً بالدوري الإسباني بواقع 35 لقبا وهو صاحب الريادة والزعامة لدوري أبطال أوروبا المسابقة الأهم على مستوى الأندية في العالم بواقع 14 لقباً وكذلك هو صاحب 4 ألقاب في مونديال الأندية أعوام 2014 و2016 و2017 و2018 علماً أنه حل رابعاً في النسخة الأولى عام 2000.
وبالطبع لم يكن نجاح الفريق الملكي الملقب بالميرينغي أو البلانكوس وليد الصدفة، فهذا النادي ولد عام 1902 ليكون واجهة العاصمة الإسبانية وخاصة عقب منحه المباركة الملكية قبل مئة عام ليصبح الفريق المدلل وبفضل الجماهيرية التي اكتسبها بفعل منافسته لأندية الأقاليم الأخرى والشعبية الجارفة استطاع جذب الكثير من نجوم اللعبة في بلاد الثيران ومن ثم مع نجوم عالميين من الصفوة وهو صاحب الصفقات الكبيرة منذ الخمسينيات، وبالطبع كان قد أصبح قطباً كبيراً في بلاده وفي القارة العجوز على المستوى الإداري والمعنوي والمالي ومع مرور الزمن أصبح إمبراطورية قائمة بذاتها.
غلاكتيكوس
وتميز ريال مدريد طوال تاريخه بضم العدد من نخبة النخبة في الكرة العالمية لاسيما منذ الأرجنتيني «الإسباني فيما بعد» الفريد ودي ستيفانو والمجري فرانز بوشكاش والفرنسي ريمون كوبا، ووصولاً إلى حقبة الغلاكيتيكوس (مجرة النجوم) التي تعاقد معها في الألفية الثالثة (زيدان وفيغو وبيكهام ورونالدو البرازيلي وأوين وراؤول وكاسياس وربوبرتو كارلوس وسواهم) وأخيراً الحقبة الحالية أو ما بقي من جيل البرتغالي رونالدو ومارسيللو وسيرجيو راموس وبيبي وفاران وكريم بنزيمة وتوني كروس ولوكا مودريتش وكورتوا، وقد استطاع جيل العقد الأخير من العودة إلى منصات التتويج بدوري الأبطال الأمر الذي أتاح لهم المشاركة بالمونديال فلم يفوتوا الفرصة تلو الأخرى وظفروا باللقب في أربع مناسبات منها ثلاث متتالية وضعتهم على رأس لائحة المتوجين باللقب العالمي، ويكفي القول إن الفريق الملكي خاض في مشاركاته الخمس 12 مباراة من دون هزيمة، فحقق 10 انتصارات كاملة وتعادلين أحدهما في الدور الأول لنسخة 2000 والثاني في مباراة المركز الثالث في تلك البطولة ويومها خذلته ركلات الترجيح أمام فريق نيكاكسا المكسيكي وسجل لاعبو الريال 31 هدفاً مقابل 11 بمرماهم.
قلعة الحمر
بالمقابل يعد الأهلي المصري أحد أكبر الأندية الإفريقية إن لم يكن أكبرها بالفعل من حيث القاعدة الجماهيرية أيضاً ولجهة الإنجازات التي فاقت 100 لقب تزعم من خلالها كل مسابقات أرض الكنانة المحلية وكذلك القارية وخاصة على مستوى دوري أبطال إفريقيا التي يتزعمها بعشرة ألقاب، ولا يقل فريق الشياطين الحمر أو فريق القلعة الحمراء عن ريال مدريد عند الحديث عن نجومية اللاعبين المحليين وكذلك من ناحية القوة الشرائية والتسويقية على مستوى القارة السمراء مع الأخذ بعين الاعتبار الفارق الفني بين أوروبا وإفريقيا، ويعد الأهلي الأكثر استقطاباً لنجوم الكرة المصرية عبر التاريخ، منذ حسن حجازي ومختار التتش مروراً بصالح سليم والضظوي ومحمود الخطيب وأجيال متتالية من اللاعبين البارزين وصولاً إلى محمد أبو تريكة وعصام الحضري ووائل جمعة وأحمد فتحي، وهاهو الجيل الحالي يعود إلى منصات التتويج قارياً فظفر بلقب نسختي 2020 و2021 قبل أن يحل وصيفاً لبطل النسخة الأخيرة العام الفائت بعدما خسر النهائي أمام الوداد المغربي، ويعتبر الأهلي الأكثر خوضاً للمباريات في المونديال بواقع 20 مباراة قبل لقاء الليلة ففاز بثماني مباريات وتعادل بواحدة وخسر 11 مرة والأهداف 21/26.
معطيات وأحلام
يملك الريال خبرة واسعة في خوض مثل هذه البطولات والمسابقات وخاصة مع وجود عدد من لاعبي النسخة الحالية الذين سبق لهم خوض البطولة غير مرة ومنها نسخة 2018، وقد ظهر فيها كل من: توني كروس ولوكا مودريتش وكريم بنزيمة ولوكاس فاسكيز وداني كارباخال وناتشو فيرنانديز وإرنستو فالفيردي وماركو أسينسيو وفينيسيوس جونيور وتيبو كورتوا، وكل هؤلاء مازالوا موجودين في قائمة الفريق، أما المدرب فهو كارلو أنشيلوتي الإيطالي الخبير وأحد المدربين الذين توجوا بالكأس مرتين، الأولى مع ميلان 2007 أما الثانية فكانت مع الريال بالذات 2014، ورغم بعض الغيابات المؤثرة عن مواجهة الأهلي (كورتوا وفاسكيز وهازارد وميندي ومليتاو وربما بنزيمة) إلا أن كفة الريال مازالت راجحة بكل المقاييس لاسيما مع وجود رودريغو وألابا وسيبايوس وروديغر وكامافينغا وتشواميني وماريانو دياز إضافة إلى المتبقين من اللائحة الأولى.
بالمقابل يقود الأهلي المدرب السويسري مارسيل كولر الذي أعاد سطوة الأهلي محلياً فتصدر ترتيب الدوري المصري من دون هزيمة بعد 15 جولة وبفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه مع مباريات أقل وتوج بكأس السوبر على حساب غريمه الزمالك، ويعول كولر واللاعبون على خوضهم مباراتين في البطولة دخلوا بها الأجواء بشكل رائع ويبقى ما سيقدمه اللاعبون وعلى رأسهم: حسن الشحات ومحمد شريف ومحمد الشناوي ومحمد عبد المنعم وعلي معلول وبيرسي تاو وعمرو السولية ومحمد هاني ومحمد مجدي (أفشة) وطاهر محمد طاهر ومحمود كهربا.
وسبق للريال أن فاز في أربع مواجهات جمعته مع أندية عربية في البطولة فهزم النصر السعودي 3/1 والرجاء المغربي 3/2 في نسخة 2000 والجزيرة الإماراتي 2/1 في نصف نهائي 2017 وعلى العين الإماراتي في نهائي 2018 بنتيجة 4/1، أما إفريقياً فهو اللقاء الخامس بين أندية القارة مع الأندية الأوروبية التي فازت في المباريات الثلاث الأولى، ففاز الريال على الرجاء 3/2 في النسخة الأولى وإنتر ميلانو الإيطالي على مازيمبي الكونغولي 3/صفر في نهائي 2010 وبايرن ميونيخ على الرجاء في نهائي 2013 والبايرن مرة أخرى على الأهلي في نصف نهائي 2020 بهدفين.
سيرياهوم نيوز1-الوطن