الرئيسية » الزراعة و البيئة » في يوم الغذاء العالمي… وزير الزراعة: نحتاج زيادة المساهمات الدولية لإعادة تأهيل البنى التحتية الزراعية

في يوم الغذاء العالمي… وزير الزراعة: نحتاج زيادة المساهمات الدولية لإعادة تأهيل البنى التحتية الزراعية

براء الاحمد:

أكد وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا أن تعزيز حالة الأمن الغذائي والتغذية السليمة لا يقتصر على الإمدادات وتوفير الغذاء فقط، ورغم توفر ما يكفي من المعروض من الغذاء في الأسواق، يعجز الكثيرين عن تحمل تكلفة نمط غذائي صحي، ما يعرّضهم بشدة لخطر المعاناة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في يوم الغذاء العالمي الذي أحيته أمس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”.
ولفت الوزير إلى أن الحكومة السورية تشارك في كافة الفعاليات الدولية التي من شأنها تحقيق عالم أفضل للعيش فيه، قائلاً: عالمنا عالمٌ واحد، ولا يمكنه أن يستثني أحد، وعلى الرغم من التقدّم المحرز في بعض أنحاء المعمورة نحو بناء عالم أفضل، تُرك عدد كبير جداً من السكان خلف الركب، مشيراً الى أن الشعب السوري يُحرم اليوم من مواكبة جهود المنظمة في تحقيق الأهداف المحددة نتيجة للعقوبات وحيدة الجانب المفروضة على سورية والحصار الجائر عليها وقانون قيصر، والتي زاد من حدتها محدودية الموارد والتدخلات المقدمة من المنظمات كافة لتمكين الشعب السوري من تحقيق سبل العيش والاستجابة والانتقال إلى مرحلة التعافي بعد حرب عدوانية طالت جميع المقومات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وأدت إلى تضرر البنى التحتية الزراعية وتراجع المساحات المزروعة وتراجع الإنتاج الزراعي، مضيفاً: ولسوء الحظ ترافق ذلك مع التغيرات المناخية التي أدت إلى خسارة إنتاج كامل المساحات المزروعة بالاعتماد على ماء المطر، ما أدى إلى ارتفاع نسبة السكان الذين فقدوا الأمن الغذائي وأصبح نسبة كبيرة أيضاً مهددة بفقدان الأمن الغذائي.
وأكد قطنا أن ما نحتاجه اليوم زيادة المساهمات الدولية لتمكين سورية من إعادة تأهيل البنى التحتية الزراعية وتوفير المستلزمات لتحقيق سبل العيش وتمكين السكان من الوصول إلى حالة مستقرة من الأمن الغذائي بأبعاده كافةً، مثل ما كان عليه الوضع قبل الأزمة السورية بسبب الحصار الذي يتعرض له، كما أن القيود المفروضة على التجارة سواءً في الإنتاج أو مدخلات الإنتاج الزراعي، تساهم إلى حد بعيد في تقويض الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مجال استدامة الموارد الطبيعية وكفاءة نظم الإنتاج الزراعي والتغذية.
وقال الوزير: وفي هذا السياق، يتعين على جميع الأطراف من الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات التعليمية والبحثية ومؤسسات المجتمع الأهلي والأفراد، العمل معاً وبشكل وثيق، من أجل تمكين الجميع في كافة بقاع الأرض من الحصول على حقوقهم في الغذاء والأمن الغذائي والتغذية السليمة والسلام والمساواة، من أجل مستقبل مستدام لكوكبنا.
ولفت الوزير إلى أن وزارة الزراعة وبهدف الوصول إلى كافة الأطراف وتمكين الجميع من المشاركة في بناء البرامج التي تهدف إلى مواجهة التحديات التي يعاني منها قطاع الزراعة والغذاء في سورية، قامت بعقد ملتقى تطوير القطاع الزراعي الذي خلص إلى وضع تصورات للمستقبل حول محاور الإنتاج النباتي، والإنتاج الحيواني، والتسويق، والتنمية الريفية، والموارد الطبيعية نحو تحويل نظم الزراعة والغذاء إلى أشكال أكثر كفاءة، وتمثلت مخرجاته في 65 برنامج عمل خلال الفترة 2022-2030.
كما تقوم الوزارة بشكل مستمر بالتنسيق مع الشركاء لزيادة فرص وصول صغار المنتجين الزراعيين إلى مدخلات الإنتاج والخدمات الداعمة وفرص العمل وسبل العيش والتقانات ونتائج الابتكارات والمعلومات في المجال الزراعي من خلال عقد الاتفاقيات وطرح وتنفيذ مشاريع تدخلات طارئة لتعزيز الصمود والحد من أثر التغيرات المناخية وحالات الطوارئ التي يمكن أن يتعرضوا لها.
وأوضح الوزير أن الحكومة السورية ممثلة بوزارة الزراعة أولت اهتماماً بالغاً بمبادرة يداً بيد التي أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة، وهي تأتي ضمن الجهود المبذولة لتحسين مستوى معيشة المواطنين ومكافحة الفقر، والقضاء على الجوع، وفي إطار شمول الجميع، صدرت وتصدر باستمرار مجموعة من الأطر القانونية والتنظيمية الداعمة لهذا التوجه، حيث صدرت العديد منها في مجالات الإعفاءات والتسهيلات الممنوحة لتوفير مدخلات الإنتاج الزراعي والمشاريع الزراعية، وتمكين بيئة المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر من خلال تنظيم عمل المؤسسات المالية في هذا الشأن، وغيرها.
وقال الوزير: وفي هذه المناسبة أتوجه بالشكر والتقدير لمنظمات الأمم المتحدة المعنية بالزراعة والغذاء، وأثمن جهودهم وحرصهم الصادق على بلوغ أهداف التنمية المستدامة، وأخص بالذكر الإطار الاستراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة 2022-2031، في التحول إلى نظم زراعية-غذائية أكثر كفاءة وشمولية ومرونة واستدامة، من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، دون ترك أي شخص يتخلف عن الركب.

وختم قائلاً: مع وجود فعاليات تتم معاً حالياً في أكثر من 150 بلداً حول العالم لإحياء هذه الاحتفالية، نتمنى أن تتوج هذه الإضاءة بالنتائج المفيدة خاصة وأن الأيام المقبلة مليئة بالتحديات ولا يمكن مواجهة كل الصعوبات والمعوقات إلا بمزيد من التعاون والتنسيق المشترك لتخفيف عدد الذين يعانون من الفقر وانعدام الأمن الغذائي ونقص التغذية.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الحرارة إلى ارتفاع والجو ربيعي معتدل

توالي درجات الحرارة ارتفاعها التدريجي لتصبح حول معدلاتها أو أعلى بقليل في أغلب المناطق، ويبقى الجو بارداً نسبياً خلال الليل على المرتفعات الجبلية، نتيجة تأثر ...