رئيس الحرس الرئاسي في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني يبرر الانقلاب على الحكم السابق بـ”تدهور الوضع الأمني” في البلاد، الذي قوّضه عنف الجماعات المسلحة المتطرفة المتزايد، ويعلن نفسه رئيساً للمجلس الانتقالي.
أعلن رئيس الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تياني، اليوم الجمعة، وعبر التلفزيون الرسمي في النيجر، أنه أصبح رئيساً لمجلس انتقالي يحكم البلاد، بعد الاستيلاء على السلطة في انقلاب يوم الأربعاء ضد حكم الرئيس محمد بازوم.
وتلا الجنرال عبد الرحمن تشياني بياناً نقله التلفزيون الوطني في النيجر بصفته “رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن”، وهو المجلس العسكري الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم.
وبرّر تياني الذي بات الرجل القوي الجديد في النيجر الانقلاب على الحكم بـ”تدهور الوضع الأمني” في البلاد، الذي “قوّضه عنف الجماعات المسلحة المتطرفة”.
وكان عسكريون في جيش النيجر أعلنوا الأربعاء عزل رئيس البلاد محمد بازوم، بعد محاصرته وإغلاق الحدود البرية والجوية وفرض حظر التجوال.
وأعلن جيش النيجر، في بيان، “دعم إعلان مجموعة من العسكريين إطاحة رئيس البلاد محمد بازوم، من أجل المحافظة على سلامة الرئيس وأسرته، وتجنب المواجهة الدامية بين القوات العسكرية والمحافظة على تماسك الجيش”.
وحذّر الجيش من أن “أي تدخل عسكري خارجي من جانب أي طرف ستكون له عواقب وخيمة لا يمكن السيطرة عليها، وسيؤدي إلى فوضى في البلاد”.
بدوره، أعلن رئيس أركان القوات المسلّحة في النيجر، عبد الصدّيق عيسى، “تأييد إعلان” العسكريين الانقلابيين وضع حدّ “لنظام” الرئيس بازوم الذي يحتجزه أفراد من الحرس الرئاسي، فيما اتهم المجلس العسكري فرنسا بانتهاك قراره إغلاق الحدود.
وضع أمني متدهور رغم الحضور العسكري الغربي
والأسبوع الفائت، قتل 12 مزارعاً في النيجر في حقولهم في هجومين شنّهما مسلّحون في قريتين في بلدة أنزورو الواقعة ضمن نطاق منطقة تيلابيري في جنوبي غربي البلاد قرب مالي، وفق ما أفاد الجمعة مصدران محلي وأمني لوكالة “فرانس برس”.
وقبلها بأسبوع، قتل عنصر من الدرك النيجري و4 مدنيين في هجوم إرهابي على الطريق بين تورودي وماكالوندي (جنوبي غربي البلاد) قرب حدود بوركينا فاسو، استهدف دورية للدرك الوطني كانت في مهمة مرافقة لقافلة، وأصيب 19 شخصاً: 7 دركيين و5 عسكريين و7 مدنيين.
وتوجد في النيجر واحدة من أكبر قواعد الطائرات من دون طيار التي يديرها الجيش الأميركي، وأكثرها تكلفة، في مدينة أغاديز الشمالية، وهي مركز مراقبة وعمود أساسي لأرخبيل من المستوطنات الأميركية غربي أفريقيا.
وعلى مدار العقد الماضي، قفز عدد الأفراد العسكريين الأميركيين المنتشرين في النيجر أكثر من 900%، من 100 إلى 1001 عنصر، وشهدت النيجر كذلك انتشاراً للبؤر الاستيطانية الأميركية، كما أن هناك قواعد عسكرية فرنسية في الأراضي النيجرية، إذ تملك باريس نحو 1500 جندي فرنسي في النيجر، وتعدّ قاعدة مهمة لها.
وكان بازوم حثّ في منشور في مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، القوى الديمقراطية على مقاومة الاستيلاء على السلطة. وقال في رسالة عبر خدمة “أكس”، المعروفة سابقاً بـ”تويتر”، إن “المكتسبات التي تحققت بعد كفاح طويل ستُصان. وكل أبناء النيجر المحبين للديمقراطية والحرية سيحرصون على ذلك”.
وتُعدُّ النيجر، وهي دولة غير ساحلية في غربي أفريقيا، من أكثر البلدان التي تعاني انعدام الاستقرار في العالم. وقد شهدت 4 انقلابات منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960، إضافة إلى عدد من محاولات الانقلاب. وكان آخر الانقلابات في شباط/فبراير 2010، حين أطاح الرئيس مامادو تانجا.
وكانت آخر محاولة انقلاب قبل يومين من حفل تنصيب الرئيس الحالي محمد بازوم في آذار/مارس 2021.
وفاز بازوم (63 عاماً)، وهو حليف وثيق لفرنسا، بحصوله على 55% من الأصوات في الدورة الثانية من الانتخابات التي نظمت في شباط/فبراير 2021، في مقابل 44% من الأصوات حصل عليها خصمه محمد عثمان؛ مرشح المعارضة الذي سبق أن حكم البلاد في تسعينيات القرن الماضي.
سيرياهوم نيوز1-الميادين