في خطوة لافتة، تولّى المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين بنفسه تسريب معلومات حول نيته العودة إلى المنطقة قريباً، لاستئناف مساعيه من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. ونقل سياسيون على تواصل مع الرجل، أنه تحدّث خلال فترة الانتخابات الأميركية مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وشخصيات لبنانية، وأبلغهم أنه سيزور المنطقة خلال عشرة أيام. كما نُسب إليه قوله إنه «بات يعرف ما هي الخطوط الحمر في لبنان وما الذي يُريده رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، وبالتالي باتَ على قناعة بأن هناك إمكانية لإقناع الطرفين بوقف العمليات العسكرية والبدء بمفاوضات حول الوضع على الحدود من الجهتين».
وفيما لا توجد أي مؤشرات فعلية تدل على وجود تبدّل جوهري، فإن «الأجواء الإيجابية» لا تزال من مصدر واحد، وهو التسريبات المنسوبة إلى هوكشتين نفسه، علماً أن كثيرين يعتقدون بأنه بات عملياً عاطلاً عن العمل، ما يجعل من غير المنطقي التعامل مع هذه التسريبات بجدية، خصوصاً أن «أصدقاء هوكشتين من الإعلاميين اللبنانيين» هم من تولّوا تسريب معلومات أخرى مفادها أن المسؤول الأميركي تلقّى اتصالاً من الرئيس المنتخب دونالد ترامب طلب منه فيه الاستمرار في مهمته. أضف إلى ذلك أن «التجربة مع الرجل ليست مشجّعة، وهذه ليست المرة الأولى التي يشيع فيها أجواء جيدة ويؤكد أن إدارته تقود جهوداً دبلوماسية جدّية لإنهاء الحرب، ثم يأتي إلى لبنان ويُغادر وتتبع جهوده ضربات إسرائيلية كبيرة».
وفي هذا السياق، أكّدت مصادر مطّلعة أن لبنان «لم يتبلّغ بأي موعد رسمي لمجيء هوكشتين، وأن الكلام عن زيارته متصل بما قاله هو وحسب»، متسائلة ما إذا كان «باستطاعة الرجل أن ينجح في مهمته في الأسابيع القليلة المتبقية بينما عجز عن ذلك طوال عام». ولفتت إلى أن الحديث عن الزيارة يتزامن مع ما يتردد عن نية العدو الإسرائيلي توسيع عمليته البرّية، والحديث عن قرب الرد الإيراني، حيث يخشى أن تتدحرج الأمور إلى تصعيد كبير في المنطقة، خصوصاً أن الانتخابات الأميركية التي كانَ ينتظرها الجميع انتهت، ومن غير المعروف كيف سيكون المشهد في الوقت المتبقّي قبل تسلّم الإدارة الجديدة البيت الأبيض.
لقاء بين نواب حزب الله والاشتراكي ورسالة تقدير لمواقف جنبلاط
داخلياً، ووسطَ الانقسام السياسي الحادّ بشأن الكثير من الملفات الضاغطة، يتقدّم ملف النزوح وكيفية معالجته على كل ما عداه. وفي هذا الإطار، سُجّل أول لقاء مباشر بينَ حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي منذ بداية عدوان أيلول، إذ عقد نواب من كتلة «الوفاء للمقاومة» ومن «اللقاء الديمقراطي» اجتماعاً في مجلس النواب ناقشوا فيه التطورات السياسية والأمنية وتداعياتها على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية. وخُصّصت في اللقاء مساحة كبيرة لملف النازحين وللجهود التي يبذلها الاشتراكي في مناطق الجبل التي استقبلت أعداداً كبيرة من النازحين. وعلمت «الأخبار» أن نواب حزب الله نقلوا باسم قيادة الحزب رسالة تقدير إلى النائب السابق وليد جنبلاط على مواقفه الإيجابية وتعامله وسياسته على كل المستويات، وخصوصاً استقبال النازحين والاهتمام بهم، وهو «موقف يقف عنده الحزب ويثمّنه جيداً».
في غضون ذلك، لا تزال مواقف قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع حول انعقاد مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية من دون حضور النواب الشيعة تتفاعل. وآخر التعليقات، ما نُسب إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي قال لزواره إنه «يسعى إلى تثبيت الوضع الداخلي في لبنان، وحماية السلم الأهلي، ولا يوافق على أي موقف من شأنه تعزيز الانقسام بين اللبنانيين، خصوصاً أن الجيش موجود على الأرض ويتحسّب من حصول توترات بين أنصار القوى السياسية المختلفة حول ما يجري الآن».
وبحسب الزوار، فإن قائد الجيش أكّد أنه «لا يتعاطى في الأمور السياسية، ولكنه مضطر في بعض الأحيان إلى لفت شخصيات وقوى سياسية إلى أهمية الانتباه من إطلاق أي مواقف تقود إلى توترات». وقال هؤلاء إن القائد «يعتقد بأن لبنان يجب أن يكون محكوماً بتوافق جميع مكوّناته، وأنه ليس منطقياً أن يبحث البعض في عزل هذه القوة أو هذه الطائفة».
سيرياهوم نيوز١_الاخبار