تواصلت أمس عمليات حزب الله ضد المواقع الإسرائيلية انطلاقاً من جنوب لبنان باتجاه شمال فلسطين المحتلة، فيما واصل الإسرائيليون بثّ الشكوى من جرّاء الوضع الذي أوقعتهم فيه المقاومة. مقابل عودة لغة التهديد بشن حرب على لبنان.وقد أعرب رئيس أركـان جـيـش الإحـتـلال الإسـرائـيـلـي هـرتـسـي هـالـيـفـي عن إعتقاده بأن إحتمال نشوب حرب مع لبنان في الشهور المقبلة كبير جدا. وقال في لقاء مع أركان قيادة المنطقة الشمالية «اننا نعمل لرفع الجاهزية للحرب في لبنان، ولدينا الكثير من العبر من الحرب في غزة والعديد منها ملائمة أيضًا للقتال في لبنان وأخرى يجب ان نقوم بملائمتها».
وقال بعد مشاركته في تدريبات قامت بها قواته في منطقة قريبة من الحدود مع لبنان ان «هدفنا في لبنان واضح، ونريد تحقيق هدف واضح يتمثل بإعادة السكان إلى الشمال وأعني كل بلدات الشمال». واضاف :» لا أعرف توقيت الحرب في الشمال لكنني أستطيع أن أقول أن احتمال نشوبها في الأشهر المقبلة أكبر مما كان عليه في الماضي».
وتحدث عن تصوره للحرب المقبلة قائلا :» نحن نواجه حزب الله الان، لكننا سنبدأ الحرب مع الكثير من الميزات، وكذلك القدرة على الانتصار. ونحن لدينا الثقة الذاتية في النفس مقابل ثقة منخفضة عندهم (حزب الله) كما لدينا خبرة متزايدة لدينا ومع قدرات وعناصر مفاجئة وقد حصل ذلك». وتوجه الى الضباط قائلا :»ما تبقى هو التدريب بشكل جدي إلى جانب روح قتالية للأفراد وعندما نحتاج لذلك سنمضي قدمًا بكل القوة».
وبحسب مقارنة، لخصت وسائل إعلام اسرائيلية مشاهد تشييع شهداء حزب الله وسط مراسم حاشدة، فيما يُدفن القتلى في المستوطنات الشمالية في الظلام وبحضور عدد محدود من المشيّعين. وقال معلقون صهاينة : «من جانبنا فقدوا الردع وشرفهم الوطني وتعرّضوا لإذلال جماعي»،وتحدّثت «يديعوت أحرونوت» عن «كابوس صواريخ حزب الله المضادّة للدروع»، مشيرة إلى أن «هناك عدداً غير قليل من العائلات الإسرائيلية يواجه دماراً هائلاً لحق بمنازله، بعضها يحتاج إلى الهدم وإعادة البناء، والبعض الآخر سيتعيّن تجديده، فيما هناك من لن يعود إلى الشمال خوفاً من تكرار السيناريو الذي حدث في غزة» في السابع من تشرين الأول الماضي. بدوره، قال رئيس «منتدى خط المواجهة في الشمال»: «نحن، رؤساء السلطات، ملزمون بإعطاء سكاننا إجابات. وفي كل شهر نقول لهم كونوا صبورين، لا يوجد تاريخ عودة، ولا توجد معرفة متى ستعودون إلى أعمالكم، ولا توجد معرفة متى ستُفتح المدارس».
إلى ذلك، نقلت مصادر عبرية أن حزب الله وجّه رسائل تهديد مباشرة إلى رؤساء المستوطنات الحدودية من دون أن توضح الوسيلة التي اعتُمدت لذلك. وأشارت إلى أنه جاء في الرسالة الموجّهة إلى رئيس مجلس المطلة ديفيد أزولاي: «ابتعد عن المطلة ولا تختبئ مثل الفأر، سنصل إليك أينما كنت»، فيما تضمّنت الرسالة إلى رئيس بلدية كريات شمونة أفيحاي شتيرن:
«تعلّموا مما يحدث في سديروت واطلبوا من حكومتكم وقف العدوان على غزة». وجاء في الرسالة إلى رئيس لجنة موشاف مرغليوت إيتان دافيدي: «لقد نجوت بمعجزة. في المرة الثالثة لن نضيّع الهدف». وأفادت المصادر بأن الرسائل نُقلت إلى القيادة الشمالية في الجيش.
وفيما كانت صحيفة «معاريف» تستذكر ضربة قاعدة ميرون الجوية في السادس من الشهر الجاري، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال «فُوجئ بالصواريخ المضادة للدروع التي أطلقها حزب الله على القاعدة حيث كان الهجوم ناجحاً»، متسائلة «ما الذي سيمنع حزب الله من مفاجأتنا مرة أخرى بإطلاق آلاف الصواريخ على حيفا وتل أبيب؟»، تحدّثت وسائل إعلام عن تصاعد للدخان من منطقة ميرون في الجليل الأعلى والاشتباه بسقوط صاروخ أُطلق من لبنان، قبل أن تفيد عن تسلل مُسيّرة في منطقة جبل ميرون ودوي صفارات الإنذار في المنطقة.
واستهدف حزب الله تجمّعات لجنود العدو في محيط موقعَي الراهب والعباد وفي تل شعر، وانتشاراً لجنود العدو في محيط موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. ورداً على اعتداءات العدو على القرى والمنازل المدنية، استهدفت المقاومة مستعمرة المنارة «بالأسلحة المناسبة، ما أدى إلى إصابة أحد المباني فيها»، مؤكدة في بيان أن «أي اعتداء على أهلنا وقرانا سيُقابل بالمثل».
وأعلن الحزب استشهاد المقاوم رشيد محمد شغليل (تمنين الفوقا – البقاع)، فيما نعت حركة حماس القسامي وليد أحمد حسنين من مخيم المية ومية في صيدا، مشيرة إلى أنه استشهد في جنوب لبنان ضمن معركة طوفان الأقصى.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية