قال الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن منع الطيران الإيراني من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي أتى «تنفيذاً لأمر إسرائيلي»، وشدّد على أن على إسرائيل أن تنسحب من كامل الأراضي اللبنانيّة في 18 شباط، «وعدم البقاء تحت أي ذريعة. وإذا بقي الإسرائيلي في مكان فهو مُحتل، والكل يعلم كيف يتم التعامل مع الاحتلال».
وفي كلمة بمناسبة ذكرى «الشهداء القادة»، أشار قاسم إلى أن قرار منع الطيران الإيراني من الهبوط في المطار أتى بعد «اتصال برئاسة الحكومة تضمّن تهديداً بقصف مدرج المطار».
وأضاف أن رئيس الحكومة تمام سلام اتخذ القرار «تحت عنوان سلامة الطيران والمدنيّين. لكنّ المشكلة ليست في تأمين المدنيّين، بل في أن القرار أتى تنفيذاً لأمر إسرائيلي، وبأننا نطبّق مطالب الاحتلال»، متسائلاً: «أين السيادة الوطنيّة؟». ودعا الحكومة إلى إعادة النظر في القرار، وإلى «أن تعبّر عن موقفها السيادي بقبول أي طيران في العالم». ولفت إلى أن حزب الله دعا السبت الماضي إلى اعتصام سلمي تعرّض فجأة لإلقاء القنابل المسيّلة للدموع، فيما كان يمكن التعاطي مع اللجنة المنظّمة وحلّ أي إشكال، ولا لزوم لأي إشكال داخلي أو دخول أحد على الخط ليورّطنا في مشاكل بين الجيش والشعب. نحن والجيش إخوة وأحبّة»، مؤكداً «أننا ضد الاعتداء على اليونيفل ولم تدع أي جهة لذلك»، داعياً إلى أن «نتعامل بحكمة مع هذه الأمور وأن نعيد الطيران الإيراني إلى لبنان كجزء من سيادة البلد»، ومشيراً إلى أن «تشييع السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين يجب أن يؤخذ في الاعتبار».
وشدّد قاسم على أن على إسرائيل أن تنسحب من كامل الأراضي اللبنانيّة في 18 شباط، «وعدم البقاء تحت أي ذريعة، لا النقاط الخمس ولا غيرها، لأن هذا هو الاتفاق. وإذا بقي الإسرائيلي في مكان ما سيكون مُحتلاً، والكل يعلم كيف يتم التعامل مع الاحتلال». وأكّد على «مسؤوليّة الدولة اللبنانيّة أساساً وحصراً في هذه المرحلة، أن تعمل بكل جهد، بالضغوطات السياسيّة، بعلاقاتها، بأيّ عمل آخر، من أجل أن تجعل إسرائيل تنسحب في 18 شباط وأن لا تعطي فرصة لا لنقاط ولا لقطعة أرض. وعلى الدولة اللبنانيّة أن تتخذ موقفاً صلباً» في هذا الشأن.
وأشار قاسم إلى أن الاستحقاق الثاني أمام الحكومة بعد تأمين الانسحاب الإسرائيلي «يتمثل في إعادة الإعمار، وأن تأتي بتبرّعات أو تدعو لمؤتمرات أو تستعين بدول، ونحن حاضرون للتعاون. هذه مسؤوليّة الدولة لأن ما هدّمته إسرائيل هدّمته في الدولة اللبنانيّة وعلى الدولة اللبنانيّة أن تتحمّل مسؤوليّة ما هُدّم لمواطنيها». وأكّد «أننا لا نتنصّل أبداً، بل نساعد ونتصدّى قبل أن تتصدّى الدولة، وسنبقى مع الناس مهما كانت الصعوبات، ولن نتركهم لا في الإيواء ولا في الترميم ولا في الإعمار. نحن ملتزمون بذلك».الحكومة
نفّذت قراراً إسرائيلياً بمنع الطيران الإيراني وحزب الله ضد الاعتداء على اليونيفل
وأوضح قاسم أن الثنائي أمل وحزب الله سعى «من أجل أن تنتظم المؤسسات، والكل يعلم أننا كمّلنا انتخاب الرئيس جوزيف عون وكنّا جزءاً لا يتجزأ من صناعة الوفاق الوطني، ورجّحنا. وكنا جزءاً مُسهّلاً في تشكيل الحكومة، ومرتاحون لإنجاز هذا الاستحقاق الدستوري الذي يساعد في تقليعة البلد، ودور حزب الله وحركة أمل كان أساسياً في عملية التسهيل. ستسمعون تشويشاً من بعض الفئات التي تعطّل وتريد وضع مشكلة التعطيل عندنا. لاحقاً سيثيرون مشكلة تحت عنوان البيان الوزاري». وأكّد «حق الشعب اللبناني بأن يدافع ويواجه العدو الإسرائيلي ولا أحد يستطيع منع هذا الحق. هذا حقٌّ مُكرّس بالدستور والبيانات الوزاريّة والطائف وحتى في الأمم المتحدة. وإن شاء الله سنصل إلى نتيجة في هذا الأمر، وتنتقل الحكومة إلى العمل الحيوي». وشدّد على «أننا سنعمل مع حركة أمل وكل القوى السياسيّة الفاعلة للنهوض بالبلد، وسنكون شركاء، وسنمد أيدينا لبعضنا، ونحن حاضرون للتعاون مع الجميع ونُقر الإصلاحات الضروريّة ونعمل على رد أموال المودعين ونحارب الفساد وتفعيل الجسم القضائي وحسم القضايا العالقة وإقرار التعيينات الإداريّة».
وفي الشأن الفلسطيني، وصف قاسم مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من القضية الفلسطينية وفلسطين، بـ«الخطيرة جداً، إذ تريد إنهاء فلسطين والشعب الفلسطيني، وهي عملية إبادة سياسية بعد أن عجز (بنيامين) نتنياهو وأميركا عن تحقيق الإبادة البشرية المباشرة من خلال العدوان». وأضاف أن «هذه الإبادة السياسية غير قابلة للتطبيق أبداً مع الشعب الفلسطيني الذي قدّم كل هذه التضحيات. واليوم ثبت أكثر من أي وقت آخر أنّ كل ما تفعله إسرائيل هو بإدارة وتوجيه ودعم وتسليح أميركي، وأنّ وظيفة إسرائيل أن تُحقّق أهداف أميركا التوسعية.
هذا المشروع الأميركي خطر على الجميع، على الدول العربية والإسلامية. المشكلة ليست قضية فلسطين، بل مشكلة الاحتلال الإسرائيلي بإدارة أميركية لاقتلاع فلسطين والمنطقة العربية والتحكم بالعالم»، مشيراً إلى أن «الصمت العربي والدولي خلال العدوان ساعد للوصول إلى هذا الموقف الأميركي. اليوم ترامب يواجه كل المنطقة، ويريد أن يُهجّر الفلسطينيين إلى مصر والأردن والسعودية وبلدان أخرى. وندين ونرفض بشدة أي تهجير للفلسطينيين إلى أي مكان، إلى مصر والأردن والسعودية، كل هذه البلدان يجب أن تكون محمية وحاضرة ومتعاونة وترفض هذا الأمر كرمى لفلسطين أولاً وكرمى لها ولشعوبها. كما نرفض التهجير إلى لبنان وإلى غيره». وأضاف: «يجب أن تكون الدول العربية والإسلامية حاضرة لمنع التهجير. ونحن في حزب الله حاضرون لنكون جزءاً من خططكم في منع التهجير».
وكان قاسم بدأ كلمته بتقديم التعزية في الذكرى العشرين لشهادة رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، إلى «عائلته وتياره السياسي والشعب اللبناني ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لنستلهم الدروس والعبر في أن نكون دائماً مُوحّدين ومتعاونين وأن تتحول دماء الشهادة إلى قوة لمصلحة لبنان ومصلحة مسيرتنا». وتحدّث بإسهاب عن مسيرة الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والقائد الجهادي عماد مغنية، ودعا إلى أوسع مشاركة في تشييع السيدين نصرالله وصفي الدين، و«إلى أعلى درجات الانضباط في المسيرة التي ستكون ضخمة جداً».
أخبار سوريا الوطن١ الأخبار