سماهر الخطيب
أكد وزير المهجّرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين أنه يجب أن يتم البحث في أقرب اجتماع لمجلس الوزراء اللبناني في زيارات رسميّة إلى سورية لمناقشة موضوع النازحين السوريين، مشدداً على أن العقدة الأساسية التي تؤخر العودة هي الحصار الغربي المفروض على سورية، على حين أكدت قبرص أنها من بين ثماني دول أعضاء على الأقل في الاتحاد الأوروبي تريد إعلان مناطق آمنة في سورية، لكي يتسنى للاجئين من العودة.
شرف الدين في تصريح خاص لـ«الوطن» شدد على أهمية التوصيات التي أقرها مجلس النواب اللبناني في الجلسة التي خصصت لمناقشة الهبة الأوروبية البالغة مليار يورو وقضية النازحين السوريين في حضور الحكومة اللبنانية ورئيسها حول آلية معالجة الأزمة وتداعياتها قائلاً: إن «أهمية هذه التوصيات تكمن في أن هذه المرة الأولى التي يجتمع بها مجلس الوزراء مع مجلس النواب ويخرجون بتفاهم وبتوصيات مشتركة، والمهم أن تتفعل اليوم اللجنة التي تشكلت وأن تعمل بالتوصيات التي ذكرت»
ونوه بتعاون الحكومة السورية في المرات السابقة التي زار فيها دمشق لبحث مسألة النازحين، حيث أبدت استعدادها لتقديم كل التسهيلات والخدمات التي يتمتع بها أي مواطن سوري من استشفاء مجاني وتعليم مجاني.
وأكد شرف الدين أن جميع العروض الأوروبية «الفرنسية والقبرصية» بمساعدة لبنان في حل مسألة النازحين تبقى مجرد وعود طالما هناك عقوبات «قيصر»، مشيراً إلى أن العقدة الأساسية التي تؤخر العودة هي الحصار الغربي المفروض على سورية، قائلاً: «لو لم يكن هناك حصار لما كنا ألححنا على تعويضات الحرب ولم نكن لننتظر إعادة الإعمار بل كنا سننطلق ولكن نريد رفع الحصار».
ودعا الدول التي تدعي حماية حقوق الإنسان للمطالبة برفع الحصار عن سورية لأن هذا حصار على الشعب السوري والشعب اللبناني، وضرورة أن يكون لديهم ذرة ضمير ويطالبوا بانسحاب القوات الأميركية من شمال سورية لأن القواعد الأميركية هناك تسيطر على منابع البترول والثروات النفطية وحتى على حقول القمح، وبالتالي فإنها تستفيد من هذه الأموال بتمويل الجماعات المسلحة، وقال:« طلبت من دولة الرئيس (نجيب ميقاتي) في بروكسل أن يطالب بفك الحصار عن سورية وتشكيل لجنة ثلاثية وتسديد المساعدات في الداخل السوري».
وحول السبب الذي يمنع من أن يكون هناك تواصل ثنائي بين الحكومتين السورية واللبنانية بشكل مباشر ومنفرد دون أن يكون هناك دور لما يسمى مؤتمر المانحين في بروكسل أو غيرها باعتبار أن الأزمة تضغط على الدولتين معاً قال: «طالما ليس هناك توافق على لجنة ثلاثية والرفض هو من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والدول المانحة بالتالي نحن لنا الحق في ذلك ولا سيما أننا لسنا موقعين على مرسوم 1951 ولا بروتوكول 1967 ما يعني أن لنا الحق بالذهاب نحو لجنة ثنائية مئة بالمئة والتلكؤ كان من جانبنا وليس من الدولة السورية والآن تم اتخاذ القرار السياسي نتيجة الضغط الشعبي والبرلماني والحكومي فبات هناك قرار سياسي بالذهاب إلى سورية».
وقال شرف الدين: إنه «في أقرب اجتماع لمجلس الوزراء، يُفترض أن يتمّ البحث في زيارات رسميّة إلى سورية، ويجب أن تبدأ هذه الزّيارات وأنا جاهز شخصيًّا في هذا الإطار».
في غضون ذلك أكدت قبرص أنها من بين ثماني دول أعضاء على الأقل في الاتحاد الأوروبي تريد إعلان مناطق آمنة في أجزاء من سورية، لكي يتسنى للاجئين من العودة، وذلك حسبما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
واستضافت الجزيرة المتوسطية، وهي أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى سورية، مؤتمراً للدول الأعضاء التي تدعم اقتراحها، بعد أيام فقط من توقيع الكتلة المكونة من 27 عضواً على إصلاح شامل لسياسات الهجرة واللجوء.
وحسب الموقع، فإن المشاركين الآخرين هم النمسا وجمهورية التشيك والدنمارك واليونان وإيطاليا ومالطا وبولندا.
وأوضح الموقع، أن الدول الثماني هي جزء من مجموعة أوسع تضم 15 دولة عضواً، دعت الأربعاء إلى «طرق جديدة» للتعامل مع المهاجرين غير الشرعيين، من بينها إرسال بعضهم إلى دول ثالثة، حيث يخطط الاتحاد تنفيذ إصلاح شامل لسياسة اللجوء.
وقال وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو: إن «الحكومات الثماني تعتقد أنه بعد 13 عاماً من الصراع، يحتاج الاتحاد إلى إعادة تقييم الظروف الأمنية المتغيرة في سورية».
وتشهد قبرص تدفقاً متزايداً للمهاجرين السوريين من لبنان، على وقع التصعيد العسكري بين حزب اللـه والاحتلال الإسرائيلي، ما أضعف من قدرة لبنان في مراقبة المياه الإقليمية ومنع مغادرة قوارب المهاجرين.
سيرياهوم نيوز1-الوطن