قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن بلاده تخوض مفاوضات “معقدة للغاية”، لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وتحدث نتنياهو، في مستهل الاجتماعي الأسبوعي لحكومته، عقب جلسة نقاش أجراها مع الوفد الإسرائيلي المفاوض قبيل توجهه إلى القاهرة لإجراء مفاوضات حول صفقة لوقف الحرب وتبادل أسرى مع حركة حماس، وفق صحيفة “معاريف” العبرية.
وأضاف نتنياهو أن “إسرائيل مستعدة لمواجهة أي تهديد، سواء في الدفاع أو الهجوم”.
وتابع: “مصممون على الدفاع عن أنفسنا، ومصممون أيضا على جعل أي عدو يجرؤ على مهاجمتنا من أي ساحة، يدفع ثمنا باهظا”، على حد قوله.
ومنذ نحو 20 يوما، تتأهب إسرائيل لرد فعل من إيران و”حزب الله” على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بطهران نهاية يوليو/ تموز الماضي، والقيادي العسكري بالحزب فؤاد شكر ببيروت في اليوم السابق.
وبينما تبنت تل أبيب اغتيال شكر، تلتزم الصمت حيال اتهام إيران وحماس لها باغتيال هنية عبر قصف مقر إقامته خلال زيارة لطهران، وإن ألمح نتنياهو لمسؤولية بلاده، التي تمتلك سجلا طويلا من الاغتيالات داخل وخارج فلسطين.
ومضى نتنياهو، قائلا: “نتفاوض لإطلاق سراح المختطفين”.
واعتبر أن تل أبيب تخوض مفاوضات “معقدة للغاية”.
وقال نتنياهو: “نخوض مفاوضات أخذ وعطاء، وليس عطاء وعطاء”.
وأردف: “هناك أشياء يمكننا أن نكون مرنين بشأنها، وأشياء أخرى لا يمكننا أن نكون مرنين بشأنها ونصر عليها. ونعرف جيدا كيف نفرق بين الاثنين”، دون إيضاحات.
وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني، وتقدر وجود 115 أسيرا إسرائيليا بغزة، أعلنت حماس مقتل أكثر من 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل.
ـ “مبادئ” 27 مايو
نتنياهو زاد بقوله: “نتمسك بالمبادئ التي أرسيناها، وهي ضرورية لأمن إسرائيل، وهذه المبادئ تتفق مع مخطط 27 مايو (أيار) التي حظيت بدعم أمريكي”.
وقال نتنياهو: “حماس حتى هذه اللحظة متمسكة برفضها، ولم ترسل حتى ممثلا عنها إلى محادثات الدوحة”.
وطالبت حماس وفصائل فلسطينية أخرى بإلزام إسرائيل بما سبق الاتفاق عليه، استنادا إلى مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووضع آليات لتنفيذه، بدلا من إجراء مزيد من المفاوضات مع استمرار المجازر الإسرائيلية.
وادعى نتنياهو أن “الضغط يجب أن يوجه نحو حماس و(رئيس مكتبها السياسي يحيى) السنوار، وليس ضد الحكومة الإسرائيلية”.
ويقصد نتنياهو بمبادئ 27 مايو؛ ما تحدث عنه في هذا التاريخ بشأن تقديمه مقترحا للوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، يتضمن السيطرة على محور فيلادلفيا (صلاح الدين) ومعبر رفح على الحدود بين غزة ومصر.
كما تحدث آنذاك عن منع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية من جنوب قطاع غزة إلى شماله، وإمكانية استئناف الحرب، في حل تعثر تطبيق أي اتفاق مع حماس.
وتصر حماس في المقابل على إنهاء الحرب على قطاع غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، ضمن أي اتفاق لتبادل أسرى.
ـ شروط جديدة
وحديث نتنياهو عما أسماه “مبادئ 27 مايو” يعني وفق مراقبين إصرارا على شروط ترفضها حماس، بل وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس المخابرات الخارجية (الموساد) دافيد برنياع من أنها ستعرقل إبرام أي اتفاق.
ومساء الجمعة، عاد وفد التفاوض الإسرائيلي، برئاسة برنياع، إلى تل أبيب، بينما بقي في الدوحة وفد عمل بمستوى أقل، حسب إعلام عبري.
وسيغادر الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة، الأحد؛ لإجراء مزيد من المباحثات، تزامنا مع زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، في محاولة لتضييق الفجوات في قضايا خلافية.
وحسب القناة “12” العبرية (خاصة)، تأمل الولايات المتحدة في عقد اجتماع آخر نهاية الأسبوع الجاري، لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل اتفاق.
وأعلن الوسطاء، مساء الجمعة، أن الولايات المتحدة قدمت مقترحا جديدا لتقليص الفجوات بين إسرائيل وحماس، وفق بيان مصري قطري أمريكي مشترك في ختام اليوم الثاني والأخير لجولة محادثات الدوحة.
وتأمل واشنطن أن يسهم اتفاق بين حماس وإسرائيل على وقف الحرب وتبادل أسرى في ثني إيران و”حزب الله” عن الرد على اغتيال هنية وشكر.
وفي 2 يوليو/ تموز الماضي، قدم الوسطاء لحماس بنود إطار لاتفاق، استنادا إلى مقترح إسرائيلي عرضه بايدن نهاية مايو/ أيار الماضي.
وهذه البنود تتضمن وقفا شاملا للحرب وانسحابا إسرائيليا كاملا من قطاع غزة وكسر الحصار وإعادة فتح المعابر وإعمار القطاع وتبادل أسرى.
لكن إسرائيل ترفض إنهاء الحرب، وتواصل ارتكاب المجازر ووضع شروط جديدة، لاسيما البقاء في ومحور فيلادلفيا وممر نتساريم وسط قطاع غزة.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد إلى “توجيه الضغوط على حركة حماس”، مستنكرا “رفضها المتعنت” للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وذلك قبيل زيارة جديدة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل.
وقال نتانياهو وفق ما جاء في بيان لمكتبه أن “حماس حتى الآن مصرة على رفضها ولم ترسل حتى ممثلا لها إلى مفاوضات الدوحة. لذلك يجب أن يوجه الضغط على حماس و(رئيس مكتبها السياسي يحيى) السنوار، وليس على الحكومة الإسرائيلية”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم