| حلب- خالد زنكلو
تصاعدت حدة الفلتان الأمني في مناطق متعددة يحتلها النظام التركي في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، في صراع المرتزقة الإرهابيين الممولين منه على النفوذ والسلطة والمال.
وبدا أن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان عاجز عن ضبط إيقاع المواجهات المتتالية والمتجددة بين مرتزقته التي لا تكف عن الاقتتال لتقوية موقعها والحصول على امتيازات جديدة شرعها لها المحتل التركي، الذي عجزت إجراءاته أيضاً عن وضع حد للتدهور الأمني الذي تشكله عمليات القتل والمفخخات التي تضرب هنا وهناك.
وتجددت الاشتباكات أمس، لليوم الثاني على التوالي، في بلدة ميدانكي جنوب شرق عفرين المحتلة بريف حلب الشمالي بين مجموعتين متناحرتين تابعتين لما يسمى «فيلق الشام»، وهو الميليشيا الأكثر قربا وتبنيا من الاستخبارات التركية، دون أن تتمكن «الشرطة العسكرية» التابعة لما يسمى «الجيش الوطني»، المشكل من النظام التركي في المناطق التي يحتلها، من احتواء تداعياتها التي طالت المدنيين، وذلك وفق قول مصادر أهلية في ميدانكي لـ«الوطن».
وأوضحت المصادر، أن قذائف الهاون التي سقطت على أحياء ميدانكي جراء الاشتباكات بين الميليشيات، فرضت حظر تجوال على السكان بعد إصابة اثنين منهما بجروح بليغة.
وأشارت إلى أن الوساطات من متزعمين في «الجيش الوطني» فشلت في وقف الاقتتال، الذي استخدمت فيه الرشاشات المتوسطة والثقيلة وقذائف الهاون و«الآر بي جي»، سوى لساعتين مساء أول من أمس إثر محاصرة مقار المجموعتين من بعضهما بعضاً داخل البلدة.
وأعاد ذلك إلى الأذهان، المواجهات التي اندلعت بين ميليشيا «أحرار الشرقية» و«الفرقة 51» داخل مدينة عفرين والتي أودت بحياة اثنين منهما الأحد الماضي، والتي سبقها بيوميـن مواجهات بين ميليشيا «أحرار الشام» وميليشيا «الجبهة الشـامية» في بلدة عولان شرقي مدينة البـاب بريـف حلـب الشـمالي الشـرقي، حيث سقط 5 قتلى وأكثر من 12 جريحا في الاقتتال الذي نشب بينهما على خلفية فصل قيادي من الأولى وتعيين بدلاً منه من قبل ما يسمى قيادة «الفيلق الثالث» الذي تنضوي الثانية ضمن صفوفه، وفق قول مصادر أهلية في المدينة لـ«الوطن».
ونوهت المصادر بأن تداعيات الاقتتال لا تزال حاضرة إلى الآن عبر توترات وشد وجذب في صفوف الفريقين على الرغم من جهوده الوساطة التي بذلها متزعمو ما يسمى «الجيش الوطني» بعد خروج مظاهرات في مدينة الباب منددة بتجاوزات الميليشيات وارتكابها مجازر بحق الأهالي وترويع أمنهم بشكل مستمر.
على صعيد عمليات القتل المتنقلة بين منطقة وأخرى واقعة تحت الاحتلال التركي، أطلق أمس مجهولون كانوا يستقلون سيارة من طراز «فان» النار على حاجز تابع لـ«الجيش الوطني» عند مدخل بلدة سجو شمال مدينة إعزاز، ما تسبب بمقتل 5 من مسلحي الحاجز وإصابة 4 بجروح، وفق ما ذكرت مصادر محلية في إعزاز لـ«الوطن».
ونفت المصادر ادعاء متزعمي الميليشيا بأنهم ألقوا القبض على بعض منفذي الهجوم وجرحوا بعضهم الآخر، ولفتت إلى أن منفذي الهجوم لاذوا بالفرار. وأشارت إلى أنه، ولحفظ ماء متزعمي الميليشيا، أصدروا بياناً اتهموا فيه خلايا نائمة من تنظيم «داعش» بتنفيذ الهجوم، الذي قامت به ميليشيات متناحرة مع «الجيش الوطني» ومن داخل صفوفه.
وبذلك، يصبح عدد القتلى الذين سقطوا في صفوف ميليشيات أردوغان جراء التناحر بينها شمال حلب منذ الجمعة الفائتة 12 قتيلاً، إلى جانب 16 جريحاً.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن