| وائل العدس
الأحد, 10-10-2021
«لما بتوصل لحلمك وبتلمسه وتتطلع فيه، بهديك اللحظة بيوقف الزمن وبتوقف الدنيا عن الحركة والدوران، كل شي بيثبت مع عيونك اللي معلقة بهالحلم، بتشوفه بعيون الطفلة الصغيرة اللي كانت تشوفه خيالات بسقف الغرفة وبباحة المدرسة وبالسما الكبيرة، وقت بتوصل حلمك بيصير في قيمة لذكرياتك لأنها حضنت هالحلم ووصلتك له، الذكرى إلها لون وريحة وصوت، ذكرياتي مكتوبة بأصوات كان صوتي يجرب لمسها بخجل».
بهذه الكلمات افتتحت الفنانة شهد برمدا حفلها الغنائي من خلال برومو لخص حياتها الفنية منذ بزوغ موهبتها في مرحلة الطفولة وحتى امتهانها الغناء ووصولها إلى مرحلة الاحتراف، عبر مطربين لهم ذكريات خاصة في قلبها.
برمدا أحيت الحفل في دار الأسد للثقافة والفنون مساء الخميس الماضي بمرافقة أوركسترا قصيد بقيادة الموسيقار كمال سكيكر.
بصوتها العذب الدافئ وبحضورها اللطيف قدمت برمدا أمسية ملونة الطابع، فيها من الطرب أكثره أصالة، ومن التراث أجمله، ومن الأغنيات الحديثة أقربها إلى الجمهور، في حفل تمحورت فكرته العامة حول محطات من حياتها تمثلت بأغنيات أثرت فيها، وشكّلت نقطة تحول ونقلة نوعية في مسارها الفني الذي بدأته في وقت مبكر من طفولتها.
برنامج متنوع
بإحدى أشهر أغنياتها الخاصة افتتحت برمدا الأمسية مع «بعد اللي صار» التي قدمتها قبل ما يقارب عشر سنوات وصورتها على طريقة الفيديو كليب في أول ألبوماتها الغنائية، وقد كتبها نزار فرنسيس ولحنها سمير صفير.
وللمطربة الكبيرة ميادة الحناوي قدمت أغنية «أنا مخلصالك» من ألبوم «أمر الهوى» من تأليف عمر بطيشة وألحان صلاح الشرنوبي.
كما اختارت برمدا أغنية «ها حبيبي» من ألبوم «بعد الحب» للفنان العراقي كاظم الساهر الذي لحنها بنفسه وكتبها كريم العراقي.
وبصوتها وجهت تحية لروح المخرج السوري الراحل حاتم علي عبر شارة مسلسل «أحلام كبيرة» التي غنتها نورا رحال من كلمات نزيه أبو عفش وألحان طاهر مامللي.
بعد ذلك، قدمت ميدلي للفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ ضم أغنيات «موعود، قارئة الفنجان، رسالة من تحت الماء».
وغنت من أشعار الشاعر الكبير الراحل نزار قباني أغنية «كلمات» للفنانة اللبنانية ماجدة الرومي من ألحان إحسان المنذر وهي من الألبوم الذي يحمل عنوان الأغنية نفسها.
وقبل أغنية الختام، أطربت بأغنية «دارت الأيام» للفنانة المصرية الراحلة أم كلثوم من كلمات مأمون الشناوي وألحان محمد عبد الوهاب.
ومع وصلة غنائية من التراث الحلبي والدمشقي الذي تحرص على تقديمه في حفلاتها؛ كان الختام مع «خمرة الحب» و«تحت هودجها» إضافة إلى أغنية «زينوا المرجة».
نكهة خاصة
أكدت برمدا أن الغناء على مسرح الأوبرا في دار الأسد يكتسب نكهة خاصة، لأنه يفرض على الفنان تقديم أغنياته بطريقة مختلفة ومتجددة وبروح مفعمة بالحب، مبدية سعادتها لتفاعل الجمهور الكبير الذي اعتبرته نجم الحفل الأول بهيبته وتفاعله اللامحدود.
وحول تعاونها مع المايسترو كمال سكيكر أوضحت أنها بُهرت بالمستوى العالي له ولكل الموسيقيين، ما انعكس على أدائها، وملأها بالحماس والسعادة.
وشددت على أن الكبيرة ميادة الحناوي عرابتها في الفن بل عرابة الحفل أيضاً، وأنها لم تكن يوماً تتخيل أن تدندن إحدى إغنياتها، وقالت: حفظت بقلبي وعيوني وحنجرتي شكلها وصوتها وروحها واقتربت منها وعانقتها، وكل عين تراني، تراها بداخلي لدرجة أنهم ظنوني ابنتها أو ابنة شقيقتها.
وأضافت إن الذكرى كانت حلماً واليوم أصبحت امتناناً للكبير نزار قباني لأنه المنقذ لكل فكرة سلبية تراودني، عندما أقرأ كلماته أو أحضر مقابلاته ينقذني ويشعرني أن الماضي الذي لم أعش فيه كان له طعم مختلف، والحاضر يتغير ويتجدد لأن روحه موجودة، وسيكون لي موعد مع كلماته في الغد القريب.
وبما يخص عبد الحليم فأشارت إلى أنها عاشت معه كل تفاصيل حياته اليومية لحظة بلحظة وخطوة بخطوة، معتبرة أنه نقطة القوة والضعف في حياتها ومسيرتها الفنية والملهم الأكبر لها.
كما عبرت عن إعجابها بصوت وجبروت وعظمة السيدة أم كلثوم.
وتابعت: عندما أقف على المسرح يرتجف قلبي، وخصوصاً عندما أدخل إلى ملعبي الحلبي، عندها تختلط مشاعري وتصبح روحي خفيفة وتطير، لكن الأرض تبقى تحتي ثابتة لأني في مكاني أنا.
واختتمت: حاتم علي قدم لنا أعمالاً صادقة ودافئة، وعندما أشاهدها لا أستطيع إلا أن أحلم أحلاماً كبيرة.
ونوهت بأنها عندما كانت تستمع أغنية «ها حبيبي» لكاظم الساهر كانت تضحك وعيونها تضحك وتتخيل نفسها تغنيها، لكنها لم تكن تتوقع أن تغنيها معه.
(سيرياهوم نيوز-الوطن)