آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » قراءات غربية في العدوان: مقاومة الضفة متجذّرة

قراءات غربية في العدوان: مقاومة الضفة متجذّرة

 

 

 

منذ بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، عدوانها الأوسع نطاقاً منذ سنوات على الضفة الغربية، مستهدفةً مختلف محافظاتها، ولا سيّما جنين وطولكرم وطوباس، وسط دعوات من المتطرفين في حكومة بنيامين نتنياهو إلى «تكرار» سيناريو غزة هناك، بدأ المحلّلون في الغرب تصدير قراءاتهم لـ«الوضع» في الضفة، ولا سيما في ما يتعلق بحالة المقاومة هناك، بعدما تعهدت الأخيرة برد قاس على الاعتداءات الإسرائيلية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن محلّلين قولهم إنّه رغم أنّ فصائل المقاومة في الضفة ليست بنفس قوة وتنظيم «حماس» في غزة أو «حزب الله» في لبنان، إلا أنّ المقاتلين فيها «أذكياء ويحفظون التضاريس، ويختبئون في منازل السكان المتعاطفين معهم، والأزقّة الشبيهة بالمتاهات، في مخيمات اللاجئين». وهم يحظون، أيضاً، بـ«دعم قوي داخل مجتمعاتهم»، والكثيرون منهم «مستعدون للموت» في سبيل القضية. وتنقل الصحيفة عن مايكل ميلشتاين، الرئيس السابق لـ«الشؤون المدنية الفلسطينية في الجيش الإسرائيلي»، قوله إن الجماعات المسلّحة في الضفة الغربية «تزداد قوة»، فيما يضع زعيم «حماس» الجديد هناك، زاهر جبارين، «جهداً هائلاً لتأجيج النيران في الميدان». ويتابع المحلّلون أنّ التنسيق بين مختلف فصائل المقاومة في الضفة ازداد بعد عملية «طوفان الأقصى». كما يقرّ هؤلاء بأنّ العنف الذي يرتكبه المستوطنون بحق المواطنين، إضافة إلى عدم الرضى عن السلطة الفلسطينية التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها «فاسدة ومتواطئة» مع الاحتلال، أسهم في زيادة نسبة التجنيد لدى القاومة.وانطلاقاً مما تقدّم، يقر عدد من المراقبين الإسرائيليين والغربيين بأنّ العملية الإسرائيلية الأخيرة لن تكون قادرة على القضاء على المقاومة، تماماً كما هو الحال في قطاع غزة، من دون التوصل إلى «حل جذري» للقضية الفلسطينية. على أن هكذا حلّ يبدو بعيد المنال؛ إذ إن رعاة الاحتلال الغربيين يظهرون قاصرين عن تسليط ضغوط حقيقية عليه. ورغم «العقوبات» التي تلجأ إليها واشنطن لمواجهة الأعمال العدائية للمستوطنين في الضفة، فقد ارتفعت نسبة تلك الأعمال بشكل كبير بعد السابع من أكتوبر؛ إذ استشهد ما لا يقل عن 628 فلسطينياً، وفقاً لتقديرات «الأمم المتحدة»، وأصيب نحو 5 آلاف و400 شخص، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، وسط تضييق مستمرة على حركة الفلسطينيين، ما يمنعهم في كثير من الأحيان من الحصول على الخدمات الطبية اللازمة.

يقر عدد من المراقبين بأنّ العملية الأخيرة غير قادرة على القضاء على المقاومة، تماماً كما هو الحال في غزة

 

ومع ذلك، تستمر الولايات المتحدة في الإيحاء بأنّها تحاول «وضع حد» لأعمال العنف في الضفة، إذ أعلنت، الأربعاء، فرض عقوبات على منظمة إسرائيلية غير ربحية ومسؤول عن الأمن في مستوطنة في الضفة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن منظمة «هاشومير يوش» غير الحكومية التي تقول إنها تساعد في حماية المستوطنين، قدمت دعماً ملموساً لبؤرة استيطانية مقامة من دون تصريح، وتخضع بالفعل لعقوبات. أمّا المسؤول المستهدف، طبقاً لميلر، فهو إسحق ليفي فيلانت، وهو مدني مسؤول عن تنسيق الأمن في مستوطنة «يتسهار»، قاد مجموعة من المستوطنين المسلّحين في شباط لوضع حواجز على الطرق والقيام بدوريات هدفها إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم.

من جهة أخرى، فإن العملية العسكرية الأخيرة، والتي لن تستثني المدنيين ولا الطواقم الإنسانية – إذ أعلنت «جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني»، الأربعاء، مثلاً، أن الجيش الإسرائيلي يعرقل عمل الطواقم الطبية ويرفض دخولها إلى مخيم «نور شمس»، قرب طولكرم، لتقديم مساعدات طبية -، من شأنها أن تلحق المزيد من الضرر بصورة الاحتلال على الساحة العالمية. وفي هذا الإطار، أدان مكتب «الأمم المتحدة» لحقوق الإنسان الهجوم الإسرائيلي، معتبراً أنّه تمّ «بطريقة تنتهك القانون الدولي، وتخاطر بتأجيج الوضع المتأزم بالفعل». كما دعا الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريش، إلى «وقف فوري» لعمليات إسرائيل في الضفة الغربية، مشيراً إلى أنّه «يدين بشدة الخسائر في الأرواح، بمَن في ذلك الأطفال».

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اليسار الراديكالي الفرنسي يتخذ خطوة أولى في مسعاه لعزل ماكرون

اتخذ حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي الثلاثاء خطوة أولى في الجمعية الوطنية في مسعاه لعزل الرئيس إيمانويل ماكرون، لكن فرص نجاحه ضئيلة للغاية. وقبل مكتب ...