مصعب أيوب
احتضنت خشبة القاعة متعددة الاستعمالات في دار الأسد للثقافة والفنون العرض المسرحي «أنت وأنا وبرج» ضمن قراءات مسرحية فرانكوفونية للمخرج الدكتور منتجب صقر، ليقدم ستة مشاهد بين المونولوج والدراما تتجلى فيها العلاقات الاجتماعية والأسرية.
مشاهد وعلاقات
وتمحور المشهد الأول «أخوات» حول عدد من المونولوجات قدمها ثلاثة ممثلين تجلى فيه الدور العظيم للأخت في المنزل فهي مدبرة بارعة لشؤون الأسرة وتعطيها ما استطاعت من قوتها وطاقتها.
أما المشهد الثاني فهو «الدرس» الذي جمع إحدى الطالبات بأستاذها ضمن درس خصوصي مجسدين من خلال ذلك المشهد والصورة النمطية لبعض النماذج التعليمية القائمة على التلقين الأعمى من دون التعمق في خفايا الأمور والتوسع في المناهج التعليمية في دعوة إلى ضرورة تقصي الأمانة المهنية، على حين كان المشهد الثالث «الممر» يتمحور حول الحياة والموت لتحمل الشخصية بعض الألم الذي يعبر عن معاناة صاحبها لتصبح حياة الفرد أشبه بممر غير معروف النهاية، وتلاه مشهد «الزوجان» من مسرحية خيالات الشيخ إحسان الذي تمحور حول فتور العلاقات الزوجية بسبب الظروف الاقتصادية وغلاء المعيشة ومحاولات الزوجات المستمرة لإيجاد حلول لذلك ومنه اللجوء لبعض المشايخ من أجل قراءة بعض التعويذات ووصف بعض الإرشادات لحل ذلك، والمشهد الخامس يجسد الصراع الطبقي بين الخدم والسادة لتقدم إحدى الممثلات التي تنتمي للطبقة العاملة المشهد وحيدة وتقاسمها زميلتها المشهد بوجود صامت يجسد استعلاء أصحاب طبقة السادة وأصحاب النفوذ وجاء بعنوان: «الخادمات» ليختم العرض بالمشهد الأخير الذي يسخر فيه أحدهم من الطبقة البرجوازية وبرودتها وكيف تتعامل مع روتين يومها ببلادة ليحمل عنوان: «المغنية الصلعاء».
مونولوج وكوميديا
في كلمة لـ«الوطن» أوضح مخرج العرض د. منتجب صقر أنه اختار نصوصاً من المسرح الفرنسي المعاصر واعتمد طريقة الأداء المترافقة مع قراءة النص، بحيث يكون الممثل على معرفة ودراية بما في النص بنسبة كبيرة، ولفت إلى أنه قام باختيار كتاب معاصرين جدد ومنهم من يعرض للمرة الأولى في دمشق ومنهم «يونسكو» الشهير في مسرح العبث إضافة إلى النص الذي كتبته «الزوجان» وهو من ضمن مجموعة لوزارة الثقافة.
كما توجه صقر بالشكر لكل من أنجز هذا العرض وساهم في إبصاره النور ولكل الممثلين المشاركين لأنهم حملوا العمل على عاتقهم وأخذوا مهمة إنجاحه في حسبانهم مؤكداً أن كل واحد فيهم قدم كل ما يستطيع ولم يبخل بشيء.
جمهور نخبوي
من جانبها الممثلة الشابة رولا طهماز أشارت إلى أنه كان من المفترض أن يتم تعاون في وقت سابق مع الدكتور منتجب صقر لتقديم عرض مسرحي ما، ولكن لظروف معينة تم تأجيل ذلك، لتليها فكرة القراءات المسرحية هذه، وهي تجربتها الأولى في هذا النوع على الرغم من أنها قدمت عروضاً مسرحية كثيرة منذ ما يزيد على عشر سنوات إلا أن تجربة القراءات المسرحية هذه تعد الأولى بالنسبة لها، «ولعل ذلك ما جذبني لهذه التجربة أني لم أخضها من قبل، وقد تحمست لمعرفة تلقي الجمهور لهذا النوع من العروض وطريقة تعاملهم وردود أفعالهم، بحيث إن الجمهور بات يفضل الحركة والإضاءة والديكورات والخدع البصرية ولم تعد تغريه القصص السردية أو الكلام المصفوف فحسب، وقد حاولنا كسر هذا القالب وتخطيه، وقد لاقى العرض ترحيباً وقبولاً جماهيرياً كبيراً في العرضين السابقين، ولكن مخاوفي كانت من العرض في دمشق لأن الجمهور النخبوي والاختصاصي هو جمهور دمشق وهو ما شكل هاجساً لدي فيما يخص العرض هنا وآمل أن نكون قد وفقنا بالطبع».
فكان العمود الفقري للعرض يدور حول علاقة الأفراد ببعضهم من خلال عدد من المشاهد التي أداها خمسة ممثلين وهم عدنان عبد الجليل وزيد الظريف ولميس عباس ورولا طهماز ونغم إدريس.
سيرياهوم نيوز1-الوطن