| ناصر النجار
ضمن الأجواء البروتوكولية التي تجرى في العالم كله يتم تقديم المدرب الجديد للمنتخب الوطني لجماهير الكرة من خلال مؤتمر صحفي، وهذا ما حدث عندما قدم اتحاد كرة القدم مدرب منتخبنا الوطني الجديد الإسباني خوسية لانا في مؤتمر صحفي بحضور وسائل الإعلام.
الجديد في المؤتمر أنه أقيم في الشيراتون على عكس المؤتمر الذي تم تقديم فيه المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، وقد أقيم في قاعة الاجتماعات باتحاد كرة القدم.
والغريب غياب رئيس اتحاد الكرة عن المؤتمر وقيل إن غيابه كان لأسباب صحية، وحضور نائبه، ما يدل على أن أمور المنتخب على عاتق النائب وكفالته.
ومما قاله النائب في المؤتمر: إن اتحاده لم يسعد الجماهير في الفترة الماضية، مشيراً إلى الإخفاق بعدم تأهل منتخبنا إلى الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، وبالتالي ضاعت فرصة التأهل لكأس العالم القادمة، وأضاف: كرة القدم لا تتوقف عند محطة ولا بد من الاستمرار، لذلك جاء التعاقد مع المدرب الإسباني لمدة ثلاث سنوات ليستمر العمل على صعيد المنتخب الوطني، على أمل أن يتحقق ما نصبو إليه.
حديث المدرب لا يختلف عن حديث أي مدرب جديد عندما يستلم مهامه، فالوعود ثم الوعود، والأيام تصدق هذه الوعود أو تكذبها، وبرأيي أن المهم في حديثه قوله: إنه لا يهتم لما يُنشر على مواقع الفيس لأنه لا يملك «فيس بوك»، وهذا الأهم والمهم، وبرأيي الشخصي أن هذا هو الفارق الحقيقي بين مدربينا الوطنيين وغيرهم من الأجانب، فالمدرب الوطني يتابع الفيس وتصله تهديدات من هنا وشتائم من هناك، وترى البعض ينصاع للتهديدات أو للشتائم، والبعض الآخر يبيع ويشتري بالمنتخب على هواه وحسب مصالحه، وحسب تدخلات المسؤولين الرياضيين عنه، لذلك يكون المنتخب في عهدة المدرب الأجنبي أكثر نقاء وبهاء لأنه لا يخضع لهذه التأثيرات ولا يأبه بكل وسائل التهديد، ويبقى هذا مرهوناً بالبطانة التي حوله، وكما نعلم فقد تم إبعاد المدرب الهولندي مارك فوته (لأنه لم يسمع الكلمة) وجيء بمدربين بعده حافظين درسهم! والنتيجة إخفاق في كل المنتخبات.
لذلك نعتقد في البداية أن نجاح المدرب الإسباني متعلق بالأجواء المحيطة به، فإن تركوه يعمل من دون ضغوط وتدخل فسينجح، وإلا فسيكون مثل غيره من المدربين المحليين والعرب والأجانب.
كلام جيد
الكلام الذي أتى به المدرب ينم عن أفكار جيدة وهي تحتاجها كرتنا، وهمته للعمل كانت مباشرة، حيث تابع بعض أشرطة مباريات منتخبنا السابقة ليطلع على مستوى اللاعبين، كما حضر تدريبات منتخب الشباب، ويتابع عمله بدقة، وهذا ما لاحظناه في الفترة القليلة السابقة.
الشيء الجيد أنه سيبقى مقيماً بيننا، وهذه نقطة مهمة لأنها أهم بكثير من المتابعة أون لاين كما فعل التونسي نبيل المعلول والأرجنتيني هيكتور كوبر وطاقمهما، حيث كانوا يقبضون مئات الآلاف من الدولارات وهم ماكثون في بيوتهم أو يمارسون أعمالاً أخرى، فالمتابعة المباشرة أهم بكثير من المتابعة أون أولاين.
التفاؤل الذي يمكن أن نبديه أن المدرب يريد الإشراف على كل المنتخبات مع الطاقم الفني الذي أحضره، ولديه مشروع يريد أن يبنيه مع كرتنا من خلال حلقة متصلة بين كل المنتخبات، ولأنه (كما يتهمونه مدرب قواعد)، فهو يريد بناء الكرة السورية من القواعد وهذا بالفعل ما تحتاجه كرتنا، وأعتقد أنها نقطة إيجابية لأنه سيكون لديه الشغف للبحث عن إنجاز وعمل جيد على مستوى منتخبات الرجال.
في البداية لن يستطيع المدرب الإسباني الخروج عن عباءة الماضي، فمن المتوقع أن يستدعي أغلب اللاعبين الذين كانوا على زمن كوبر وخصوصاً في خط الدفاع حيث امتدح هذا الخط ووصفه بالخط الأكثر تنظيماً، لكنه سيصدم بكبر سن أغلب لاعبي هذا الخط، وهذا ما سيكون شغله الشاغل في المراحل القادمة لتهيئة لاعبين مناسبين بالعمر والخبرة ليكونوا قوام خط الدفاع.
يمكن التعويل على المدرب في الخط الأمامي، فالمشهور عن المدرب أن أسلوبه هجومي على عكس المدرب الأرجنتيني كوبر الذي كان يهوى الدفاع الصارم.
بكل الأحوال فإن الشهرين القادمين سيكونان بمنزلة حفل التعارف بينه وبين كرتنا لاعبين ومدربين وإداريين وأيضاً مسؤولين رياضيين، وسيختبر اللاعبين في دورة الهند التي ستبدأ بعد أيام وسيلعب منتخبنا يوم السادس من هذا الشهر مع موريشيوس ويوم التاسع مع الهند، وستكون دورة تايلاند مطلع تشرين الأول فرصة ثانية ليزيد من معارفه باللاعبين والأجواء قبل أن يصل إلى القناعة التامة باللاعبين القادرين على تمثيل المنتخب خير تمثيل والمتوافقين مع خطه الكروي وفكره الثقافي وأسلوبه على أرض الملعب.
المهم في الأمر أن يكون حول المدرب البطانة الصالحة، وما سمعنا سابقاً عن خروج عن المألوف نتمنى ألا يتكرر، فالأشياء لا نريد أن نسميها بمسمياتها، فهناك الكثير من الخروقات التي حدثت باستدعاء لاعبين غير مؤهلين وإبعاد لاعبين المنتخب بحاجة إليهم، وكذلك وجود غطرسة عند بعض اللاعبين، وما تسببت به شارة الكابتن سابقاً من شرخ بالمنتخب، كل ما نريده أن تكون الأمور عال العال، وأن يسير الجميع بكرتنا نحو الطريق الصحيح
سيرياهوم نيوز١_الوطن