د. مصطفى الصبيحي
مع انتهاء اعمال قمة بغداد التي عقدت في الاردن بمشاركة 12 دولة ، لا بد ان نقرأ ماجاء بين السطور لاسباب عقد القمة و المخرجات التي انبثقت عنها خاصة في ظل الاوضاع التي تشهدها المنطقة من تحديات سياسية وأمنية واخرى تتعلق بالأمن الغذائي والتغير المناخي الامر الذي يستدعي السير باتجاه خلق الاجواء المناسبة للعمل المشترك من خلال تعزيز الأمن والاستقرار .
قمة بغداد من اسمها هدفت بالدرجة الاولى لمناقشة الملفات التي تخص بغداد وعلى رأسها الملف الامني الى جانب بحث الية الشراكة الاقتصادية مع الدول للنهوض باقتصاده واللافت ان فرنسا هي من عجلت بعقد مثل هكذا قمة قبيل نهاية العام الحالي ما اثار اهتمام السياسيين والمحللين عن الاسباب التي تقف وراء الدور الفرنسي وغايته من التقرب من العراق اذا ما عرفنا ان فرنسا كانت ومازالت تحاول ان تأخذ دورها في عملية اعادة اعمار العراق الذي يعد بداية لها لتوسيع استثمراتها في العراق في ظل انحسار التدخلات الامريكية والبريطانية في العراق فيما ذهب محللون لما هو ابعد من ذلك عبر قولهم ان الرئيس الفرنسي يرغب في الدخول كلاعب جديد بما يخص ملف استثمار منطقتي سهل نينوى وسنجار في محافظة نينوى خاصة بعد ان زار هاتين المنطقتين في أغسطس/آب 2021 .
هذا بالنسبة للدور الفرنسي اما عن موقف الولايات المتحدة من القمة وان كانت غائبة عنها فإنها رحبت بعقد القمة وساندت حلفائها خاصة فيما يتعلق بالتأكيد على ضرورة رفض التدخلات الخارجية في العراق في اشارة الى ايران والتي بدورها شاركت في القمة من خلال وزير خارجيتها عبداللهيان الذي ابدى استعداد بلاده لحل كافة الملفات الإقليمية العالقة مع دول المنطقة، ومنها مسألة الاعتداءات على حدود العراق، وتعهد مندوب تركيا وسفيرها في عمّان إسماعيل يلمز بذلك.
مشاركة ايران يراها البعض كانت جيدة بالنسبة للسعودية لاستكمال المباحثات التي من شأنها ان تعيد المياه الى مجاريها بين البلدين وتحل الملفات العالقة اما فيما يتعلق في علاقتها مع العراق فكانت مخرجات القمة رسالة لابعاد العراق عن ايران وقطع الطرق امام اي مجال للتعاون وتقريبه من محيطه العربي وفي نفس الوقت التقريب بين ايران والدول المشاركة وانهاء الخلافات.
في المجمل فإن القمة خرجت بنتائج مبهرة وجيدة ولكن يبقى عامل الوقت هو الكفيل بالحكم على نجاح مساعيها وتحقيق لما تم التوصل اليه ام لا؟
كاتب عراقي
سيرياهوم نيوز 4-راي اليوم