الرئيسية » كتاب وآراء » قراءة من داخل مصر لكارثة المنطقة .. حزب الله هو الأخطر على الاطلاق على اسرائيل ..

قراءة من داخل مصر لكارثة المنطقة .. حزب الله هو الأخطر على الاطلاق على اسرائيل ..

 

نارام سرجون

 

يخيل لي أحيانا أنه لم يبق في مصر شيئ من عبد الناصر .. كل مافي مصر لايشبه مصر التي في مخيلتنا والتي رأيناها في أحاديث الكبار الذين عاشوا ذلك الزمن الجميل الرومانسية الوطنية والقومية الحالمة الطموحة .. زمن عبد الناصر .. ولم يبق منها الا ثمالة من عبد الناصر فيما رائحة السادات في كل مكان .. وهذا هو سبب غياب مصر عن كل أحداث التاريخ .. حيث أعتنقت الشخصية المصرية حدوتة أنور السادات الذي عاد بالمصريين الى داخل مصر وأغلق شبابيكه وأبوابه على (ولاده) وأطفأ أضواء البيت ونام وكتب على الباب (الرجاء عدم الازعاج .. لادخل لنا بما يجري خارج هذا البيت .. احنا مالناش دعوة) …

الشخصية المصرية تغيرت وتم تغييرها .. لدرجة انك ان تذكرت عبد الناصر في مصر تكتشف ان مصر فقدت ذاكرتها تماما .. وترى ان الرجل الذي صنع مصر الحديثة يعتبر الكثيرون ان مسيرته تتلخص فقط في حرب 67 .. رغم ان حرب 67 كانت قرارا غربيا جماعيا بمثابة الاعتراف بخطورة مشروع الرجل الذي أقنع المصريين انهم لايجب ان يبقوا محكومين بعد 2500 سنة من الانقياد للأخرين .. بل يمكن أن يكونوا سادة أيضا ويستحقون السيادة .. ولكن الرجل غاب أو تم تغييبه قبل ان ينهي ثأر معركة 1967 ..

ومنذ ان غاب وعملية تفكيكه وبيعه خرده في عقول المصريين مستمرة .. فالوعي المصري الذي اطلق شرارته عبد الناصر وصنع له السويس وعدم الانحياز .. والمشروع القومي العربي .. وثورات اليمن والجزائر .. وفتوحات افريقيا وأسيا .. وحاصر اسرائيل وتركيا وخلع قلب انكلترة وفرنسا .. كل هذا غاب في ذاكرة المصريين وصار المصري لايريد من الدنيا غير السلامة .. ولذلك فقد فقد المصري سيناء لأنه يسكنها كالمستأجر لبيته .. وفقد العواصم العربية التي كانت تدور في فلكه .. وفقد نهر النيل .. وفقد السودان .. وليبيا .. وصار غير قادر ان يتخطى عتبة غزة .. وحلت محله هناك كل دول العالم .. وخاصة اسرائيل التي تتصرف كأنها هي مصر وهي أم الدنيا

في معركة غزة غابت أم الدنيا شعبا وحكومة وجيشا .. ولكن هذا فيديو فيه صوت يبدو من بقايا عصر عبد الناصر .. ورغم انني شخصيا أختلف مع المفكر المصري عبد الحليم قنديل حول بعض القراءات للمنطقة وأحداثها الا انني في هذه المقابلة لاأجد أنني أختلف معه على الاطلاق .. قراءة واعية وعميقة جدا لما يحدث في مصر وخارجها .. وقراءة لما آلت اليه مصر وسبب هذه الغيبوبة التاريخية بسبب الجهل والتجهيل بالتاريخ وحقائقه ..

 

يمكن أن تقول عندما تسمع عبد الحليم قنديل انه صوت أخر الناصريين المصريين … الناصريون الذين تبخروا ولم يظهروا في اي حارة مصرية او في أي غيط او في اي اتوبيس … اين هم؟؟ وأين تبخروا؟؟؟ وكما قال لي أحدهم انك ان ذهبت الى مصر فيمكن ان تجد عبد الناصر في المتاحف فقط ..

 

(سيرياهوم نيوز ١-مدونة نارام سرجون)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عن إعادة التموضع.. ودور النُخَب

      بقلم :بسام هاشم   هفي مرحلة ما بعد الانتصار على الإرهاب، وفي سياق إعادة بناء الدولة الوطنية، تجد سورية نفسها أمام تحديين ...