سلمان عيسى
قراران لم اتمكن من فهمها، الاول هو قرار وزير الزراعة الذي قضى بمنع زراعة الذرة العلفية في الجزيرة السورية بحجة ان هذه الزراعة تستنزف الكثير من المياه، في الوقت الذي توجد في المنطقة الكثير من السدود وقنوات الري التي تغطي المنطقة بشبكة من قنوات الري لكامل المناطق التي تصلح للزراعة ..
علما ان هذه المساحات تزرع بالقمح المروي .. وان زراعة الذرة هي زراعة تكثيفية لا تؤثر على المخزون المائي في المنطقة خاصة انه سيعقبها موسم الامطار القادم ، وهي تصنف اساسا ضمن مناطق الاسقرار المائي ( المطري ) ..
والقرار الثاني هو قيام مؤسسة الاعلاف بتخفيض اسعار الذرة العلفية في الدورة العلفية التي اعلنتها منذ اكثر من ثلاثة اشهر، لكنها ارفقتها بشروط تعجيزية تدفع المربين مرة اخرى للامتناع عن التسجيل للحصول على مخصصاتهم منها .. فهي رغم ان الاسعار الجديدة مازالت اعلى من اسعار القطاع الخاص ، فقد ارفقت بشروط تعجيزية اخرى كأن يفرض على المربين شراء كميات محددة ( بالكيلو ) من كسبة القطن و فول الصويا رغم عدم حاجة المربين لها – فهذا القرار لم يفرق بين نوع التربية وحاجة المربين لها ..
فما حاجة مربي الدواجن الى هذه المواد – هذه يحتاجها مربو الابقار والمفارس والاغنام بالدرجة الاولى .. وانها تحتاج الى معامل لاعداد الخلطة العلفية وهذا غير متوفر لدى كل المربين، بل ان معامل القطاع الخاص هي من يمتلك امكانية تحويل هذه المواد الى خلطة تناسب الدواجن والابقار والاغنام والمفارس الى علف يناسب كل منها .. بالمختصر المفيد فان المستفيد الاول من الدورات العلفية هي معامل القطاع الخاص وليس المربين ..
في الزاوية السابقة في هذا الموقع ( سيريا هوم نيوز ) تمنينا على الحكومة واللجنة الاقتصادية ووزارة الزراعة والجمارك عدم السماح باستيراد اية كميات من الذرة لحين الانتهاء من تسويق موسم الذرة .. لاسباب تتعلق بحماية المنتج المحلي والتخفيف من فاتورة الاستيراد لنفاجأ بعد ايام بمنع دخول اكثر من ستة آلاف طنا من الذرة العلفية المستوردة من الدخول في مرفأ طرطوس بسبب وجود اصابات حشرية فيها .. وهذا ليس جديدا ، بل ان كل الكميات التي يتم استيرادها هي محل شبهة، لذلك نطالب دائما بأن يكون المنتج المحلي في اولوية قرارت ، المنع او – السماح باستيراد هذه المادة او تلك ..
في سورية الكثير من المعامل العائدة للقطاع الخاص تقوم بعصر الذرة وتحويلها الى زيت نباتي للاستخدامات الغذائية كالزيت النباتي، وهناك الكثير من الماركات التي حققت حضورا جيدا في سلة الغذاء السورية، وهي اعتمدت، قبل انتشار زراعة الذرة في سورية على الذرة المستوردة .. نعتقد انه آن الآوان لادخال الذرة المحلية في هذا النشاط الاقتصادي والزراعي لتخفيف فاتورة الاستيراد والاعتماد على المنتج المحلي في انتاج الزيت والعلف في آن لأنه مضمون الناتج الصناعي وأقل كلفة من المستورد ويشجع المزراعين والمربين للوصول الى حالة الاكتفاء الذاتي والوصول الى منتجات مأمونة من الزيت والاعلاف .. وهذا على ما يبدو لا تريد وزارة الزراعة وومؤسسة الاعلاف الوصول اليه .. ؟!
(موقع سيرياهوم نيوز-1)