آخر الأخبار
الرئيسية » تربية وتعليم وإعلام » قرار “الامتحان المؤتمت” في الشهادة الثانوية ..لا يستحق هذا الكم من الخوف والاستهجان..وهذه هي الأسباب

قرار “الامتحان المؤتمت” في الشهادة الثانوية ..لا يستحق هذا الكم من الخوف والاستهجان..وهذه هي الأسباب

 

سام علي حمدان

 

بعد تجربة الامتحان المؤتمت ( الاختيار من متعدد ) في مادة الجغرافية لطلاب الشهادة الثانوية العامة / الفرع الادبي العام الماضي ، أصدرت وزارة التربية اول امس قراراً يقضي بتطبيق نظام الامتحان المؤتمت بدءا من العام 2024 لطلاب الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي لكافة المواد وتطبيقها بشكل جزئي لمادة اللغة العربية.

 

وبعد هذا القرار وردتنا العديد من التساؤلات من الطلاب والأهالي حول ماهية الامتحان المؤتمت ( نظام الأختيار من متعدد )

أكثر الأسئلة : كيف يمكن اتمتة الرياضيات ؟؟

هل الأتمتة اسهل أم اصعب ؟

لماذا تطبيقها الأن وهل ستطبق حقا ؟؟

 

في اغلب دول العالم المتطورة تعليميا قياس وتقويم قدرات الطالب يعتمد بشكل كامل أو شبه كامل للنظام المؤتمت بما فيها مادة الرياضيات والأمر عادي جدا ولا يستحق هذا الكم من الاستهجان!

 

ليس من السهولة القول أن هذا النظام افضل ام اسوء للطالب ..وهنا كلمة ( افضل للطالب ) القصد فيها تحصيل الطالب أعلى درجة ممكنة، لكن يمكن القول أنه طالما النظام الجديد لايعتمد العقوبة اذا أجاب الطالب إجابة خاطئة فهذا يتيح للطالب الاختيار العشوائي للاجابات وهنا يكمن حظ الطالب الضعيف!

 

هل سيطبق هذا العام .. قرار الوزارة واضح في هذا الشأن علما انه في العام 2020 أصدرت الوزارة قرارا باعتماد الاختبارات المؤتمتة وعممت نماذج بهذا الشكل في جميع المواد ، ليصدر قرار بعدها بالتريث في تطبيقه والإبقاء على نظام الامتحان التحريري.

فهل ستكرر التجربة هذا العام مرة أخرى! .. الله أعلم

 

ما هو الامتحان المؤتمت ؟

إضاءة مختصرة على هذا النموذج ( الاختيار من متعدد ) :

تعتبر اسئلة الاختيار من متعدد احد أفضل الاسئلة الموضوعية على الاطلاق فهي تقيس اهداف عقلية عليا يصعب على الاسئلة المعتادة الاخرى قياسها وذلك حسب تصنيف بلوم ( علم تصنيف الأهداف التعليمية ).

يكون لكل سؤال ضمن الاختبار عدة اجابات مموهة او بدائل وهي عبارة عن اجابات محتملة للسؤال، أحد هذه البدائل صحيح وغالبا ما يكون هناك اربع خيارات للسؤال ذاته.

 

لكل نموذج اختبار نقاط ايجابية ونقاط سلبية وهي تختلف من بلد لاخر بحسب البنية الفوقية والتحتية للنظام التعليمي في هذا البلد أو ذاك وعلى وجه العموم نتحدث:

فمن ايجابيات ذلك الاختبار أنه يمكن التحكم في مستوى صعوبة السؤال عن طريق تغيير او تعديل درجة التجانس بين البدائل المقترحة للسؤال فكلما اقتربت البدائل من بعضها كان السؤال اصعب والعكس صحيح.

لكن اهم ميزة لهذا النموذج هي سرعة وسهولة ودقة التصحيح ما يضفي شفافية اكبر في العملية الامتحانية.

اما عيوب هذا الاختبار فهو يحتاج لوقت طويل نسبيا في اعداده وتصميمه قياسا بالاختبارات الاخرى وبنية المناهج الدراسية لدينا غير مهيأة بشكل كاف لذلك النوع من الاختبارات، كما انه يعتبر من الاختبارات الضعيفة في قياس القدرة على التأليف والابتكار، فضلا عن كونه سهل في عمليات الغش الامتحاني سيما وان كان نموذج واحد موزع على القاعة نفسها.

 

أهم القواعد التي يجب اعتمادها في ذلك الاختبار :

اولا: ان تكون اجابة صحيحة واحدة لكل سؤال ولا يوجد مجال للشك في صحتها.

ثانيا: يجب ان تكون البدائل متجانسة لغويا وعلميا في محتواها ومرتبطة فيما بينها ضمن سياق السؤال.

ثالثا: بدائل الاجابات يجب أن تكون ناتجة عن الاخطاء الناشئة في نقص المعلومات والفهم الخاطئ بحيث تصبح جذابة لضعاف المتعلمين والتي تنقصهم المعلومات الكافية.

رابعا: يجب ان تتوزع الاجابات الصحيحة توزيعا عشوائيا على المواقع المختلفة للبدائل بحيث لا تتكرر الاجابة الصحيحة في الخانة الثانية على سبيل المثال.

 

الجدير بالذكر أن انظمة القياس والاختبار الحديثة تعتمد على العقوبة بشكل مواز للمكافأة، يعني ان الطالب يخسر علامات عندما يضع اجابات خاطئة ويربح علامات عندما يضع اجابات صحيحة وهذا الاسلوب معتمد في الاولمبياد العلمي السوري.

يبقى الاهم من كل ذلك ان يساهم النظام الامتحاني الجديد بعودة الشهادة السورية إلى مكانتها وسمعتها السابقة.

*مدرس مادة الرياضيات في طرطوس

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قانون اتحاد الصحفيين… ندوة حوارية‏ في دار البعث

دعا المشاركون في الندوة الحوارية التي أقامها فرع دمشق لاتحاد الصحفيين على ‏مدرج دار البعث تحت عنوان “ماذا يريد الصحفيون من قانون اتحاد الصحفيين” إلى تعديل ...