تحقيق سلوى الديب:
قرية مهملة ومنسية خدمياً، فبعض الطرقات محفرة ومياه الشرب تنقطع لعدة أيام هذا إلى جانب سوء حال شبكة الصرف الصحي.. كل ذلك وغيرها من الخدمات ينتظرها أهالي قرية روضة الوعر المعروفة بـ “زنيبيل” والتي تبعد عن مدينة حمص 35 كيلومترا، حيث ورد إلى صحيفة الثورة شكاوى من الأهالي تتحدث عن هذا الواقع وتطالب بلفت نظر المعنيين في المحافظة وتذكيرهم لزيادة اهتمامهم بالواقع الخدمي في قريتهم…
الطرق غير معبدة ومليئة بالحفر
محمد يوسف أحد المواطنين ويقيم في حي المرج تحدث عن معاناته من الطريق المؤدية إلى منزله والمليئة بالحفر والحجارة، وتزداد معاناته مع باقي أهالي الحي عندما تهطل الأمطار وتتحول إلى سيول بسبب انحدار الطريق ما يجعل السير عليه فيه الكثير من الصعوبة. أما الصرف الصحي فهو مشكلة كبرى حيث لا يبعد المصب عن المنازل 100 متر فتصل الروائح الكريهة وهم منذ ثلاث سنوات يرفعون كتبا ويطالبون دون جدوى..
المشكلة مستمرة
أما والدة الجريح بسيم منصور وتقيم في نفس المنطقة فقد قالت: معاناتنا كبيرة كلما اقترب فصل الشتاء وخصوصاً عندما يريد أطفالنا الذهاب إلى المدرسة، فلا يستطيعون السير في هذا الطريق إذا لم يقم الأهالي بمساعدتهم لتخطي الطريق مع لبس أحذية مناسبة تتناسب مع الطين والسيول النازلة من الطريق، وتضيف أنها تشتري في كل عام (الزفت) الجاف لفرشه على الطريق ولكن مع بداية الشتاء يعود كسابق عهده بعد أن تجرفه السيول المطرية وهو على هذه الحال منذ عشرين عاماً.
التوسع بشبكة الهاتف
بدورها أشارت والدة الجريح عباس يوسف إلى ضرورة التوسع بشبكة الهاتف والانترنيت وتخديم القرية بمزيد من الخطوط مؤكدة على ما سبق قوله من معاناتها وانقطاع الحي في فصل الشتاء.
خمس سنوات من المراسلات
أما أمين الفرقة الحزبية في روضة الوعر شحادة ديوب فتحدث عن المشاكل التي لا تحصى في القرية قائلاً : أرسلنا العديد من الكتب منذ خمس سنوات وحتى الآن بما يتعلق بالماء والصرف الصحي وتعبيد الطرقات ..الخ، ويعتبر الطريق سيئاً جداً من أوتوستراد طرطوس باتجاه قرى روضة الوعر والريحانية وصولاً لشين، وقد نفذ مسافة 400 متر من شين باتجاه روضة الوعر على مرحلتين، وتوقف المشروع وكما ترون الحفر تملأ الطرقات، برغم وجود العديد من الجرحى وذوي الشهداء الذين يقطنون في القرية..
بئر القرية بانتظار التجهيزات
ديوب أوضح أن بئر القرية أصبح خارج الخدمة، وتم حفر بئر جديد ولكنه يحتاج لتجهيز، والأهالي ينتظرون منذ أكثر من خمسة أشهر وبرغم تقديم العديد من الطلبات دون أن نصل إلى نتيجة، ما يضطرهم إلى شراء صهريج الماء بـ 10 آلاف ليرة، فحتى المياه التي يتم استجرارها كل عدة أيام من قرية الريحانية لا نستفيد منها بسبب غياب الكهرباء فلا يتمكن الأهالي من ملء خزاناتهم، هذا إلى جانب أن المياه في بئر الريحانية هي قليلة بالأصل ولا تكفي لإرواء القريتين.
وحول هذا أشار العامل على البئر “محمد مشرقي” قائلاً بأن البئر حفر من عدة شهور ويحتاج لغاطسة ومعدات، والمعاناة كبيرة بسبب استجرار المياه من الريحانية بسبب قلة الكهرباء ..
كما أشار ديوب إلى تعرض خط التوتر العالي الذي يقطع طريق القرية باتجاه قرية البارودية، إلى عدة حوادث بسبب مرور الشاحنات المحملة بحمولات عالية والتي تعلق به وتؤدي إلى انقطاعه، وقد سبق أن نفقت عدة أبقار في القرية نتيجة لذلك.
مركز طبي بلا طبيب
وعن واقع المركز الطبي فقد تحدث ديوب بالقول: إن المستوصف بلا طبيب وهذا أدى أيضاً إلى عدم توافر الأدوية نتيجة لذلك، علماً أن المستوصف مركز يخدم ثلاث قرى الريحانية والبارودية وروضة الوعر، وعند حدوث أي حالة إسعافية نضطر للذهاب إلى شين أو حديده وهذا يشكل عبئا إضافيا على المواطن حيث تصل أجرة السيارة ل 7000 ليرة.
صرف صحي قريب من المنازل
وبالانتقال إلى مشكلة الصرف الصحي بين ديوب معاناة الأهالي الناجمة عن قربه من المنازل ما يؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة والحشرات ونطالب بإبعاده عن المنازل حوالي كيلومتر على الأقل.
وفي هذا يؤكد المواطن إياد يزبك المقيم في الحي الجنوبي الشرقي من القرية بأنهم لا يستفيدون من شبكة الصرف الصحي، ما يضطرهم لحفر جور فنية وتغطيتها ببعض الأعشاب، الأمر الذي يتسبب بانبعاث روائح كريهة وانتشار الحشرات والقوارض، التي تدخل البيوت وتتلف المحاصيل الزراعية إلى جانب ما تنشره من أمراض، وبسبب عدم وجود أعمدة كهرباء فهم يضرون لاستجرار الكهرباء بشكل مخالف.
رد المحافظة
إلياس خوري نائب محافظ حمص قال إنه تم التواصل مع رئيس بلدية حديدية حول مشكلة الصرف الصحي وتبين أن المشروع سيتم تجهيزه على عدة مراحل حيث سيرصد لها بين 40 و50 مليون ليرة لكل مرحلة، ككلفة تقديرية وتبلغ الكلفة الإجمالية 350 مليون ليرة، ويمكن أن يتم الانتهاء من المشروع خلال عامين أو ثلاثة أعوام، كما يجري الاهتمام بالبنية التحتية في القرية وبعدها سيكون هناك حل لمشكلة تعبيد الطرق.
أما موضوع المياه بما أن البئر محفور في القرية سيتم خلال أسبوعين تجهيز الإضبارة وترفع للجهات المختصة وقريبا جداً سيجهز بناء على وعد مديرية المياه، وسنقوم بمتابعة الأمر.
رد شركة الكهرباء
مدير شركة كهرباء حمص صالح عمران قال إن ما يعانيه المواطنون في القرية من ضعف التوتر الكهربائي يمكن معالجته من خلال رفع استطاعة المحولة أو إنشاء مصادر جديدة وفق استطاعة المحولة الحالية، كما أن بعض المنازل في قرية روضة الوعر تقع خارج التنظيم وتبعد مسافة أكثر من 1800 متر عن مراكز التحويل (وعددها 3)، وبالتالي وفق المادة (23) من نظام الاستثمار فإن المعالجة بحاجة إلى عمل شعبي على نفقة الإخوة المواطنين لتجهيز مركز تحويل جماعي لتتم تغذيتهم بالكهرباء.
رد شركة الهاتف والاتصالات
رئيس دائرة التشغيل في اتصالات حمص أيمن المحمود وبتكليف من مدير الاتصالات كنعان جودا، أجاب عن بعض النقاط المشار إليها والمشكلات التي يعاني منها أهالي القرية مبيناً أنه ومنذ العام الماضي طلبت الإدارة العامة للاتصالات إعداد دراسة لكافة المناطق التي تبعد أكثر من 3 كم عن المركز الأم في حمص وأريافها، باستخدام تقنية جديدة اسمها “fttc” لاسلكية في المناطق التي لا توجد شبكة نحاسية بحيث تخدم أكبر عدد من المشتركين وتوزع باتجاهات مختلفة، وعملياً كل مناطق حمص مشمولة بالدراسة التي هي حالياً لدى الإدارة العامة، وتم لحظها في خطة 2020/2021 ونحن بانتظار توريد التجهيزات.
الكهرباء لا تكفي لشحن البطارية
ويضيف رئيس دائرة التشغيل: أما بخصوص وحدات النفاذ الخارجية المركبة منذ عام 2033 والتي تخدم المشتركين بخطوط هاتف وانترنيت فهذه تعمل على البطاريات، ومشكلتها حالياً الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي والتي تصل أحياناً إلى 48 ساعة، وهذا يؤدي إلى تفريغ كامل البطاريات، وعدم كفاية ورود التيار إلى إتمام شحنها بسبب آلية التقنين المتبعة لأنها تحتاج لأكثر من ساعتين لإعادة شحن البطاريات من جديد، مما لا يسمح بعودة إقلاع بعض وحدات النفاذ، وحالياً هناك عقد لتركيب وحدات على الطاقة الشمسية بدل الديزل والكهرباء وننتظر البت بالمشروع من قبل المعنيين بالإدارة العامة.
وعود بتركيب وحدة نفاذ ضوئية
وأوضح المحمود أن قرية روضة الوعر مغذاة هاتفياً من مقسم الصويري الذي يبعد أكثر من 8 كم، وهو كحالة فنية لا يشغل خدمة الانترنت بسبب البعد، أما الجانب الجنوبي من القرية القريب من قرية الريحانية، أصبح خارج الخدمة بسبب السرقات المتعددة وروضة الوعر من القرى المقترحة لتبديل تقنية الاتصال وسنستخدم وحدة نفاذ ضوئية قريباً ولا زمن محددا للتنفيذ لأن الأمر مرتبط بالإدارة العامة في دمشق ضمن خطة 2020/2021 .
رد مديرية الصحة
مدير صحة حمص الدكتور مسلم الأتاسي أكد بأن مديرية صحة حمص مستعدة للتعاقد مع أي طبيب في المنطقة لديه الرغبة في العمل لصالح القرية سواء من روضة الوعر أو الريف المجاور وقد بلّغَ الكادر الطبي في المركز بذلك، حيث لا يمكن توزيع أدوية للمركز إلا بوجود طبيب
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة