عبد الفتاح العوض
من الواضح أن المجتمع السوري غير راض عن نفسه و ثمة احساس عام بأننا فقدنا كثيرا من جمالنا الذي كنا نتغزل فيه .. الجرائم و الحوداث المؤلمة التي يتابعها الجميع تعتبر المؤشر الأبرز الذي يعطي الانطباع العام أن المجتمع ليس بخير و المسألة تأخذ بعدها المأساوي من كثرة عدد الجرائم و زيادة ملحوظة في تنامي الأفعال الاجرامية ومن ثم انتشار الجرائم على مساحة الوطن و تكاد تكون المحافظات السورية تشهد زيادة في هذه الجرائم لكن الأسوأ هو نوع الجرائم و بشاعتها و ثمة ما يؤرق أكثر أن هذه الجرائم تتم بأياد أقارب و جيران و أحيانا أخوة و أزواج !! كل هذا صحيح .. و من هنا يعبر المجتمع السوري عن عدم رضاه عن نفسه بل و يقسو في أحكامه و بتنا نسمع ‘ن أوصاف مؤلمة عن المجتمع السوري .. لكن .. و – لكن كبيرة- يتناسى الجميع أن ما نمر به هو نتاج حرب و دوما لا تشفى المجتمعات من الحروب بسرعة و تحتاج لفترة حتى تتعافى من جراحها و تصبح الفترة أكبر عندما تكون هذه الجراح أعمق . كما أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تترك حدثا و لو كان صغيرا إلا و ابلغت الجميع عنه مع اضافات شخصية و اراء ذاتية و تحليلات لا تدري ما أصلها و فصلها . و فوق كل ذلك أن ما يحدث في سورية يحدث في كثير من البلدان التي لم تمر بظروفنا و بذات إن لم يكن أشد قسوة رغم أن ما بين أوضاعنا و أوضاعها لا يوجد رابط ولا شبه . و من يتابع وسائل الاعلام في تلك الدول يعرف أن ما يحدث في بلادنا ليس استثناء و أن الجريمة منتشرة في معظم دول العالم لكننا نتأثر أكثر بحكم العاطفة . الشيء الذي يمكن أن يعطينا باب تفاؤل أن المجرمين في بلدنا هواة و أمهرهم يتم كشفه بعد اسبوع على أكثر تقدير و لا يحتاج المحققون لكثير جهد ليتم القاء القبض على المجرم . و هذا يعني أننا لم نصل لجريمة منظمة و في غالب الأحيان تحصل الجرائم بطريقة بدائية حدا . تعالوا نتفق أن لا نقسو على أنفسنا أكثر و أن المجتمع السوري على ما مر فيه لا زال مجتمعا جميلا .. و لنتوقف عن جلد انفسنا يكفي ما جلدنا به الزمن… ليس لدينا الكثيرمن الورودللنثرها على بعض على الأقل لا نرمي الأشواك على بعضنا . فالمجتمعات تصلح نفسها بنفسها و تتعلم من دروسها القاسية . أقوال : -لا شيء أسوأ من ضجيج عدم الرضا . -من لا يحب نفسه لا يحب أحد. – لا شيء أسوأ من أن يهين المرء ذاته بعدم التقبل. – جلد الذات موت بطيئ
(سيرياهوم نيوز ٦-الوطن٢٤-٨-٢٠٢٢)