- أيهم مرعي
- السبت 19 كانون الأول 2020
شنّت تركيا والفصائل المسلّحة الموالية لها هجوماً عنيفاً على مواقع «قسد» في ناحية عين عيسى وأريافها في ريف الرقة الشمالي. يأتي ذلك بعدما رفضت «قسد» تسليم السلطات العسكرية الإدارة الأمنية في المدينة للجيش السوري، وفق ما اقترحته عليها روسيا، وهو ما يجعل احتمال تكرار سيناريو عفرين وتل أبيض ورأس العين وارداً، وخصوصاً في ظلّ الإصرار التركي على إسقاط العاصمة الإدارية لـ«الإدارة الذاتية»
تستمرّ «قسد» في رفض تسليم المدينة للجيش السوري
وعلى رغم إعلان «قسد»، منذ عدّة أيام، تشكيل غرفة عمليات مشتركة بينها وبين الجيش السوري وروسيا، بهدف تنسيق الجهود لردع أيّ عدوان تركي جديد على المنطقة، إلا أن ذلك لم يمنع أنقرة من التحرّك. وفي هذا السياق، تؤكّد مصادر ميدانية متابعة، لـ»الأخبار»، أن «قسد رفضت طلباً روسياً بتسليم كامل المدينة إلى الحكومة السورية وإعادة كل المؤسسات الإدارية الحكومية إليها، بعد خروج قسد والإدارة الذاتية منها». وتضيف المصادر إن «قسد وافقت على توسيع انتشار الجيش السوري ونشر نقاط أمامية على خطوط التماس مع الفصائل فقط، مع رفض أيّ وجود إداري حكومي في المنطقة»، مستدركة بأن «استمرار الوجود العسكري لقسد ومؤسّسات الإدارة الذاتية التي تصنّفها تركيا إرهاباً سيعطي الأخيرة ذريعة لاستمرار شنّ الهجمات وتوسيعها في المنطقة».
في المقابل، اتّهم «مجلس سوريا الديموقراطية»، على لسان رئيسته أمينة عمر، في تصريحات إلى وسائل إعلام كردية، «موسكو، بالتقاعس في حماية مدينة عين عيسى من الهجمات التركية». ورأت عمر أن «روسيا مسؤولة عمّا يجري في عين عيسى؛ لكونها مسؤولة عن حماية المنطقة»، معتبرة أن «موسكو لا تقوم بواجبها لوقف تلك الهجمات»، مضيفة إن «موسكو تضغط على قسد لتسليم ناحية عين عيسى للنظام السوري». وحاولت «قسد» الضغط على روسيا، من خلال الدفع بعدد من أنصارها للتظاهر أمام القاعدة الروسية في بلدة تل السمن في الريف الجنوبي لمدينة عين عيسى، لمطالبتها باتّخاذ إجراءات توقف الهجمات التركية على المنطقة. وفي ظلّ استمرار رفض «قسد» تسليم المدينة للجيش السوري، والاكتفاء بوجود رمزي لحرس الحدود لا يُمكّنه ميدانياً من صدّ الهجمات، يبدو وارداً تكرار سيناريو عفرين وتل أبيض ورأس العين في عين عيسى، فيما تعمل موسكو على تجنيب المدينة هذا السيناريو، من خلال التنسيق لتسليمها سريعاً إلى الجيش السوري، والعمل على إدخال المؤسّسات الحكومية كافة إليها، لنزع ذرائع أنقرة في استمرار الهجمات عليها.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)