| دمشق – سيلفا رزوق – الحسكة – دحام السلطان
الإثنين, 24-01-2022
اعتبر محافظ الحسكة، اللواء غسان خليل، أن ما جرى حتى الآن في «سجن الصناعة» يكشف في جزء منه عن محاولة أميركية لإعادة تدوير تنظيم داعش الإرهابي ولاسيما بعد المطالبات المحلية والدولية لخروج القوات الأميركية من الأراضي السورية، ولفت إلى أن إعادة التدوير ستعطي مبرراً لبقاء هذه القوات في المنطقة، ورأى أن من أهداف ما حصل قد يكون الضغط على الدولة وعلى المواطنين لعدم التوجه لمراكز التسويات لأنهم يرون في التسويات خطراً عليهم.
وفي تصريح لـ«الوطن»، بين خليل أن الاشتباكات مازالت مستمرة في محيط السجن، وطيران الاحتلال الأميركي يجوب في سماء الحسكة، مشيراً إلى استمرار عمليات التدمير التي شملت بيوت المدنيين، وعمليات التهجير من أحياء النشوة والزهور وغويران.
ولفت إلى أن ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» عمدت أمس إلى طرد نحو خمسين عائلة من صالة «الأحلام» في غويران، حيث استقبلتهم نقاط الجيش العربي السوري ودخلوا إلى مناطق سيطرة الدولة، وجرى تأمين إقامة لهم، موضحاً أن «سجن الصناعة» لا يزال خارج إطار سيطرة «قسد» وأن الدواعش يقومون حتى اللحظة باحتجاز عدد من مسلحيها داخل السجن، في حين يسيطر الدواعش الفارون على المباني المحيطة وبعض البؤر في غويران.
وأشار خليل إلى قيام الاحتلال الأميركي بإدخال تعزيزات لقواعده غير الشرعية، عبر معبر الوليد غير الشرعي بريف الحسكة، مبيناً أن دخول هذه التعزيزات يجري بشكل يومي ولا رابط بين دخولها وبين التصعيد الحاصل في محيط «سجن الصناعة».
واعتبر، أن ما جرى أو تدبير هذه العملية قد يهدف لتبرير الوجود غير الشرعي للقوات الأميركية ولاسيما مع ارتفاع وتيرة المطالبات المحلية والدولية بخروج هذه القوات من الأراضي السورية، حيث تعمد واشنطن إلى عملية إعادة تدوير داعش مرة أخرى، والقول: إن خطره لا يزال قائماً وهذا يعطي المبرر للوجود الأميركي.
وكشف أنه ومنذ صباح الخميس الماضي وقبل حصول الهجمات على السجن مساء، فرضت الميليشيات منع الخروج والدخول لمناطق سيطرة الدولة في مدينة الحسكة، وهذا الأمر لا يزال سارياً حتى الآن، وهو ما أثر على الإمدادات القادمة للمدينة، حيث منعت صباح أمس دخول الطحين، حتى تدخلت وساطات محلية من أجل إدخال هذه الإمدادات.
واعتبر، أن من أحد الأهداف الأخرى لما يجري اليوم هو نشر الفوضى في المنطقة للضغط على المواطنين وعرقلة التسويات التي تقوم بها الدولة السورية لأن هذه التسويات تزعج الميليشيات والاحتلال الأميركي بشكل خاص، لافتاً إلى حصول عدد من الاجتماعات بين نائب المبعوث الأميركي ماثيو بيرل وقيادات من «قسد» ومجموعة ممن سموهم «شيوخ من الرقة»، حيث جرى الطلب منهم بصراحة عدم الذهاب نهائياً لتسوية أوضاعهم وعدم التوجه نحو المصالحة مع الدولة، لافتاً إلى ما يروج له إعلام «قسد» والإعلام المدعوم أميركياً من أكاذيب بأن هذه التسويات هي فخ نصبته الدولة لتوقيف الذين يقومون بتسوية أوضاعهم.
ورأى خليل، أن مقتل هؤلاء (الميليشيات وقوات الاحتلال) اليوم هو في استمرار هذه التسويات والمصالحات، وخاصة أنهم يعتمدون على المكون العربي، وفي حال ذهب هذا المكون باتجاه الدولة السورية، فإن مشروعهم سينتهي بالتأكيد، لافتاً إلى أن ممارسات «قسد» بحق الأهالي والتي ترقى إلى مستوى جرائم في كثير من الأماكن، لم تترك لها أي حاضنة شعبية وهناك نفور تام من جميع الشرائح والأطياف حتى الكردية منها ومن ممارساتها.
وأشار إلى غياب كامل للمنظمات الدولية الإنسانية في الحسكة ومنها «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، و«منظمة الصحة العالمية»، و«المفوضية السامية لشؤون اللاجئين»، و«برنامج الغذاء العالمي»، و«اليونيسيف»، عما يحدث في المدينة رغم الاتصال بهم عدة مرات.
وقال: «جرى الاتصال بهذه المنظمات عدة مرات لتقديم ما يلزم من مساعدات للأهالي النازحين، حيث أخبرتهم في آخر اتصال، بأن لدى هذه المنظمات مستودعاً يحوي على أغطية ومواد غذائية وأنه سيجري فتح المستودع ومنح هذه المساعدات للأهالي المحتاجين»، مبيناً أن دعم الأهالي يقتصر حالياً على المؤسسات الحكومية و«منظمة الهلال الأحمر العربي السوري» وعدد من الجمعيات الخيرية.
وشدد خليل على أن مناطق سيطرة الدولة هادئة حالياً وجرى استقبال أكثر من ثلاثة آلاف نازح حتى الآن وتأمين كل ما يمكن تأمينه لهم، وافتتاح أربعة مراكز إيواء وتخصيص سيارات لنقل النازحين ولاسيما كبار السن من نقاط حواجز الجيش العربي السوري إلى مراكز الإيواء، وكذلك تخصيص سيارات إسعاف لإسعاف المرضى والمصابين وتأمين الخبز ومياه الشرب لكل نازح.
وأضاف: «الوضع جيد ومستقر والإجراءات جيدة، والحذر مطلوب ونحن جاهزون، ونقوم بما علينا، ولن نسمح لهم بتدوير منتج داعش باتجاهنا أينما كان وكيفما كان».
وفي وقت سابق أمس أكدت مصادر مطلعة لـ«الوطن»، أن ميليشيات «قسد»، ورغم دعم الاحتلال الأميركي فشلت في السيطرة على السجن، حيث استمرت الاشتباكات لليوم الرابع على التوالي بين مسلحيها ومسلحي من تنظيم داعش، على إثر هجوم شنه مسلحون من الأخير على السجن الخميس الماضي.
وتحدثت المصادر، أن «قسد»، تحاصر السجن من جهاته الأربع، وسط تواصل القصف المدفعي والصاروخي العشوائي على مبناه وطلعات مكثفة لسلاح الجو التابع للاحتلال الأميركي، في محاولة منهم لاقتحام المبنى الذي استعصى فيه سجناء من التنظيم، واحتجزوا عدداً من مسلّحي «قسد» كرهائن.
وذكرت، أن هناك مفاوضات جارية عبر مكبّرات الصوت بين «قسد» ومسلحي التنظيم الموجودين في داخل السجن لتسليم أنفسهم مقابل ضمانات بالحفاظ على أرواحهم.
وأشارت إلى أن الاشتباكات تجري في محيط منطقة المقابر شمال السجن جنوب شرق حي غويران، في حين لا تزال عمليات البحث جارية عن الفارين من سجناء داعش في عدد من المناطق القريبة من محيط السجن وفي الضواحي والقرى القريبة من المدينة.
وأعلنت مصادر إعلامية مقرّبة من «قسد»، مقتل ١٣ من المهاجمين والقبض على ٢ آخرين أمس، أثناء مؤازرتهم للدواعش المحاصرين في القسم الشمالي من السجن، في حين تحدثت مصادر إعلامية معارضة عن أن حصلية الاشتباكات منذ الخميس الماضي هي مقتل 123 شخصاً منهم 77 من الدواعش و39 من «قسد» وسبعة مدنيين.
الوطن-سيرياهوم نيوز