آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » قسطنطين زريق… المفكر القومي والمدافع الصلب عن العروبة

قسطنطين زريق… المفكر القومي والمدافع الصلب عن العروبة

دمشق-رشا محفوض

قسطنطين زريق مؤرخ ومفكر سوري وأحد أهم دعاة القومية العربية في العصر الحديث حيث قدم فيها دراسات فكرية بعيدة عن التحزب والأدلجة فضلاً عن تفرده بمجال البحث التاريخي حتى لقب شيخ المؤرخين.

زريق الذي تمر ذكرى وفاته العشرون نشأ وترعرع في دمشق القديمة فتشرب منها صغيراً الشغف بالحضارة العربية وأصالة الماضي والعيش المشترك فحي القيمرية الذي ولد فيه سنة 1909 كان صورة مصغرة عن دمشق بما يضمه من تنوع وما يحتضنه من أوابد تاريخية لكل الأديان.

تلقى زريق دروسه الأولى في مدرسة الآسية بباب توما ونظراً لتفوقه العلمي حصل على منحة للدراسة في الجامعة الأميركية ببيروت عن طريق المؤرخ الدكتور فيليب حتي وبعد نيله الإجازة الجامعية سافر إلى الولايات المتحدة لإكمال اختصاصه بالتاريخ فحاز شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعتي شيكاغو وبرنستون ولدى عودته عين أستاذاً في الجامعة الأميركية عام 1930.

وانضم زريق عام 1932 إلى لفيف من الشباب القوميين العرب الذين أسسوا عصبة العمل القومي حيث وضع زريق خلاصة أفكار العصبة ومبادئها في كتاب صغير باسم “الكتاب الأحمر” وساهم مع رفاقه بنشر الفكر القومي لدى الجمعيات والأحزاب في سورية ولبنان والتأثير على قراراتها المرتبطة بالقضية العربية.

إيمان زريق بالعروبة خلال فترة عمله بالجامعة الأميركية تجلى بتشجيعه الوعي القومي لدى الطلاب وحثهم على ممارسة الكتابة والخطابة باللغة العربية وإصراره على إلقاء محاضراته باللغة العربية رافضاً التحدث مع الطلاب بالإنكليزية.

ونظراً لنشاطه الفكري والسياسي عين زريق وزيراً مفوضاً لسورية في الولايات المتحدة سنة 1946 كما كان عضواً في الوفد السوري لاجتماع منظمة الأمم المتحدة التأسيسي حيث صرف جهداً كبيراً في الدفاع عن استقلال وطنه وعن القضية الفلسطينية ووضع كتاباً عن احتلال فلسطين سنة 1948 أدرج من خلاله مصطلح النكبة وكان أول من استخدمه في القاموس السياسي العربي.

ولدى انتهاء عمله الدبلوماسي عين زريق رئيساً لجامعة دمشق بين عامي 1949 و1953 عمل حينها بصورة فعالة في زيادة نسبة الطالبات في الجامعة وعلى إيفاد مئات الطلاب إلى الخارج للدراسات العليا وساهم بتطبيق مبدأ التعليم المجاني بالمرحلة الثانوية.

وخلال ترؤسه الجامعة الأميركية في بيروت بين عامي 1953 و1957 دعم بقوة التيار الطلابي الرافض للتدخل الغربي ولحلف بغداد.

نشاط زريق لم يقتصر على الجانب الأكاديمي والسياسي فانتخب عضواً مراسلاً في مجمع اللغة العربية بدمشق وعين ممثلاً لسورية في المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو” قبل أن يترأس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية حيث كانت له مساهمة كبيرة بحفظ وثائق هذه المؤسسة خلال الاجتياح الصهيوني للبنان سنة 1982.

شغف زريق بالتعليم جعله يتنقل بين بلدان العالم لنقل معارفه وأفكاره للطلاب من جامعات أميركا إلى أثينا واسطنبول وفيينا وجنيف ولاهاي وميونخ وأوكسفورد وكامبردج.

وفي آب من سنة 2000 توقف قلب زريق عن النبض مخلفاً وراءه إرثاً يتسع عن الحصر من الأوسمة والجوائز التي حازها في سورية ودول عربية وأجنبية لفكره وعلمه اللذين بثهما في عشرات الكتب والأبحاث ومنها “الوعي القومي” و”معنى النكبة” و”نحن والتاريخ” و”مطالب المستقبل العربي”.

(سيرياهوم نيوز-سانا)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وإنّما أولادُنا بيننا.. أكبادُنا تمشي على الأرضِ … في يوم الطفل العالمي.. شعراء تغنوا بالطفولة

  قد تجف أقلام الأدباء وتنضب أبيات الشعراء ولا ينتهي الحديث عن جمال الأطفال وذكريات الطفولة في عمر الإنسان؛ فالطفولة عالم مملوء بالحب والضحك والسعادة، ...