د.رحيم هادي الشمخي
تقوم قصة هذا المثل «اختلط الحابل بالنابل» على روايتين، إحداهما عن حيوان الماعز وراعيها، والثانية عن المعارك بين طرفين.
الأولى: يروى أن الراعي الذي يرعى الماعز يقوم بعد موسم التزاوج بتعريب القطيع، أي يفصل بين أنواعه، فيضع الماعز غزيرة اللبن في جهة، ويعزل الماعز شحيحة اللبن إلى جهة أخرى، ليبيع الماعز شحيحة اللبن ويحتفظ بغزيرة اللبن لتدرّ عليه أرباحاً وفيرة عند بيع اللبن، وتسمى الماعز غزيرة اللبن «حابل» وشحيحة اللبن «نابل»، ويحدث أحياناً أن يختلط النوعان من الماعز أثناء التعريب فيقول الراعي قولته الشهيرة «اختلط الحابل بالنابل».
أما الرواية الثانية فإنّ «الحابل» هم الأشخاص الذين يمسكون حبال الخيل والجمال في الحرب، والنابل هم الأشخاص الذين يرمون بالنبال، أي بالسهام، فحين تشتد المعركة بين الطرفين ويختلط هؤلاء بهؤلاء، يُقال «اختلط الحابل بالنابل» حيث لا يمكن التمييز بين من يمسكون الحبال عن أولئك الذين يرمون النبال.
هذا المثل العربي أصبح يُردد في كل المجتمعات العربية عندما تحتدم الخلافات وتكثر الحجج بين أفراد المدينة الواحدة أو الأفراد من أجل حالة مجتمعية معينة عندما لا توجد لها حلول، وأصبح شائعاً عندما تختلط المواقف والآراء التي لا تسرّ أحداً، شتان ما بين هذا وذاك فعلاً، لقد اختلط «الحابل بالنابل» في زمن التردي والبلاء والنفاق واللهاث وراء المصالح الشخصية الضيقة التي جعلت المجتمعات تنخر عقول الناس بالعادات والتقاليد العقيمة.
أصبح هذا المثل يُردد عندما تكون هناك مشكلة عصية على الحل، عندها يكون هذا المثل عند الناس مسك الختام.
( سيرياهوم نيوز ٣-جريدة تشرين )