آخر الأخبار
الرئيسية » السياحة و التاريخ » قصة تعديل موعد عيد الجلاء السوري عام 1946 احتراماً ليوم الجمعة العظيمة لدى المسيحيين”

قصة تعديل موعد عيد الجلاء السوري عام 1946 احتراماً ليوم الجمعة العظيمة لدى المسيحيين”

 

فيينا:ريمون جرجي

كان المفكر السوري الدكتور جورج جبور، قد وثق واحدة من القصص الفريدة في التاريخ الوطني السوري، وهي تزامن عيد الجلاء الأول لسوريا مع يوم الجمعة العظيمة لدى المسيحيين، مما أدى إلى تعديل تاريخ هذا الحدث الوطني.

ففي عام 1946، كان من المقرر أن تحتفل سوريا بعيد الجلاء الرسمي يومي 18 للأمم نيسان/أبريل، وهو ما نُشر في عدد صحيفة البلد بتاريخ 10 نيسان 1946، والتي تضمنت برنامج الاحتفال الرئاسي بالمناسبة( صورة مرفقة عنها).
لكن سرعان ما تبيّن أن الجمعة 19 نيسان 1946 تتزامن مع يوم الجمعة العظيمة لدى المسيحيين، وهو يوم حزن عميق يخلد ذكرى صلب السيد المسيح، ويأتي قبل يومين من عيد الفصح المجيد، الذي كان موحدًا في ذلك العام بين جميع الطوائف المسيحية في سوريا.
واستجابةً لمناشدات عدد من رجال الدين المسيحيين في دمشق، وبتدخل من شخصية لبنانية طرابلسية، قررت الحكومة السورية آنذاك تقديم الاحتفال الرسمي بعيد الجلاء إلى يوم 17 نيسان/أبريل، احترامًا للمناسبة الدينية. ومنذ ذلك الحين، أصبح يوم 17 نيسان هو التاريخ الرسمي لعيد الجلاء في سوريا، الذي يُعد مكافئًا لعيد الاستقلال الوطني في بقية الدول.
روى الدكتور جورج جبور، الحاصل على وسام القديسين بطرس وبولس برتبة كومندور، مستندًا إلى الوثائق التي تعزز هذه الرواية، ومنها نسخة نادرة من صحيفة البلد.
وقد سبق له أن تحدث إلي في حلب عن هذه القصة قبل أكثر من 14 عامًا، ويؤكد د. جبور أنها تمثل نموذجًا رائعًا للتآخي الوطني والديني الذي يستحق أن يُدرَّس للأجيال.
حيث قال: “حدث الجلاء فعلياً عند الساعة العاشرة من صباح يوم الاثنين 15 نيسان/أبريل 1946، بموجب الاتفاق. ثم تقرر أن يكون الاحتفال الرسمي يومي 18 نيسان، لكن بعد اكتشاف تزامن أحد هذين اليومين مع الجمعة العظيمة، تم التعديل احترامًا لهذا اليوم الديني”.

غدا الخميس 17 نيسان/ أبريل 2025، ستحتفل سوريا بمرور 79 عامًا على الجلاء في 17 نيسان (لأول مرة بعد زوال العهد البائد وهروب السلطة السابقة)، وفي مفارقة زمنية لافتة، يصادف اليوم التالي لعيد الجلاء أي 18 أبريل الجمعة العظيمة لدى الطوائف المسيحية كافة، وفقًا للتقويمين الشرقي والغربي، كما حدث في عام الجلاء.

ومن المثير للاهتمام أيضًا، أن يوم الجمعة في سنوات ما يقال عنها الجاهلية كان يُسمى “يوم العروبة”، وهي كلمة مشتقة من السريانية الآرامية “عروبتو” وتعني “الغروب”، في إشارة رمزية إلى يوم صلب المسيح، والذي يُعد يوم الغروب العظيم في المسيحية.
بارك الله بأعياد كل السوريين وكفى بهذه الجملة للمعايدة السورية

نبذة عن الدكتور جورج جبور:
من مواليد مدينة صافيتا.
مستشار رئاسي سابق وعضو مجلس الشعب السوري سابقاً.
أكاديمي بارز و مؤسس الرابطة السورية للأمم المتحدة ورئيسها من 2004 حتى 2022 حين سمي رئيسا فخريا.
(اخبار سوريا الوطن ٢-مجموعة منتدى الفكر السياسي والأدبي)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مجلس مدينة حمص يتخذ إجراءات لتفعيل الأسواق الأثرية وعودة النشاط التجاري لمركز المدينة

اتخذ مجلس مدينة حمص مجموعة إجراءات لتفعيل الأسواق الأثرية وعودة النشاط التجاري لمركز المدينة، بما يسهم في تحريك العجلة الاقتصادية. وتم خلال اجتماع مديريتي جمالية المدينة ...