لم يرغب كلود مونيه، في الثامنة والستين من عمره، عام 1908، بالسفر إلى البندقية؛ كان منشغلاً بالعمل على لوحاته الشهيرة عن زهور النيلوفر المائية، ووافق على مضض أن يرافق زوجته أليس هوشديه. لكن الوقت الذي أمضاه هناك أصبح من أكثر فترات حياته إنتاجاً، إذ أنجز 37 لوحة، يُعرض عدد كبير منها في معرض يُفتتح اليوم في متحف بروكلين النيويوركي.
“وقع مونيه في حبّ المدينة، وقضى وقتاً رائعاً هناك مع أليس”، تقول القيّمة المشاركة على المعرض ليزا سمول لوكالة “فرانس برس”، “كانا يخططان للعودة، لكن أليس مرضت وتوفيت للأسف عام 1911، فأنهى مونيه هذه اللوحات في جيفرني، في حزنٍ وحدادٍ”.
المعرض، الذي يستمر حتى شباط/فبراير 2026، يستعيد رحلة الزوجين إلى البندقية من خلال روائع رسمها الفنان الفرنسي هناك، إلى جانب أرشيفات تتضمن بطاقات بريدية وصوراً فوتوغرافية.
وقد جُمعت تسع عشرة لوحة للعرض، من بينها “قصر الدوق” و”القناة الكبرى، البندقية”.
وتُظهر العديد من اللوحات – بأسلوب مونيه الانطباعي المميّز – مباني المدينة المدهشة من زوايا مختلفة وأوقات متنوعة من النهار، مع التركيز الدائم على الماء وانعكاساته.
تبدو البندقية نفسها بمثابة “البطلة الثانية” في المعرض، الذي يضم أيضاً أعمالاً عن المدينة للفنانين كاناليتو (1697–1768)، وج. م. و. تيرنر (1775–1851)، وجون سنغر سارجنت (1856–1925).
أما ذروة معرض “مونيه والبندقية”، فتتمثّل في قاعة تُعرض فيها لوحات الفنان الفرنسي مصحوبة بموسيقى وضعها خصيصاً للمناسبة المؤلف المقيم في المتحف نايلز لوثر. هذا العمل الموسيقي، وفق سمول، “يستحضر الطريقة التي كان النقّاد الفنّيون، ولا سيّما في أواخر مسيرته، يتحدثون بها عن أعماله بمصطلحات موسيقية”.
وأضافت: “كانوا يتحدثون عن سيمفونية الألوان، وعن انسجام ضربات الفرشاة، وعن الفرشاة التي تعمل كأوركسترا. لذا شعرنا بأن هناك ارتباطاً عميقاً بين الموسيقى ولوحات مونيه، وأن من الجميل أن يقدم مؤلف كلاسيكي معاصر تفسيره الخاص لهذا التلاقي الفني”.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار