آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » قصة شهر عسل أنقذ مدينة من الدمار… كيف افتدت ناغازاكي كيوتو؟

قصة شهر عسل أنقذ مدينة من الدمار… كيف افتدت ناغازاكي كيوتو؟

 

قبل أسابيع قليلة من إلقاء الولايات المتحدة أقوى سلاح عرفته البشرية على مدينتي هيروشيما في السادس من آب/أغسطس 1945 وناغازاكي في التاسع منه، لم تكن ناغازاكي حتى على قائمة المدن المستهدفة بالقنبلة الذرية. وكانت كيوتو، العاصمة القديمة لليابان والتي تضم أكثر من 2000 معبد بوذي ومزار شنتو، بما في ذلك 17 موقعًا للتراث العالمي، على رأس القائمة.

 

 

 

وضعت القائمة لجنة من جنرالات وضباط وعلماء أميركيين. واعتبر الجيش كيوتو هدفاً مثالياً لأنها لم تتعرض للقصف إطلاقاً، وفضّل علماء لجنة الأهداف كيوتو أيضاً لاحتوائها على العديد من الجامعات، واعتقدوا أن سكانها سيدركون أن القنبلة الذرية ليست مجرد سلاح آخر، بل إنها نقطة تحول في تاريخ البشرية.

 

 

 

لكن في أوائل حزيران/يونيو 1945، أمر وزير الحرب هنري ستيمسون بإزالة كيوتو من قائمة الأهداف، مجادلاً بأهميتها الثقافية. لم يرغب الجيش الأميركي في حذفها من القائمة، فظل يُعيد كيوتو إليها حتى أواخر تموز/يوليو، عندما توجه ستيمسون مباشرةً إلى الرئيس هاري ترومان.

 

 

 

بعد مناقشة مع الرئيس، كتب ستيمسون في مذكراته بتاريخ 24 تموز 1945، أنه “كان حازماً للغاية في موافقته على اقتراحي، بأنه إذا لم تُجرَ عملية الإزالة، فإن المرارة التي ستنجم عن مثل هذا العمل المتعسف قد تجعل من المستحيل، خلال فترة ما بعد الحرب الطويلة، التوفيق بين اليابانيين وبيننا”.

 

 

 

كانت التوترات التي أدت إلى الحرب الباردة تتفاقم بالفعل، وكان آخر ما أراده الأميركيون هو دعم القضية الشيوعية في آسيا.

 

 

 

وفي النهاية، قصفت ناغازاكي في التاسع من آب/أغسطس كأحد القنابل النووية الثانية على اليابان، وبحلول نهاية عام 1954، أُحصي مقتل نحو 80 ألف شخص في المدينة.

 

 

 

ومع ذلك، يعتقد كثيرون أن دافع ستيمسون لتحييد كيوتو كان شخصياً، وأن الأعذار الأخرى كانت مجرد تبريرات. من المعروف أن ستيمسون زار كيوتو عدة مرات في عشرينيات القرن الماضي عندما كان حاكماً للفلبين. ويقول بعض المؤرخين إنها كانت وجهة شهر العسل بالنسبة له، وأنه كان معجباً بالثقافة اليابانية.

 

 

 

لكنه كان أيضاً وراء اعتقال أكثر من 100 ألف أميركي من أصول يابانية، لأنه كما قال ستيمسون: “خصائصهم العرقية لا تسمح لنا بفهمهم أو الثقة بهم حتى كمواطنين يابانيين”.

 

 

 

وربما يكون هذا أحد أسباب نسب الفضل إلى رجل آخر في إنقاذ كيوتو لعقود طويلة. فقد كان يُعتقد على نطاق واسع أن عالم الآثار ومؤرخ الفن الأميركي لانغدون وارنر، وليس وزير الحرب المثير للجدل، هو من نصح السلطات بعدم قصف المدن ذات المعالم الثقافية، بما في ذلك كيوتو. حتى أن هناك نُصباً تذكارية تُخلّد ذكرى وارنر في كيوتو وكاماكورا.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رقابة مشددة وآلية جديدة… إسرائيل تسمح بدخول البضائع إلى غزة تدريجياً

  أعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، التابعة للجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أنّ إسرائيل ستسمح بدخول البضائع إلى قطاع غزة بشكل تدريجي وتحت ...