كانتِ الأم سابقًا تقوم بنشر الغسيل على السّطح في البيوت العربيّة القديمة، فلم يكن يوجد خيارٌ آخر وذلك بسبب تصميم المنازل حيث كانت تتألف من أرض الديار والغرف والسطح. وبسبب ارتفاع المسافة وطول الدرج ما بين السطح وأرض الديار، لم يكن سهلًا على الأم أن تنزلَ مرارًا وتكرارًا كلّما أرادت شيئًا ما. لذلك إن أرادت العونَ من إحدى بناتها، قامت بقلب الجرة مما يحدث صوت قوي يُمكِّن الفتاةَ من معرفة أنَّ أمَّها تناديها.
قد يقول قائل: لمَ لا تناديها من السطح؟ الإجابة هي أن صوت المرأة كان يُعتبر عورةً فلا يَصحّ لها أن ترفعه. من هنا، تم اشتقاق المثل الشعبيّ “طب الجرة على تمها بتطلع البنت لأمها” على غير المألوف إذ أنّنا نستخدمه كنايةً عن الشّبه الشّديد بين الأم وابنتِها سلوكًا وتفكيرًا وربّما شكلًا والصحيح أنها تطلع إليها على السطح .
( سيرياهوم نيوز3-اختيار محمد عزوز)