آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » قصص الحبّ والخيانة وصراع العائلات: الدراما اللبنانيّة لا ترى الضوء في نهاية النفق

قصص الحبّ والخيانة وصراع العائلات: الدراما اللبنانيّة لا ترى الضوء في نهاية النفق

زكية الديراني

 

… وفي رمضان 2023، تكرّس الانهيار! وضع الدراما اللبنانية والسورية يعكس الأزمة المالية والاقتصادية والاجتماعية التي يرزح تحتها مجتمعهما. وبينما تبدو هذه الدراما في موت سريري في لبنان، تواصل الدراما السورية صمودها بطريقة أو بأخرى. تنهل من واقعها، لتنسج حكايات عنوانها الراهن المثقل الذي ينوء تحته المواطن السوري، فيما يظلّ النجم السوري الورقة الرابحة في المسلسلات المشتركة التي ترتكز على حضوره القوي. هذا الموسم تتبدّل ملامح البرمجة قليلاً، لتستكمل التغييرات التي شهدناها في العامين الأخيرين. إذ تسيطر التطبيقات والمنصات الخليجية والمصرية على ساحة العرض، عبر استحواذها على حصة الأسد من المسلسلات. وكعادته، وضع تطبيق «شاهد» السعودي المنضوي تحت شبكة mbc يده على مشاريع حصرية متنوعة، بينما تبرز منصة watch it المصرية بعدما قررت خوض السباق بقوة. كذلك، توجه صنّاع الدراما نحو الأعمال ذات الحلقات القصيرة، عبر تكثيف الأحداث وتحويلها من ثلاثين إلى 15 حلقة. ملامح هذا التغيير ستفرض آليات جديدة في الإنتاج في السنوات المقبلة. وبينما يشهد الخليج فورة دراميةً مبشّرة بين الكوميدي والاجتماعي والدرامي، ترفع الدراما المصرية الشعارات «الكبيرة» وتتصدّى للقضايا الدسمة، فغالبية المسلسلات تعالج قضايا المرأة من الوراثة إلى الحضانة والصراعات اليومية بأعمال طويلة وأخرى قصيرة، وسط منافسة لأهم النجمات من بينهن منّة شلبي ومنى زكي ونيللي كريم وروبي وغيرهنّ، مع إعطاء مساحة كبرى للكوميديا، فيما تحضر الدراما التاريخية بمسلسل يتيم هو «رسالة الإمام». هل نقول إنّ الموسم مصري بامتياز؟ من المبكر الحكم منذ الآن… لننتظر ونر!

 

 

«الدراما العربية تسير إلى الأمام، واللبنانية إلى الوراء». تلك هي الخلاصة التي يمكن التوصّل إليها لدى الاطّلاع على المسلسلات المحلية التي ستحضر في السباق الرمضاني. في الوقت الذي تشهد فيه الأعمال المشتركة والمصرية والخليجية فورة ملحوظة، تسجّل اللبنانية تراجعاً من ناحية الإنتاج والكمية. هذا التراجع ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى أكثر من ثلاث سنوات تعرّضت فيها الدراما المحلية لضربات موجعة تمثّلت في تظاهرات خريف 2019 التي أثّرت سلباً على الإنتاج. تلاها حجز أموال المودعين في المصارف، ما أدّى إلى تضييق الخناق على الشركات اللبنانية التي تنتج الدراما المحلية. ثم جاء الارتفاع الجنوني لسعر الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية، ليشكّل الضربة القاضية لتلك الصناعة التي دخلت في موت سريري.

 

 

لا تزال شركات الإنتاج اللبنانية تواجه المصاعب نفسها التي عايشتها قبل ثلاث سنوات، ليخرج الموسم الرمضاني الحالي باهتاً كغيره من المواسم السابقة.

 

 

 

من مسلسل «لحن البحر»

 

في هذا الإطار، يحضر المنتج مروان حداد من خلال مسلسل واحد هو «عشرة عمر» (كتابة لبنى مرواني وإخراج أحمد حمدي) الذي تعرضه قناة «الجديد». فقد قرّرت شركة «مروى غروب» التي يديرها حداد، خوض السباق بعمل يتيم تلعب بطولته ماريتا الحلاني، إلى جانب مجموعة من الممثلين، من بينهم جو صادر، جان قسيس، وجيه صقر، روزي الخولي، حسن حمدان، بولين حداد وغيرهم. يتألّف المشروع من 30 حلقة، ولا يخرج عن إطار قصص الحب والخيانة وصراع العائلات في المجتمع اللبناني.

ad

 

اللافت أن قناة «الجديد» شبه غائبة عن السباق الدرامي هذا العام، إذ تكتفي بإعادة بعض الأعمال من أرشيفها. سياسة تتبعها القناة اللبنانية في السنوات الأخيرة، في مقابل تركيزها على نشرات الأخبار وبرامجها السياسية.

من جهتها، تخوض قناة mtv المنافسة من خلال المسلسل اللبناني المشترك «للموت 3» (كتابة نادين جابر وإخراج فيليب أسمر «شاهد»/ إنتاج «إيغل فيلمز»). بعدما بثّت شاشة ميشال المر الموسمين الأولين من العمل الدرامي، تكمل عرض الموسم الثالث منه. وكان «للموت» قد تعرّض لانتقادات سلبية، لأنه يقوم على المبالغة في أداء الممثلين، والمغالاة في لوكات ماغي بو غصن ودانييلا رحمة. هذا الموسم، تمّت الاستعانة بعدد من النجوم السوريين لرفع الحماس، من بينهم مهيار خضور، وفايز قزق، ويامن الحجلي، وورد الخال. كذلك، تحافظ mtv على عرض مجموعة من المسلسلات التركية المدبلجة إلى اللهجة السورية.

ad

 

 

ماغي بو غصن في «للموت 3»

 

تحضّر شاشة المرّ العديد من المفاجآت، وهذه المرة لن تكتفي ببث المسلسلات فحسب، بل ستقدم أيضاً برامج ألعاب متنوّعة تضفي بعض الحركة على برمجتها.

من جهتها، تخوض قناة lbci السباق زيادة عن زميلاتها عبر مسلسل لبناني وحيد هو «أسماء من الماضي» (ﺇﺧﺮاﺝ إيلي معلوف وﺗﺄﻟﻴﻒ زينة عبد الرازق). انطلقت قناة بيار الضاهر بعرض المسلسل قبل أشهر وتستكمله في شهر الصوم. لا يخرج المشروع عن إطار الأعمال اللبنانية الكلاسيكية التي تدور في فلك صراعات العائلات والحب. كما تواصل الشاشة عرض المسلسل التركي «زهرة الثالوث» الذي يحلّ مكان المشاريع المحلية، وأفردت مساحة للمسلسل السوري «العربجي». يبدو أن lbci تمشي على خطى زميلتها mtv عبر الاستعانة ببرامج ألعاب، إذ يتحضّر وسام حنا لتقديم برنامج رمضاني يحمل اسم «ما تفكّر مرتين» يقوم على توزيع الهدايا. هذه الخطوة لجأت إليها القنوات اللبنانية لزيادة تفاعل المشاهدين في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها البلاد.

ad

تعوّل قناة «المنار» على مسلسل «لحن البحر»

 

من جانبها، لا تخوض قناة otv السباق الدرامي، إذ تكتفي بعرض برنامج طبخ يُصوّر في «سوبرماركت» في بيروت ويلقي الضوء على مائدة رمضان. وقد تعيد الشاشة المحلية بثّ مسلسل قديم، سبق أن عرضته قنوات أخرى.

في السياق نفسه، تخصص قناة «المنار» برمجة رمضانيةً لافتة، على رأسها المسلسل اللبناني «لحن البحر» (كتابة محمود الجعفوري وإخراج محمد وقّاف وإنتاج «مركز بيروت الدولي») الذي يجمع نجوماً لبنانيين هم: عمار شلق، يوسف حداد، فيفيان أنطونيوس وغيرهم. العمل مستوحى من بيئة المقاومة، وتدور الأحداث في أواخر تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفين. تعوّل المحطة على العمل لأنه يعالج قضايا اجتماعية عدة. في المقابل، تخصّص المحطة مساحة مهمة للبرامج الدينية والاجتماعية، أبرزها برنامج «علمي علمك» مع عمرو ناصيف. كما تبثّ المحطة المسلسل الإيراني المدبلج إلى العربية «غاندو 2»، والفلسطيني «ميلاد الفجر» الذي يلقي الضوء على المقاومتين الفلسطينية واللبنانية. ومن المرات القليلة، تغيب الدراما السورية بشكل نهائي عن «المنار»، بعدما كانت حاضرة في شهر الصوم الماضي. في المقابل، قررت «المنار» ترك برامجها السياسية على حالها وفي مواعيد عرضها، بسبب التطورات التي قد تشهدها الساحة الداخلية، فيما تغيب المسلسلات اللبنانية عن قناة nbn التي تكتفي بعرض مسلسلين سوريين هما «باب الحارة 13» و«قرار وزير».

 

باختصار، موسم درامي لبناني باهت تتحضّر له القنوات المحلية، بينما تعاني شركات الإنتاج لتحضر صوريّاً فقط.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...