حسم الخبير العسكري الأردني اللواء فايز الدويري الجدل حول الخبرة المرتبطة بمكان وقوع حادثة المسيرة التي قصفت أحد أبراج قاعدة عسكرية أمريكية على الحدود بين الاردن وسوريا.
وحسم الدويري الجدل الإعلامي الذي ثار بعنوان تحديد مكان حصول هذا الحادث بقوله إن البرج الذي تم توجيه الضربة عبر مسيرة مجهولة له يسمى البرج 22 ووفقا للدويري هذا البرج جزء من إطار اللوجستي يراقب المنطقة بالتعاون ما بين بلاده الأردن والولايات المتحدة، وهو موجود في الجزء الأردني من منطقة الركبان الصحراوية المحاذية لقاعدة التنف.
بهذا التحديد الجغرافي يحسم الدويري من خبرة مباشرة على الأرجح الجدل لكن الرجل نفسه اتهم الأطراف الأمريكية بالزج في الأردن بمواجهة عسكرية إقليمية.
وتوسع الجدل بعد ما ظهرت تباينات في روايتين رسميتين أردنيتين حول المكان الذي وقعت فيه الحادثة والتي شغلت الإدارة الأمريكية حتى فجر الاثنين خصوصا بعد وقوع ثلاثة قتلى واكثر من ثلاثين جريحا في عملية وصفها البنتاجون بأنها خطيرة جدا.
وهي العملية الأولى التي تضرب فيها منطقة عسكرية لوجستية مشتركة بين الاردن والقوات الامريكية علما بأن الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية الوزير مهند مبيضين صرّح بأن المسألة لم تنتهي بأي جريح او قتيل من نشامى القوات المسلحة الأردنية.
وذلك نبأ سار بكل الأحوال لكن النبأ السياسي غير السار إعلاميا أيضا هو ان تلك العملية في قصف قاعدة عسكرية أمريكية هي الأولى التي تقع داخل الأراضي الأردنية أو بمكان قريب من الأردن على خطوط التماس الحدودية ما بين العراق وسوريا والاردن خلافا للمعلومات التي تسربت من واشطنن عن إنزعاج وزارة الدفاع البنتاغون من العملية ونجاحها وجرأتها”.
وتكشف العملية عن ضعف في جاهزية الدفاع الجوي سبق أن نبّه منها الأردن خلافا لتهاوي منظومة إستخبارية كان يفترض أن تصطاد العملية قبل وقعها في موقع حساس للغاية على أكتاف الحدود الأردنية السورية وبمحاذاة الحدود مع السعودية والعراق.
دلالات هذا الحادث في توريط الأردن والسيناريو المرجح لتوسع الصراع إقليميا بعد تعرض سلسلة من القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة لعمليات تسلل هجومية هو أن الأردن سارع وبناء على مصدر مجهول نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء الإشارة إلى أن هذا الحادث فرصة لتذكير الأمريكيين بعد تنبيههم سابقا بالحاجة الملحة إلى تعزيز الدفاعات الجوية الأردنية ليس فقط جراء الهجوم الأخير.
لكن جراء اندفاعات قد تؤدي بميليشيات إيرانية أو عراقية أو سورية للتفكير بالعبور بعمليات عسكرية عبر الأردن.
تعني تلك الإشارة المنقولة عن مصدر أمني أردني رفيع المستوى وفقا لرويترز أن عمان التي نبّهت الجانب الأمريكي لم تحصل على ما تُريده أو أرادته في الماضي من تعزيز لخطط دفاعها الجوي خصوصا وأن بقاء الصراع والعدوان ضد قطاع غزة وفي فلسطين المحتلة من العناصر التي يمكن أن تؤدي إلى توسّع الصراع.
التنبيه الأمني الأردني يحاول لفت النظر الى ان الولايات المتحدة فيما يبدو تجاهلت سعي الاردن لتعزيز أنظمة الدفاع الجوي في محيط الأراضي الأردنية وحتى المصالح الأمريكية في الأراضي الأردنية وسط وضع إقليمي ملتهب أمنيا وسياسيا.
وبالتالي الحادث رغم الدلالات الأمنية والسياسية الخطرة التي يطرحها مع تساؤلات بخصوص أمن واستقرار المنطقة مستقبلا إلا أنه مفيد في تذكير الصديق الأمريكي بأن الأردن وسط أتون المواجهة العسكرية.
وبأن المجموعات المسلحة في الجوار وتحديدا في سوريا والعراق لا تزال تحتفظ بطموحها بالتسلل والاختراق والإقتحام للسواتر الحدودية الأردنية خصوصا وأن عمان أساسا في حالة مواجهة مفتوحة مع كل معطيات تجار الموت ومهربي المخدرات حيث عصابات مسلحة للغاية تحاول الاختراق والتسلّل أيضا.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم