سامر الشغري
يعيد الأديب مالك صقور إلى الواجهة قضايا خلافية ثقافية تاريخية أثارها أهل الأدب على مدى قرون وتناولت رموزا وعصورا كبرى ومفصلية عبر كتابه الصادر حديثا تحت عنوان “قضايا أدبية إشكالية..آراء ورأي آخر”.
ويبحث صقور في كتابه الصادر مؤخرا عن الهيئة العامة السورية للكتاب في مساعي بعض النقاد إنكار الشعر الجاهلي ورفض نقاد آخرين لذلك مشيرا بهذا الصدد إلى المستشرق الانكليزي ديفيد مرجليوث حيث كان أول من أثار الشك في وجود هذا الشعر ثم رأي الدكتور طه حسين الذي اعتبر أن هذا الشعر منتحل بعد ظهور الإسلام.
ويقدم صقور خلاصات لرؤى الدكاترة حسين مروة ومحمود محمد شاكر ومصطفى صادق الرافعي وحسين جمعة ووهب رومية والأدباء أدونيس وحسان فلاح أوغلي ويوسف اليوسف الذين رفضوا مقولات الشك المبنية على الديكارتية والمتأثرة بآراء مستشرقين مؤكدين ارتباط قصائد الشعراء الجاهليين ببيئتهم وما فيها من إبداع وضرورة تطبيق مدارس النقد الجديد عليها.
ثم ينتقل صقور في القسم الثاني من كتابه لمسألة المتنبي وخصومه بادئا بما ذهب إليه أدونيس بأن هذا الشاعر يأخذ عنده التمرد على المجتمع بعدا أكثر عمقا وتألقا ليعرض بعده رأي المستشرق الفرنسي ريجيس بلاشير الذي وضع كتابا عن المتنبي مستعرضا عبره الحقبة التاريخية التي نشأ فيها وطفولته ونشأته وما في قصائده من حداثة ولكنه في الوقت نفسه يبالغ بتشويه سيرته والطعن فيه مشيرا إلى تأثر طه حسين بنظرته السلبية للمتنبي مقابل شعراء آخرين أكثروا من الاحتفاء به وعلى رأسهم المعري.
ثم يتناول آراء نقاد وأدباء لخصوها في كتبهم من محمود محمد شاكر ونزار بريك هنيدي وعبد الغني ملاح وتأكيدهم على عروبة المتنبي وتحديه لصروف الزمن وطباعه الثورية ودعوتهم إلى إعادة دراسة حياته بصورة تاريخية علمية.
ويدور القسم الثالث من الكتاب حول شكسبير وتولستوي فمن المعروف بين أهل الأدب أن الروائي الروسي هاجم المؤلف المسرحي الانكليزي ووجد أعماله غبية ووضيعة وكتب مقالة طويلة عن ذلك بعنوان “عن شكسبير والدراما” معتبرا أن أعماله لا تلبي متطلبات اي فن من الفنون وأنه لم يكن له في بلاده أي مجد حتى نهاية القرن الـ 18 وأن ما ساعد في شهرته
لاحقا تحول بريطانيا لإمبراطورية إضافة إلى الإطناب في مدحه من قبل بعض الأدباء مثل غوته فضلا عن دور الصحافة الإنكليزية.
(سيرياهوم نيوز-سانا)