بقلم:أحمد يوسف داود
تَحتاجُ القَضايا الكُبرى النّبيلةُ في ايِّ بلدٍ من بُلدانِ عالَمِنا إلى حامِلٍ مهيأ لِحَملِها، وهوَ الشَّعبْ!.
ولايَكونُ هذا الشَّعبُ مِمّنْ يُعانونَ من قِلّةٍ أو ذِلةٍ في شُؤونِ حَياتِهم وفي أُمورِ مَعاشِهِمُ اليَوميَّةْ، إذْ إنَّ ذلكَ هوَ شَرطٌ أَوَّليٌّ وأَساسِيٌّ جِداً لِقَضيَّةِ العَيشِ وَالبَقاءِ النّاجعِ أَصلاً، وبالتّالي لأَمرِ النَّجاحِ أَوّلاً في تَحَمُّلِ ماهوَ مَطلوبٌ مِنهُ تَحَمُّلُهُ مِنْ أَعباءْ!.
وهذا ليسَ مِمّا يُمكِنُ أنْ يُقالَ فيهِ إنّهُ تَنظيرٌ مُتَخَيَّلْ، بل هو حَقيقَةٌ لايُمكِنُ إلّا التَّسليمُ بِها كَشَرطٍ أَوَّليٍّ لأَيِّ نَجاحٍ في أَيِّ فِعلٍ تُمارسُهُ أَيَّةُ سُلطةٍ في عالَمِنا مُنذُ بَدءِ التّاريخِ الحَضاريِّ حتّى الآنْ!.
وإذا ماأَردْنا أَنْ نُراجعَ حِساباتِ أَحوالِنا التي صِرْنا إِلَيها الآنَ في ظلِّ ظُروفِنا المَعاشِيّةِ الحاليّةِ فإنّنا نَجدُ أَنْفُسَنا إِجْمالاً – نَحنُ عامَّةَ الشَّعبْ – نَحيا إِجمالاً في ظُروفٍ لاتَسرُّ صَديقاً ولاتُغيظُ عَدوّاً، ولا نَعرِفُ ماالذي قد يَحِلُّ بِنا غَداً مِمّا هوَ أَشدُّ قَسوَةً وَسوءاً، كَما يُقالْ!.
إنَّنا الآنَ، نَحنُ الغالبيَّةَ منَ الشَّعبِ السُّوريِّ العَريقِ المُبدِعْ، قد بِتْنا لانَشعُرُ حتى بالقَليلِ منَ الأَملِ بحَياةٍ ناجِعةٍ تُعيدُ لَنا، ولَو قَليلاً، مِمّا كنّا عَلَيهِ منْ مَقدِرةٍ على العَيشِ بكَرامَةٍ ويُسرٍ خِلالَ سائِرِ أَحقابِ تاريخِنا المُبدِعِ الطَّويلْ!.
إنَّ قَضيَّةَ الاهتِمامِ بِنا كَشَعبٍ يُعاني منَ الفَقرِ والقِلّةِ لَيسَتْ بالأَمرِ العَصيِّ أَو غَيرِ المُمكِنْ، بل هيَ مِمّا يُمكِنُ أَنْ يَتحقَّقَ – ولَوْ على مَراحِلَ – بِشرْطِ أَنْ يَتِمَّ الضَّربُ على أَيدي الفِئاتِ النَّهّابةِ ضَرْباً لاإِشفاقَ فيهْ، ومُحاسَبة كلِّ عَناصِرِها باستِعادةِ كلِّ ماقاموا بِنَهبِهِ دونَ وَجهِ حَقّْ، كَيما يَصِلَ مُجتَمعُنا العربيُّ السُّوريُّ كلُّهُ إلى العافيَةِ المَطلوبَةِ والأمانِ المَنْشودْ!.
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز ٢)