انعقد لقاء «اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني» في السويداء على عجل، ومن دون تجهيز مسبق، كما كان حال اللقاءات التي عُقدت في عدة محافظات أخيراً.
واعترض الكثير من أهالي السويداء على سرّية الدعوات وعدم شموليتها شرائح المجتمع كافة، فضلاً عن افتقارها إلى أي معايير، وعدم مراعاتها تمثيل أحزاب وهيئات كثيرة، ما دفع البعض إلى التظاهر أمام قاعة المؤتمر أثناء اللقاء. وخلال الجلسة، تباينت المداخلات بين محاور وطنية عليا، ومواضيع معيشية على مستوى ضيق.
ومع غياب تغطية الإعلام الرسمي لمجريات اللقاء، لم تصدر عن اللجنة المشرفة أي توصيات ختامية توثّق ما توصّلت إليه، ليتم الرجوع إليها عند عقد مؤتمر «الحوار الوطني العام».
ويشير الصحافي ضياء صحناوي الذي تابع الجلسة من خلال تغطية وسيلته الإعلامية، إلى أن «الحوار تضمّن كماً كبيراً من المداخلات المهمة التي ركّزت على وحدة سوريا أرضاً وشعباً من دون أي تلوين طائفي أو مذهبي أو عرقي».
لم تصدر توصيات ختامية يتم الرجوع إليها عند عقد مؤتمر الحوار الوطني
ويضيف، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «بعض المداخلات ركّزت على أمور من مثل صلاحيات رئيس الجمهورية، وحق جميع السوريين في الترشح لمنصب الرئاسة من دون شروط لها علاقة بالجنس أو الدين أو المذهب. كما ركّزت أخرى على المساواة بين المرأة والرجل، إضافة إلى عناوين كالعدالة من دون انتقام، والمطالبة بمحكمة دستورية عليا تكون صلاحيتها متفوّقة على صلاحيات السلطات. وفي المقابل، تحدّث قلة من الحاضرين عن مشاكلهم الشخصية بعيداً عن هدف الحوار». ويوضح صحناوي أن «أغلب الحضور شخصيات محترمة، على رغم عدم معرفة معايير اختيار المدعوين، وخاصة أن الدعوات كانت سرّية»، متابعاً أنه «تم إقصاء عدد كبير من أبناء المحافظة».
والأمر نفسه يؤكده أيضاً الناشط والصحافي، رواد بلان، الذي يبيّن أن «الدعوات لحضور الجلسة كانت موجّهة بشكل سرّي وخاص، ومبنية على معرفة شخصية أو ترشيحات من مجموعة مقرّبة من المكلّف بالإشراف على محافظة السويداء». ويقول بلان، لـ»الأخبار»، إنه «تم إرسال الدعوات في وقت متأخّر قبل يوم من الجلسة، ولم يرافقها أي جدول أعمال، وبالتالي كانت هناك إشكالية واضحة حول شكل الاجتماع وبرنامج عمله، وآليات الدعوة إليه، والمدة الزمنية ومسار مخرجاته، وكيف يمكن ترجمتها».
ويشير إلى أن «بعض المداخلات قد تكون منقوصة أو غير مكتملة نتيجة عدم وجود وقت كافٍ للمشاركين لتحضير أفكارهم وترتيبها مسبقاً. وحتى وقت النقاش كان محدوداً، والوقت المخصص لكل مداخلة قصيراً، مع عدم وجود محضر نهائي للجلسة يستعرض مخرجاته بشكل رسمي». ويتابع أن «حسن الدغيم، أحد أعضاء اللجنة الحوارية أخذ دور المدافع عن السلطة الحالية، وقال بشكل صريح وواضح إن مخرجات اللقاء الحواري غير ملزمة، ولا تحجب مقررات مؤتمر النصر الذي أعلنه الرئيس الانتقالي، أحمد الشرع».
من جهته، يشير أحد المشاركين في الجلسة الحوارية، وهو المدرّس نضال عامر، إلى أن «دعوات كانت قد وصلت إلى عدد من الأشخاص الذين وقفوا ضد أحرار الساحة خلال فترة الاحتجاجات في السويداء، فاعترض أغلب الحاضرين وتمّ إخراج أولئك الأشخاص من القاعة قبل بدء المؤتمر». ويضيف، في حديث إلى «الأخبار»، أنه «تم الاستماع إلى جميع المداخلات على رغم ضيق الوقت وكثرة عدد الحضور، وتم الطلب منّا تقديم المداخلات بشكل مكتوب. وهذا دليل على اهتمام كبير واستماع حقيقي من قبل اللجنة».
أخبار سوريا الوطن١ _الأخبار