قطاف المشمش.. طقس عمل سنوي في ربلة

عبد الحميد جنيدي

يشتهر ريف حمص الغربي بزراعة المشمش حيث تنتشر أشجاره بأنواعها من البلدي والتدمري والفرنسي في ربوع قراه وبلداته ولا سيما في قرية ربلة الواقعة بريف منطقة القصير جنوب غرب المحافظة.

كاميرا سانا رصدت أجواء قطاف موسم المشمش في ربلة والذي يستمر لأكثر من شهر ليعود على الفلاحين بموسم خير ومردود مادي يخفف أعباء الظروف الراهنة والتي انعكست على زيادة تكاليف زراعة الأشجار من فلاحة وأسمدة ومحروقات ونقل.

المزارع طوني جريج وخلال مرافقتنا له للوصول إلى بستانه عبر طريق ترابي تزين جوانبه أشجار المشمش بثمارها التي شارفت على النضج يقول “نبدأ منذ ساعات الصباح جني المحصول بواسطة عمال نتعاقد معهم سنوياً من غوطة دمشق للإقامة معنا طيلة موسم القطاف نظراً لخبرتهم في هذا المجال” مبيناً أن العمال والعاملات يوزعون العمل فيما بينهم فالبعض يصعد السلالم الخشبية حاملين معهم أواني بلاستيكية لوضع حبات المشمش والبعض يقوم بالتقاط الحبات المتساقطة على الأرض ووضعها في الصناديق البلاستيكية بينما يقوم البعض الآخر بعملية فرز الحبات حسب حجمها ولونها وجودتها لتعبئتها وتوضيبها وفق مواصفات تضمن تسويق المحصول بشكل جيد أما داخل المحافظة أو خارجها.

وحول واقع المحصول في قرية ربلة يؤكد طوني أن الإنتاج هذا الموسم مقبول رغم تأثره بموجة الصقيع والصعوبات التي يعاني منها المزارعون في خدمات النقل والأيدي العاملة موضحاً أن موسم قطاف المشمش يؤمن فرص عمل للعديد من الفئات سواء في معامل البلاستيك للتعبئة أو لسائقي النقل أو في مجالات أخرى.

بدوره دعا المزارع طارق معاز صاحب حقل مشمش الجهات المعنية إلى تقديم تسهيلات لمساعدة المزارعين في تركيب ألواح طاقة شمسية لتامين بدائل عن المحروقات مشيراً إلى أن أصحاب الحيازات الصغيرة غير قادرين على تركيبها بمفردهم وهي ضرورية لأنها تعود بالفائدة على الجميع.

وينوه عدد من العمال والعاملات في الحقل بموسم قطاف المشمش الذي يؤمن لهم دخلاً إضافياً لمساعدة اسرهم في تأمين متطلبات الحياة موضحين أنهم يلجؤون إلى الغناء والمرح أحياناً للتخفيف عنهم عناء التعب والبعد عن عائلاتهم.

يذكر أن عدد المساحات المزروعة بالمشمش في محافظة حمص حسب إحصائية 2021  تبلغ أكثر من 47 ألف دونم وعدد الأشجار نحو 745 ألف شجرة والإنتاج قارب 6 آلاف طن.

سيياهوم نيوز 6 – سانا